بعض الأشجار تصنع منها الشوكولاته وتطرد الباعوض وتخفف الضغط الشرياني
نواكشوط ـ محمد عبد الله ولد عبد الوهاب
يقع منتجع ادبكانة في الشمال الغربي من مرآب “روصو” بمقاطعة الرياض عند الكلمتر 8، ويتبع إداريا لمقاطعة الميناء، حيث يتموقع على مساحة تزيد على 3000متر مربع.
يدير المنتجع بمب ولد الساموري ولد اسويدات المولود (62 عاما) من مواليد أطار عاصمة ولاية آدرار، والذي عمل 18 سنة في البنك الدولي لدول غرب إفريقيا بنواكشوط قبل أن يتقاعد وينتقل إلى “اترانزيتي” يدخل البضاعة ويعمل وسيطا في “الجمركة”.
اشترى “بمب”عدة قطع أرضية في الموقع المذكور وانتقل إليه بشكل كامل نهاية عام 2000 ليبدأ رحلته مع البيئة والاهتمام بالسلاحف.ليصبح عضوا في منظمة افرانكفونية لحماية السلاحف وتربيتهم.
وتعود التسمية إلى زيارة قام بها “بمب” لغابة “ادبكانات” أي “التامورات” 35 كلمتر إلى الجنوب الغربي من مدينة الطينطان بولاية الحوض الغربي حيث تأثر بمناظرها الخلابة.
السلحفاة الأولى
تسوق الأقدار ولد “اسويدات” صحبة أحد زملائه إلى جهة من جهات الوطن ـ لم يحبذ الحديث عنهاـ ليمرا وقت الزوال برجلين قد ذبحا “سلحفاة” وربطا أخرى. وعظام السلحفاة التي ذبحت وحواياها قد تناثرت في أرجاء الشجرة المستظلين بها.
لم يحتمل ولد الساموري ، فبادر بإعلان رغبته في شراء السلحفاة الثانية، التي اشتراها بمبلغ 17 ألف أوقية، هي كل ما ما يملك في تلك الرحلة. وبعد عودته إلى المنتجع في نواكشوط بدأ يقتني “السلاحف” من السوق المعروف ب”سوق مسجد المغرب”.
يعيش في منتجع ادبكانة عدد كبير من السلاحف من مختلف الأعمار بعضها تجاوز عمرها 80 سنة “تعمل على نقاء الجو وخلوه من التلوث ، وتعالج بعض الامراض منها الربو”؛ يقول بمب.
في نهاية كل خريف يذهب ولد الساموري إلى منطقة خصبة حاملا معه عددا من السىلاحف ليتركها تتنسم نسيم الحرية في إحدى الغابات، ليصل عدد السلاحف التي شملتها التجربة في فاتح مارس 2012 ما يقارب 300 سلحفاة ، وكانت آخر دفعة أطلقها في منطقة “لبودو” بدار البركة التابعة لولاية لبراكنة في الـ 2 نوفمبر 2011.
النجمة السباعية:
يرى بمب أن حكمة إلهية ما في العدد 7 جعلته يتيامن به في أغلب يومياته حيث ان “السماوات سبع، الارضون، الأيام، السنابل، البقرات…” ومن أجل ذلك اخترع “ماركة عالمية” هي عبارة عن نجمة سباعية كلفته أكثر من 690 اورو، حصل عليها سنة 2006.ليصبح أول موريتاني يحصل في هذا التخصص على “ماركة عالمية” بجهود “ذاتية”وربما دون علم الكثيرين حتى الآن.
عندما تدخل منتجع ادبكانة يتغير الطقس عندك لتتجول في دوحة غناء وارفة الظلال تنبت من كل زوج بهيج، استوردت أشجارها بنسبة 95 في المائة من “السنغال” إثر تحمل عناء السفر في عديد الأسفار صحبة سيارته “النيسانية” والخبير في مجال “المشاتل” السيد “دود سن”.
بدأت رحلة اقتناء الأشجار متزامنة مع صيف 1998.حتى أصبح المنتجع يضم أكثر من 40 نوعا من الأشجار المثمرة والنافعة للبيئة وما يزيد عن 500 شجرة.من أهمها “الزيتون الذي استورد من المغرب والرمان والتين والليمون والبرتقال وجوز الهند والبشام والياسمين والتوت الأسود والمنكو.. إضافة إلى عديد الأشجار ذات التسميات العالمية.
من بين الأشجار من أثبت العلم الحديث أنه يخفف “الضغط الشرياني” وكذلك شجرة “اكرافيولا” التي تنتج ثمرا على شكل البطيخ “تقتل الخلايا السرطانية”؛ بحسب تصريح ولد الساموري.
هناك أيضا نخلة تثمر في السنة مرتين، وكذلك شجرة “دمبو” والتي تسمى ثمارها باللغة الفرنسية “انوازت”، وتصنع منها “الشوكولاته”، وهي مضادة أيضا لانتشار الباعوض؛ كما يقول ولد الساموري.
خطر يهدد المنتجع
يشكو ولد الساموري مما يصفه بالاستغلال السيئ للساحة العومية التي تقع أمام منتجعه، والتي يستغلها البعض لإصلاح السيارات، رغم وجود مذكرة صادرة عن رئيس مصلحة الطبغرافيا في وزارة الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي بتاريخ 27/03/2011. تثبت أنها الساحة عمومية.
ويخشى ولد الساموري من تسرب سوائل الدهون المستخدمة بشكل يومي وبكثرة في إصلاح السيارات إلى عروق أشجار المنتجع النادرة لتخرب ما بني في عقد من الزمن، وقد أرسل رسالة إلى الوزير المكلف بالبيئة بتاريخ 24/07/2011. أحالها الأخير إلى المجموعة الحضرية “وما تزال في انتظار التطبيق”؛ كما قال.
وبحسب بمب فان الجهات الوصية “لم تقدم أي دعم لمشروعه”، ويُرجع ذلك إلى عدم إيصاله إلى الجهات العليا، ويشيد بالتعاون المثمر والوحيد المقدم من طرف ممثلية الأمم المتحدة في نواكشوط “ابنيد” حول “البيئة والسياحة” والذي استفاد منه المنتجع نهاية 2010.
يوصي “بمب” جميع الباحثين ورواد المنتجع من طلاب وجامعيين ومهتمين بالشأن البيئي بمحاولة غرس “شجرتين” أمام منزل كل واحد منهم. ويدعو المواطنين إلى احتجاز حيواناتهم “السائبة” التي قال إنها أثرت على واجهة المنتجع أكثر من مرة.