لعل القارئ يتوهم أننا بصدد تصفية حسابات مع البعض. أو نحاول ركوب موجة الدفاع عن النظام على شاكلة – المبادرات الداعمة- ابان فترة انقلاب السادس من أغشت.
لكن الحقيقة هي أننا نحاول فتح نقاش ثقافي وسياسي مفيد حول الأحداث التي تشهدها البلاد. وما يمكن أن ينتج عن تلك الأحداث والآثار التي ستترتب على ذلك. في مقاربة تتسم بالجدية والحياد والعمق.
ولنحاول أن نفتتح بهذا المقال حوارا موسعا بين كافة النخب المثقفة وذلك من أجل وضع تصور يؤسس لمرحلة جديدة في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات ليس ما يعيشه بلدنا إلا نتاجا لبعض تأثيراتها.
إن المتتبع للشأن المحلي أصبح على قناعة بأن المعارضة تبدوا مصممة على الذهاب في خياراتها حتى النهاية.
وكأن عمر أزمات هذا البلد بدأت مع تولي محمد ولد عبد العزيز بانقلاب ثم بانتخابات رئاسة البلاد!..
لكنه لو لم نكن في فصل الربيع العربي لكان حراك القوى السياسية المتمثلة في المعارضة خجولا ولكانت المعارضة دخلت متاهات من الصراعات الداخلية، ذلك أنه لم يكن هناك مشروع وطني موحد لكل أطياف المعارضة ما قبل الربيع…
فالواقعية السياسية تقتضي من جانب كل المعنيين بما يجري في البلد محاولة اجتياز مرحلة دون أن يتطاير الرماد ليصل إلى الحنجرة…!
وقبل أن نتعمق في هذا الموضوع من نافلة القول أن عامل موضوعيا هو أساس ما تشهده البلاد في هذه الأيام قد يتمثل في الهشاشة الإجتماعية وكذلك كون الإصلاحات الإقتصادية لم تواكبها عدالة اجتماعية.
في كيمياء السياسة كثير من الهواء الفاسد…! وقد نلاحظ أن منعطف الأمور في العادة ينقل الناس من الأسوء إلى الأحسن لكنه في بلدنا يحدث العكس. ولأن فصول التاريخ تكرر نفسها باستمرار لن نخوض في شواهد كثيرة قد تبدو ما ثلة للعيان…!!
ففي زمن المفارقات يلزمنا درس في البداهة قبل أن تندلع (الظهيرات الحاسمة) في أيام الحرية.! عندها قد يكتفي العالم بخطاب بارد…….!!
إن الإتزام بالوطنية يفرض على الجميع صيانة وبلورة المعاني الجميلة (للنضال السلمي).
وكذلك يفرض على الجميع الخروج بتصور ديمقراطي عقلاني وموضوعي يؤسس للإنخراط في البناء الجدي للوطن ويخرج عن قاعدة العبث الجماعي بمصير الدولة ومقدراتها…
يتواصل