قيادي في الحركة الوطنية لتحرير أزواد: قيمة السيدتين “أكبر من قيمة الجيش المالي مجتمعا”
تمبكتو ـ عثمان آغ محمد عثمان
في ظل التوتر الذي تشهده مناطق التماس بين إقليم أزواد والولايات الجنوبية من الأراضي المالية، تمت أول عملية تبادل للأسرى بين الحركة الوطنية لتحرير أزواد والجيش المالي.
فقد أطلقت الحركة سراح 29 جنديا مالياً مقابل تسلمها لسيدتين أزواديتين اعتقلهما الجيش منذ أكثر من شهرين بمدينة كيدال.
الصفقة الأولى من نوعها تمت يوم أمس السبت على بعد 200 كلم إلى الجنوب من مدينة تمبكتو على الطريق الرابط بين المدينة التاريخية والعاصمة باماكو، حيث تعتبرها الحركة “صفقة رابحة” شهدت تحرير سيدتين “كان من المفروض أنهن مواطنتين ماليتين غير أن الأحداث أثبتت أنهن مواطنتان أزواديتان”، وفق تعبير قيادي في الحركة.
فيما يقول قيادي متحمس تعليقاً على تحرير السيدتين مقابل هذا العدد الكبير من الجنود الماليين إن “قيمتهن بالنسبة للحركة ومناضلي أزواد أكبر من قيمة الجيش المالي مجتمعا”، بحسب تعبيره
.
صحراء
ميديا التقت السيدتين (أمينة ولت بيبي، ولت هيتا) واطلعت من خلالهما على تفاصيل اعتقالهما والطريقة التي أطلق بها سراحهما، فأكدتا أنهما اعتقلتا من طرف الجيش المالي منذ سبعين يوماً بمدينة كيدال حيث تنقلتا بعد ذلك ما بين سجون غاو وموبتي وباماكو إلى أن تمت صفقة التبادل يوم أمس السبت ونقلتا إلى تمبكتو قبل أن ترافقهما سيارات تابعة للحركة الوطنية لتحرير أزواد إلى مدينة كيدال.
أمينة ولت بيبي، أخت النائب السابق في البرلمان المالي ونائبة رئيسة جمعية نساء أزواد في كيدال، قالت “أنا مسرورة جدا لأنني خرجت من الأسر ولم أمكث فيه كثيرا، وذلك بفضل الله أولاً وبفضل الحركة الوطنية لتحرير أزواد ثانياً”
.
وأضافت
أن الجيش المالي نقلهما في سيارات رباعية الدفع إلى مناطق سيطرة الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي جلبت بدورها 29 جندياً مالياً، مؤكدة أنهما كانتا تراقبان سير العملية مما جعلهما تدركان “عدد الجنود الماليين الذين حررتهما الحركة مقابلهما”.
“المحررة” الثانية ولت هيتا رئيسة جمعية نساء أزواد قالت إن الجيش المالي قبض عليهما “لأنهما تعملان من أجل القضية الأزوادية”، وأضافت “لقد مكثنا 12 عشر يوما في كيدال دون محاكمة، قبل أن يذهبوا بنا إلى غاو التي مكثنا فيها 3 أيام ثم أخذونا بعد ذلك إلى موبتي حيث قضينا 3 أيام أيضا ليتم نقلنا إلى العاصمة باماكو حيث تم عزلنا بشكل نهائي”.
وأشارت ولت هيتا إلى أنه طيلة هذا التنقل كانت “أيديهن مكبلة بالأصفاد”، فيما منعن من الحصول على محام للدفاع عنهن أو أي محاكمة، كما منعوا أيضاً من الزيارة واستخدام الهاتف، ولم تتصل بهن أي منظمة حقوقية للإطلاع على وضعيتهن، حسب تعبيرها.
وقالت إن أكثر ما آلمهن هو “العزلة والمنع من استقبال الأقارب”، مؤكدة أنهن إذا مرضن فهن من يدفع ثمن شراء الدواء.
ولت بيبي عادت لتشير إلى ما وصفته بـ”القضية الكبرى التي هي قضية الشعب الأزوادي الذي يعيش في ظروف حرب ومعاناة شديدة، وانعدام العلاج مع تفشي الأمراض وإغلاق المدارس”.
وأضافت أن “العالم لا ينظر إلى أزمة الشعب في أزواد وإنما كل ما يشغله هو مشكلة القاعدة “دون أن يركز ولو قليلا على هذا الشعب الذي يعاني من ويلات الحرب”، موجهة نداء إلى “دول الجوار والأمم المتحدة من أجل أن تنظر إلينا نظرة إيجابية وكذلك بقية الشعوب”، وفق تعبيرها.