دمحمد ولد الحسن رئيس جمعية المعلقين الرياضيين الموريتانيين
خلال مشوار خمسة عشر سنة من مرافقة الفرق والمنتخبات الوطنية هزني بعمق المشهد الذي تابعته في مباراة فريقنا الوطني يوم امس في دبي مع المنتخب المصري حين تابعت التوافد المكثف لافراد جاليتنا العاملين والموظفين في دولة الامارات العربية المتحدة ساعات قبل المباراة شيبا وشبابا واطفالا قطعوا تذاكر المباراة التي بلغت ثلاثين درهما للشخص الواحد وهو مبلغ كبير جدا في موريتانيا لمؤازرة ومتابعة فريقنا الوطني.
وبكل حماس ووطنية صادقة حين تابعت تلك الجماهير وضعت يدي علي قلبي وبحثت عن ركن منزو حتي لا اتابع مشهدا كنت تابعته سنة 2004 في مدينة اغادير المغربية خلال مباراة نادي نصر السبخة مع حسنية اغادير ضمن بطولة ابطال اندية افريقيا حين عبأ القنصل الموريتاني خلالها في الدار البيضاء محمد عالي ثلاث باصات كبيرة مملوءة بالجماهير الموريتانية المقيمة في المغرب قطعت مايقارب الف كيلو لتشجيع النادي الذي كان يمثل موريتانيا باسرها.
حضروا للملعب وقاموا بواجبهم علي اتم وجه لكن اداريي ولاعبي نصر السبخة لم يكونوا في المستوي ابدا وخانوا الوطن قبل تلك الجماهير الوفية فسحقهم المغاربة بسبعة اهداف دون مجهود منهم ولم يشعروا بالم وحزن الجماهير فقاموا بالرقص والغناء بعد المباراة لدرجة ان العاملين في الفندق كانوا يعتقدون بانهم قد انتصروا.
لم اتمالك نفسي حينها واخذت حقيبتي وركبت مع الجماهير في الباص عائدا معهم للدار البيضاء وتاركا ورائي ذالك الفريق المهزوم ليس رياضيا فقط وانما وطنيا.
كان رئيس البعثة عبد القادر جينغ عضو مكتب الاتحادية الحالي.. تحدث الجميع عن رشوة قدمها رئيس اغادير ابو الحسن القاسمي لاداريي ولاعبي الفريق، تاكدت من صحتها بعد سنوات حين اعترف عبد القادر نفسه لي بانهم حصلو علي مبالغ مالية من المغاربة كمساعدة، حينها فهمت كل شيئ بعد ثماني سنوات.
رأيت الامر مختلفا، رئيس بعثة يتابع منتخب بلاده علي اعصابه حتي لتخشي علي صحته لايترك المجال ابدا لموضوع التلاعب او التهاون في تمثيل الوطن يقدم التضحيات من اجل ذالك الهدف الذي جاءت من اجله الجماهير ولاعبون يبذلون اقصي الجهود لرفعة وطنهم حتي امام منتخب عملاق مثل المنتخب المصري فكانت الجماهير مرتاحة وراضية عنهم عكس جماهير اغادير التي شعرت بخذلانهم للوطن بغض النظر عن نتيجة المباراة فشعرت بان دينا قديما قد دفع فكانت الجماهير الموريتانية قمة الوفاء والوطنية في الامارات وكانت ادارة فريقنا الوطني في مستوي آمال وطموحات تلك الجماهير وهذه هي بداية النصر ليس فقط لكرة القدم الموريتانية وانما لواجبنا اتجاه وطننا وحقوقه.