سلطت الصحافة العربية والعالمية هذا الأسبوع اهتمامها علي مجموعة من الموضوعات علي رأسها هزيمة ساركوزي أمام خصمه الإشتراكي افرانسوا هولاند ، وحلول الذكري الأولي لمقتل بن لادن، ودخو المسلسل الديمقراطي المصري في حلقته الأخيرة
1- ساركوزي : رئيس فرنسي يحب الأمريكيين ويحبونه ويكره الفرنسيين ويكرهونه !
شكلت هزيمة ” ساركوزي ” المدوية موضوعا رئيسيا في افتتاحيات الصحافة الفرنسية والآمريكية طيلة الأسبوع المنصرم .
بالنسبة لصحيفة ” نيويورك تايمز ” فإن ساركوزي ، لم يكن يصلح ليكون رئيسا للفرنسيين ولكنه كان يصلح أكثر ليكون رئيسا للولايات المتحدة الآمريكية ، فهو لم يكن أبدا فرنسيا في العمق ، فهو غير مثقف ولا يعرف الكثير عن آداب الأكل والشرب ، ويحب آمريكا بغير حدود.
لو تقدم ” ساركوزي” للإنتخابات في آمريكا لنجح نجاحا باهرا ، فهو رجل غني ويحب الأغنياء ويدافع عنهم ، وتلك خصال يشترك فيها مع الأمريكيين وتقربه إلي قلوبهم وتحببه لهم . لقد كان بالإمكان كما تقول الصحيفة أن نكون نحن( الأمريكيون ) من اخترناه لا هم ( الفرنسيون ) ومع ذلك فقد كان هو” رئيسنا ” في أوربا طيلة السنوات الخمس الماضية !.
إعجاب “ساركوزي” الامحدود بآمريكا ، وإعجابه الأشد برئيسها السابق “جورج بوش ” الذي كان يتبع سنته قولا وفعلا ، والذي حاول أن يستنسخ تجربته المدمرة في العراق لتطبيقها في ليبيا ، لم تمنع الصحافة الأمريكية من الهجوم علي سياسته الإقتصادية وتحميله مسؤولية الأزمة الإقتصادية التي تعصف بالإتحاد الآوربي .
لقد نجح ” ساركوزي” نجاحا باهرا في تغيير نظرة الفرنسيين إلي مقام الرئيس ، وبدد تلك الصورة المثالية التي رسمها الفرنسيون لرؤسائهم والتي كانت تجعل منهم أباءا وقديسين كما هو الحال مع “ميتران” و”شيراك” . وعلي ذكر هذين الآخيرين فقد كشفت الأحداث أنهما لم يكونا عذريين في حياتهم الخاصة، ولا فوق الشبهات في حياتهم العامة، ولكنهما استطاعا علي الأقل طيلة فترة رئاستهما أن يتسترا علي فضائحهم ، وأن يحولا دون أن تتسرب إلي وسائل الإعلام فلا تلهج بها حناجر السياسيين ولايتتندر بها الصحفيون ، الأمر الذي أخفق فيه ساركوزي إخفاقا كبيرا ، يضاف إلي سلسلة إخفاقاته الكثيرة في المجالات السياسية والإقتصادية والأمنية والإجتماعية .
هذا الجانب الآخر من شخصية ساركوزي، أو الجانب الفضائحي ، والذي يبدو أنه هو الجانب الأصلي أو الوراثي من شخصيته و الذي ورثه إبنا عن أب ( يعمل والد ساركوزي مصورا بورنوغرافيا ) ، خصصت له الصحف الفرنسية جانبا مهما من تغطيتها وتحقيقاتها ، حيث أعلنت المحاكم الفرنسية حالة الطواري وتم تجنيد عشرات القضاة والمحققين لتقصي ثلاثة ملفات كبري( هذا فضلا عن العشرات من الشكاوي والدعاوي الشخصية ) التي ستطارد ساركوزي في حله وترحاله ، و تدور كلها حول الرشوة ، والحصول علي عمولات في صفقات مشبوهة ، وتمويل حملته الإنتخابية بطريقة غير شرعية ، وتعرف هذه الفضائح بفضيحة ” بيتانكور ” نسبة إلي أمرأة الأعمال الثرية التي أعطت ساركوزي 150.000 يورو لتمويل حملته الرئاسية سنة 2007 ، وفضيحة ” القذافي ” الذي مول حملة الرئيس ب 50 مليون دولار عبر شخص يدعي ” زياد تقي الدين ” ، وفضيحة ” كراتشي ” التي تعود لسنة 1995 حيث حصل المرشح الرئاسي أنذاك ” إدوارد بلادير” علي عمولة من صفقة لبيع الأسلحة الفرنسية إلي كل من السعودية وباكستان تقدر بعشرة ملايين دولار ، وكان ساركوزي في تلك الأثناء وزيرا للميزانية في حكومة ” بلادير” وناطقا رسميا باسم حملته الرئاسية !.
2- التبيان في أخطاء الإخوان
بمناسبة مرور ” مئة يوم علي تأسيس مجلس الشعب المصري الذي سيطر عليه وعلي لجانه الفرعية جماعة الإخوان المسلمين وحلفائهم من السلفيين، نشر المفكر المصري “طارق البشري” نقدا لاذعا لأداء الإخوان في هذه المئة يوم من عمر الديمقراطية المصرية التي يديرون اليوم دفتها ، باعتبارهم أكبر فصيل سياسي في مجلس الشعب .
ولمن لا يعرف ” طارق البشري ” فهو سليل أسرة علمية عريقة أنجبت علماء وخطباء لعبوا أدوارا مختلفة في التاريخ السياسي والثقافي المصري ، وهو حفيد ” سليم البشري” شيخ الأزهر الذي يعرفه الموريتانيون من خلال علاقته المشهورة بالعلامة ” ولد اتلاميد ” كما رواها صاحب ” الوسيط ” ، وقد ترقي طارق البشري في سلم القضاء المصري حتى أصبح رئيسا لمجلس الدولة المصري ، و هو بالإضافة إلي ذلك مؤرخ ومفكر سياسي من الطراز الأول أصدر العشرات من الكتب ، طغي علي أولها المنهج الماركسي، وغلب علي آخرها الطرح الإسلامي المستنير ، وقد تم اختياره بعد سقوط نظام مبارك ليرأس لجنة تعديل الدستور المصري التي عهد إليها وضع خارطة طريق دستورية تخرج مصر من عصر الإستبداد إلي عصر الديمقراطية . ويلخص ” طارق البشري ” الأخطاء التي ارتكبها الأخوان في النقاط التالية :
الخطأ الأول الذي وقع فيه الإخوان بعد سيطرتهم علي مجلس الشعب هو الإنشغال بالأمور الفرعية والثانوية ( الصراع مع الحكومة ) بدل التركيز علي المهمة الأولي والرئيسية لمجلس الشعب وهو اختيار لجنة تأسيسية لوضع الدستور المصري . وقد أدي هذا الإنشغال بالأمور الثانوية والصراع مع السلطة التنفيذية وعليها إلي انفضاض القوي السياسية من حول الإخوان فخسروا معركتهم الثانوية مع الجهاز التنفيذي( الإطاحة بالحكومة ) دون أن ينجحوا في معركتهم الرئيسية ( إختيار اللجنة التأسيسية) إي أن الإخوان رغبوا فيما ليس من حقهم ، ففقدوا ما هو من حقهم .
الخطأ الثاني: يتعلق بقانون العزل السياسي الذي تلكأ مجلس الشعب في إصداره ، ولم يتم عرضه للمناقشة والتصديق عليه إلا بعد أن بدأ القلق يساور الإخوان إثر ترشح عمر سليمان وأحمد شفيق الذين رأي فيهما الإخوان تهديدا لسلطتهما ، والقضية هنا هي قضية مبدئية تتعلق بالشطط في استعمال السلطة ، حيث وظف الإخوان سلطة المجلس التشريعي لتصفية حسابات مع خصم سياسي، وهذه واحدة من أخطر ما تنحرف به السلطة التشريعية فى ممارستها لسلطاتها الدستورية، وأدائها وظيفتها القانونية التى تحتم عليها أمانة الولاية العامة ألا تستخدم إلا فى صالح وطنى عام ، بتشريعات منزهة عن الشخصية ومتّصفة بما يلزم أن يتصف به القانون دائما من صفتى العموم والتجريد.
الخطأ الثالث الذي يرقي إلي درجة الخطيئة هو محاولة الإخوان استغلال قوتهم في مجلس الشعب للتأثير علي القضاء بدعوتهم لتغيير أعضاء المحكمة العليا ، وعزل رئيس لجنة الإنتخابات ، وذلك لأن هؤلاء ينظرون في دعاوي وقضايا رفعت ضد بعض الإخوان أو ضد مجلس الشعب نفسه الذي يمثلون الأغلبية فيه .، وهذا تدخل سافرفي القضاء وخطر كبير علي استقلاليته.
الخطأ الرابع يتعلق بالتقدير السياسي ، فالأخوان تعوزهم الكثير من الخبرة السياسية ، ويعتقدون أن 47% من القوة التشريعية تمنحهم الحق في السيطرة علي جميع موازين الحكم وأجهزته ومؤسساته سواء السلطة التنفيذية أو الأجهزة المسيطرة علي المعلومات وعلي الحركة ذات الصلة بدوائر النفوذ في المجتمع والإعلام ، وهذا تقدير بعيد عن الصواب وأقرب إلي الشطط .
الخطأ الخامس : يتصرف الإخوان وهم قوة منظمة كبيرة لها وزنها علي الساحة السياسية في بعض الأحيان كما تتصرف القوي التلقائية الضعيفة مثل شباب الثورة الذين جعلوا من ميدان التحرير ساحة نضالهم ، ويتجلي ذلك في سياسة الإعتصامات التي يلجأ إليها الإخوان بين فترة وأخري حتى بعد نجاحهم الكاسح في مجلس الشعب ، بل الأغرب أن هذا المجلس والذي هو قوة منظمة بامتياز وإحدي القواعد الثلاثة التي يتأسس عليها البناء الديمقراطي ، يتحول بفعل الإخوان إلي “قوة تلقائية ” تلجأ إلي الإحتجاح والإضراب وقد كان من الغريب أيضا، أن مجلس الشعب لما فشل فى إسقاط الوزارة لأنه لا يملك الوسيلة القانونية ولا الدستورية ولا السياسية لذلك، أعلن عن توقيف جلساته لمدة أسبوع، أى أنه قرر الإضراب عن العمل. وهى أول مرة في التاريخ تلجأ فيها سلطة من سلطات الدولة إلى الإضراب . ويعلق ” طارق البشري ” علي إضراب مجلس الشعب المصري عن العمل لمدة أسبوع قائلا : ” لم يدرك مجلس الشعب بذلك أنه بتقريره عدم العمل، قد عطل جلساته، وأنه بذلك إنما كان يتيح للمجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يصدر مراسيم بقوانين فى هذه الفترة إذا استدعت الضرورة الملحة إصدار قانون عاجل جدا فى حالة تعطل مجلس الشعب. ولكن المدة لحسن الحظ انتهت قبل أن يحدث ذلك ….والحمد لله .”
3- رأس بن لادن في واشنطن وجثته فوق جبال “هندوكشتي”
كشف الكاتب المصري “فهمي هويدي” سرا خطيرا يتعلق بعميلة مقتل “بن لادن ” ، ويقول الكاتب في مقال نشره هذا الأسبوع في صحيفة “الشروق” المصرية أنه حصل علي معلومات مؤكدة من شخصية أمريكية مرموقة لها مكانتها المتميزة في مجال التحقيق والإستقصاء ، وتمتلك صدقية عالية ، تخالف الرواية الرسمية التي قدمتها الإدارة الأمريكية حول مقتل “بن لادن” ورمي جثته في البحر.
ويؤكد فهمي هويدي أنه لم يكشف هذا الخبر إلا لتأكده من تلك المعلومات نظرا لمعرفته بتلك الشخصية التي يعرفها معرفة جيدة ويثق في معلوماتها ثقة كبيرة ، ولكنه يتحفظ علي ذكر إسم تلك الشخصية التي لم تنشر ما وصلت إليه نظرا لخطورته ومساسه بالأمن القومي الأمريكي .
المعلومة الأولي التي تتعلق بهذا السر تكشف عن العميل الباكستاني الذي دل المخابرات الأمريكية علي مكان” بن لادن ” ، وهذا العميل لم يكن أحدا آخر غير نائب رئيس المخابرات الباكستانية الذي كان الرجل الوحيد الذي يعرف مكان “بن لادن” بالإضافة إلي رئيسه. وقد أغرت المخابرات المركزية الأمريكية الجنرال الباكستاني ب 30 مليون دولار ، وعندما حصل عليها بعد مقتل بن لادن اختفي عن الأنظار ولم يعرف له إلي اليوم أي مكان.
المعلومة الثانية خاصة بقتل ” بن لادن” ، ذلك أن الرجل حين انقض عليه رجال العمليات الخاصة وهو نائم، أطلقوا عليه 120 طلقة رصاص حتى اطمأنوا على الإجهاز عليه. وليس صحيحا أن جثمانه ألقى بعد ذلك فى بحر العرب كما ذكرت البيانات الرسمية. ولكن الذى حدث أن رأسه قطع وحمل بالطائرة إلى واشنطن، فى حين أن جثمانه ألقى فوق جبال ” هندكوشتى” الشاهقة ! .