كان الأسبوع الماضي حافلا بالأحداث التي شتتت إنتباه الصحافة العالمية : من فرنسا التي أستعادها الإشتراكيون بعد عقدين من الزمن وشكلوا فيها حكومة توغر صدر ماري لبن وتوقظها فزعة من نومها العميق ، إلي مصر التي بدأ فيها التصويت للإنتخابات الرئاسية والتي يحرز فيها شفيق مرشح الفلول تقدما كبيرا حسب استطلاعات الرأي ، الأمر الذي يقلق القوي السياسية ، ويهدد باخفاق الثورة وعودة مصر إلي المربع الأول ، إلي الجزائر التي لم يتعظ نظامها من تجارب الربيع العربي والتي شهدت فيها الإنتخابات التشريعية تكريسا للنهج السياسي القديم الذي يقوم علي سيطرة الحزب الحاكم علي الأغلبية المطلقة في كل استحقاق انتخابي ، إلي انتفاضة الأمعاء الخاوية التي يقودها السجناء الفلسطينيون في المعتقلات الإسرائيلية دون سند عربي أو دولي ، إلي حلول الذكري الرابعة والستين لنكبة في فلسطين وتصاعد النقاش والجدل حول مكانة فلسطين في الربيع العربي ، هذا فضلا عن الموضوعات التي أصبحت تقليدية مثل الملف النووي الإيراني والتهديدات لإسرائيلية لأمريكية لشن هجوم علي إيران ، وتصاعد العنف في سوريا والذي بدأ يتمدد إلي الدول المجاورة وخصوصا لبنان التي تشكل الخاصرة الرخوة في منطقة الشرق الأوسط .
القضية الفلسطينية والربيع العربي
ماهي مكانة فلسطين في الربيع العربي ؟ سؤال طرح هذا الأسبوع بمناسبة حلول الذكري الرابعة والستين لنكبة فلسطين وهو سؤال يمكن الإجابة عنه بطريقتين مختلفتين : طريقة أولي سهلة ينتهجها المحللون الغربيون خصوصا من تربطهم أواصر القربي الساسية بالدوائر الأمريكية و الصهيونية مثل الفرنسي “هنري ليفي” و الأمريكي ” فريدمان ” ومن لف لفهم من عتاة الفكر الصهيوني فهؤلاء يرون أن هذه الثورات لا علاقة لها البتة بالقضية الفلسطينية والنزاع العربي الإسرائيلي وأنها ثورات شعبية غير مؤدلجة يحركها العامل المادي، تطمح لتحسين أوضاع المواطنين والرفع من مستوي عيشهم المادي وترقية تعليمهم وتوسيع مجال حريتهم .
وطريقة ثانية أكثر سهولة تري أن القضية الفلسطينية هي لب هذه الثورات ، وتستشهد علي ذلك بمكانة فلسطين في الوجدان العربي وبالدور الذي لعبته الحركات العربية بعثا وناصريين وإسلاميين ويساريين في الدفاع عن القضية الفلسطينية قبل تفجر الثورات العربية ، أما بعد تفجرها فقد هاجم المصريون السفارة الإسرائيلية في القاهرة واقتحموها واستقبل التونسيون إسماعيل هنية في عاصمتهم استقبال الأبطال .
لا يمكن أن نسلم بالجواب الأول ، والذي يلغي البعد التاريخي للقضية الفلسطينية ويمكن أن نرد عليه وندفعه بالجواب الثاني ، فالمطالب الإجتماعية والإقتصادية والسياسية في الثورات العربية هي بعض أسباب هذه الثورات ، ولكن تخاذل الأنظمة العربية وخصوصا النظام المصري عن دعم القضية الفلسطينة بل وتآمره عليها في كثير من الأحيان قد أوغر عليه صدور المصريين وأجج غضبهم ، وكان عاملا رئيسيا في إشعال الثورة .
كما لا يمكن أن نسلم بالجواب الثاني والذي يلغي البعد الديناميكي في الثورات العربية ، فهذه الثورات لم يستقر بعد لها قرار وهي تسبح فوق موج هائج من المخاطر ، و تتجاذبها قوي متانفرة ، وإرادات متصارعة بعضها خير وأكثرها شرير : ربابنة مشفقون عليها يغالبون البحر للوصول بها إلي بر الأمان ، وقراصنة يجهدون ما وسعهم الجهد للسيطرة عليها و العودة بها إلي وسط اليم ، أوحرفها عن مسارها إلي مرافئ بعيدة، وحتى إغراقها بما فيها ومن فيها . .. وستكون الغلبة في هذا الصراع للأكفإ والأقوي وليس للأصلح ولا الأحق .
لا جدال في أن الفلسطينيين لم يجنوا حتى الآن من الربيع العربي إلا الشوك والحصرم ، فتطمينات القوي الإسلامية في مصر وتونس وسوريا لأمريكان ( اقرأ تنازلات ) فيما يخص مشكلات الشرق الأوسط قد أضرت بالفلسطينيين ضررا بالغا ، فتراجعت حماس – تحت ضغط الإخوان في مصر – عن مبدإ النضال المسلح ، واقتربت من مواقف حركة فتح إلي حد التطابق ، وهو الموقف الذي بدأ مع مفاوضات ” أوسلو ” وبدأت تغازل إسرائيل عبر مغازلة حلفائها ، والتقرب منها من خلال التقرب مع حلفاء حلفائها ، تماما كما تفعل السلطة الفلسطينية في رام الله ، والإبتعاد شيئا فشيئا عن حلفاء الأمس .. وكل ذلك دون جني مكاسب سياسية تذكرة مقابل هذه الإنعطافة الكبيرة في الخط النضالي الذي كانت تنتجه حركة حماس، ولا حتى مكاسب اقتصادية آنية تخفف أزمة الوقود ومعاناة الفلسطيينين في غزة .
وتبقي قبل ذلك وبعده حقيقة لا يمكن تجاهلها وهي أن الشعوب العربية وكذلك الحكومات مشغولة بأمورها الداخلية عن القضية الفلسطينية أكثر من أي وقت مضي .. وهي فرصة سانحة انتهزتها إسرائيل وتنتهزها للمزيد من الإستيطان والتمدد والتهويد وتغيير الحقائق علي الأرض .
المرأة أقدم وكالة أنباء عالمية
أظهرت دراسة علمية حديثة صحة المثل القائل: ” إن المرأة لا تؤتمن علي سر” علي الأقل عند المصريات حيث أثبتت أن النساء المصريات لا يستطعن الإحتفاظ بالسر لأكثر من 38 ساعة ! وغالبا ما يبحن به إلي أشخاص غير معنيين به بحسب ما ذكرت جريدة ” السفير” اللبنانية
وأكدت أستاذة علم الإجتماع في جامعة ميشيغن الأمريكية الدكتورة ” مارغريب” في أول دراسسة مطولة بعنوان: ” المرأة أقدم وكالة أنباء عاللمية” أن المرأة المصرية لا تستطيع حفظ الأسرار أكثر من 38 ساعة فقط
وكشفت الدراسة التي أجريت علي 500 امرأة مصرية تتراوح أعمارهن ما بين 18 و 60 عاما أن 25 في المئة منهن اعترفن بأنهن لا يستطعن حفظ السر إطلاقا مهما يكن شخصيا وخطيرا !
وأوضحت الدراسة أن النساء المصريات غالبا ( في موريتانيا دائما ) ما يبحن بالسر إلي شخص غير معني بالموضوع، أو ينتمي إلي دائرة اجتاعية مختلفة ، وبالرغم من أن 9 فتيان من أصل 10 يعتبرن انفسهن جديرات بالثقة فإنهن يبحن دائما بالأسرار ، وأن ثلثي النساء يشعرن بالذنب بعد البوح بالسر وأشارت الدراسة إلي أن الهاتف والأنترنت ساهما بشكل كبير في إفشاء الأسرا اما في الريف المصري فإن الحقول واللقاءات العائلية تساهم في نشر الأسرا ر والبوح بها
و من جانبها أشارت استا ذة التربية في جامعة حلوان “مروة الرفاعي ” أن أن كشف الأسرار لا يختلف بين الرجل والمرأة فالإنسان منذ الصغر يتعود علي الإحتفاظ بالأسرار طبقا لنمط تربيته فإن نشأ الطفل منذ الصغر علي القيل والقال والثرثرة يتعود علي كشف الأسرار
وذكرت أن البوح بالأسرار غالبا ما يرجع إلي أننا لا نجد الوقت الكافي لتخزينها أو كتمانها داخل أنفسنا أو بسبب عدم قدرة الشخص علي كتم الأسرار.
والطريف أن الأطفال هم الأكثر حفاظا علي أسرارهم الخاصة لسنوات طويلة بينما يفشلون في كتم السر الذي نطلب منهم الحفاظ عليه .
وستدفع هذه الدراسة إلي إعادة كتابة تاريخ الصحافة والإعلام ، والإطاحة بالمسلمة القائلة بأن أقدم وكالة أنباء عالمية هي وكالة ” هافاس ” التي أسسها ” شارل لويس هافاس” في باريس سنة 1835 والتي أصبح يطلق عليها ابتداء من سنة 1944 وكالة الأنباء الفرنسية !