القيادي دعا إلى انتهاج خط دعوي وإداري في تسيير المدن، والتدرج في تطبيق الشريعة الإسلامية
خاص ــ صحراء ميديا
حصلت صحراء ميديا على تسجيل صوتي لأحد قادة تنظيم القاعدة وهو يوجه بعض النصائح لمن وصفهم بـ”المجاهدين في صحراء أزواد”، معتبراً أن “انتصارات وفتوحات إخواننا المجاهدين في حركة أنصار الدين بمدينة كيدال وغاو وتمبكتو (..) نصر تاريخي وظفر غير مسبوق”، موجهاً تحية إلى “الشيخ الفاضل إياد أغ غالي”، زعيم حركة أنصار الدين.
التسجيل الصوتي الذي تبلغ مدته 11 دقيقة، والذي أكدت بعض المصادر أن من يتحدث فيه هو أحد قادة تنظيم القاعدة الأم دون تحديد هويته، يعتبر أول تعليق من التنظيم على حركة أنصار الدين التي تشكلت منذ عدة أشهر فقط، والتي تتهم بربط صلات وثيقة مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
وفي نفس السياق يقول المتحدث في التسجيل إنه “حتى لا تزداد الأمور على حركة أنصار الدين فمن الحكمة أن يمرر المجاهدون كل نشاطاتهم الميدانية المتعلقة بمشروع تطبيق الشريعة على إقليم أزواد تحت غطاء حركة أنصار الدين، وأن يبقى غطاء تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي محصورا على نشاطنا في الجهاد العالمي”.
واعتبر القيادي في القاعدة أن ما يشهده شمال مالي “فرصة تاريخية ولن تتكرر لإنجاح مشروع إقامة الدولة المسلمة”، مشيراً إلى أن “التجارب السابقة قد علمتنا بما حملته من إخفاقات مريرة أنه إن لم يكن المجاهدون في مستوى التحدي وإن لم يتحلوا بالنضج الكافي من الناحية الشرعية والسياسية والأخلاقية فستضيع الجهود”، وفق تعبيره.
“المجاهدون” والحركة الوطنية..!
وعن العلاقة بين “المجاهدين” والحركة الوطنية لتحرير أزواد التي تدعو إلى إقامة دولة في إقليم أزواد وترفع شعارات وطنية علمانية، قال القيادي مخاطباً “المجاهدين” في التسجيل الصوتي “تجنبوا قدر المستطاع الصدام مع حركة تحرير أزواد، وابتعدوا عن استعدائها ما أمكنكم ذلك وابذلوا جهدكم في محاولة كسب عوامهم بدعوتهم وإسهامهم في أتعاب مشروعنا الإسلامي”.
وأضاف في نفس السياق “قولوا لهم: لنتعاون ولننسق فيما بيننا لتحقيق القواسم المشتركة التي نتفق عليها ولنتجنب تعميق الخلافات لأنه ليس من مصلحتكم ولا مصلحتنا حدوث ذلك”، وفق تعبيره.
احذروا الغرور وارحموا الناس
وبدأ القيادي نصائحه “للمجاهدين” بالتحذير من “الغرور”، مشيراً إلى أنهم يمثلون “صورة المشروع الإسلامي، فإن أحسنتم التعامل وكنتم في مستوى أخلاق الإسلام وآداب الشريعة (..) فستسهمون في التفاف الناس حول مشروعنا، وإن أسأتم التعامل (..) فستنفرون الناس وستسيئون للمشروع الإسلامي”.
وأضاف في توجيهاته بخصوص التعامل مع السكان “ارحموا ضعفاءهم وتجاوزوا عن جهلهم وأخطاءهم.. تألفوا كبراءهم واعرفوا قدر ذوي الهيبة منهم وأقيلوا عثراتهم وكونوا خير سفير لرسالة الإسلام السمحة الصافية وخير حامل ومتفهم لمقاصد الشريعة الغراء”، حسب قوله.
وفي النقطة الثانية من توجيهاته يقول القيادي إن “مما يجب التنبيه عليه في هذه المرحلة المهمة (..) أن تطبيق الشريعة لا يجب اختزاله في تطبيق الحدود على الناس، فالشريعة أوسع وأشمل من ذلك بكثير”، مشيراً إلى أنه “من الخطأ أن نحمل الناس على أحكام الإسلام جملة واحدة بين عشية وضحاها”.
وأضاف في نفس السياق أنه “إذا كان منع بيع الخمور والمخدرات وإغلاق أماكن الفجور والمنكرات مما يسعنا تطبيقه الآن بدون تأخير فإن تطبيق الحدود والتعازير كقطع يد السارق وجلد العصاة على المنكرات يسعنا التدرج فيه وتأخيره مرحليا إلى أن نهيئ الظروف المناسبة وننشر الدعوة الصحيحة التي يرتفع بها الجهل عن الناس”، وفق قوله.
الدعوة والإدارة..!
وعن طريقة العمل في المدن التي تسيطر عليها الجماعات الإسلامية بالشمال المالي يقول القيادي في القاعدة مخاطباً هذه المجموعات “سيروا في كل مدينة تقع تحت سيطرتكم على خطين متوازيين، خط دعوي توظفون فيه الأئمة والدعاة وخطباء المساجد وتستعينون فيه بالإذاعة المحلية لكل مدينة وبالمنشورات والمطبوعات والأشرطة السمعية لتعريف المسلمين بمحاسن الشريعة ونشر العقيدة الصحيحة وتوعية الناس”.
هذا إضافة إلى “خط ثاني إداري تحرصون فيه على ضمان السير الحسن لشؤون الناس المعيشية من أمن وخدمات وغذاء”، قبل أن يقول “ليكن من أول اهتماماتكم عند السيطرة على أي مدينة أن تبدؤوا ببسط الأمن فيها وتأمين ممتلكات الناس وبث الطمأنينة في أوساطهم”.
وأضاف القيادي أنه يجب الحرص على تشكيل “مجلس إداري في كل مدينة” تحت سيطرة “المجاهدين”، مضيفاً بأن مهمة هذا المجلس هي “بسط الأمن والسهر على ضمان مصالح المسلمين من توفير الخدمات الضرورية كالتعليم والصحة واستمرار تدفق المؤن والحاجيات اليومية للناس من ماء وكهرباء وغاز ووقود”، وفق تعبيره.
وفي نفس السياق أكد على ضرورة “الحرص على إشراك أهل الفضل وأعيان الناس وشرفائهم والكفاءات من أهل كل بلدة في تسييرها وإشراكهم في المشورة والمسؤوليات”، محذراً من “إقصاء الناس”.
وأضاف أن “مهمة إقامة نظام إسلامي عادل هي مهمة كبيرة جداً تفوق طاقات وقدرات أي تنظيم أو حركة مهما كان حجمها”، مؤكدا على ضرورة “إشراك الأمة برجالها وشبابها في تحقيق هذا الهدف المنشود، فيما يظل أهل الصدق والجهاد بمثابة الطليعة الموجهة والقائدة التي تحرص على تطبيق هذا المشروع”.
للاستماع إلى التسجيل
{play}http://saharamedias.net/smedia/Aj.mp3{/play}