سكان غاو يرون في الاتفاق “الأمن والسلام”، وطلقات الاحتفال أيقظت مخاوفهم من اشتباكات بين الحركتين
غاو ــ عثمان أغ محمد عثمان
تعيش مدينة غاو، شمالي مالي، منذ يوم السبت الماضي على وقع اجتماعات مكثفة بين قادة الحركة الوطنية لتحرير أزواد وحركة أنصار الدين، وذلك لتنسيق مرحلة ما بعد الاتفاق بينهما والذي ينص على “إنشاء دولة أزواد الإسلامية” إضافة إلى “اندماج الحركتين”، وبين هذا وذاك تعيش المدينة حالة “ارتياح واسعة” منذ التوقيع على الاتفاق.
سكان غاو لم يخفوا ارتياحهم عندما سمعوا في الإذاعات المحلية أن أصوات إطلاق النار الكثيف التي تتردد في أنحاء المدينة ليست اشتباكات بين الحركتين، وإنما هي طلقات احتفالية بمناسبة توقيع الاتفاق، فكانت “فرحتهم بأنهم أصبحوا خارج خطر إمكانية الوقوع بين نارين في حالة أي اشتباكات بين الحركتين”، يقول أحد السكان المحليين.
فيما كان يرى سكان غاو في الاتفاق الجديد “أمنهم وسلامتهم”، ترى بعض الزعامات والوجوه الثقافية أنه “خطوة في طريق السيادة الأزوادية”، كما يقول أحمد الموفق، أحد وجهاء مدينة غاو، والذي أضاف أن “الاتفاق بين الحركتين مهم جداً ويعول عليه الأزواديون كثيراً لأنه يوحد أكبر حركتين مسلحتين في أزواد”، وفق تعبيره.
وعبر الموفق في تصريح لصحراء ميديا عن “رضاه التام” عن بنود الاتفاق وخاصة “تحكيم الشريعة الإسلامية في كل مناحي الحياة واعتبار القرآن الكريم والسنة النبوية مصدرا للتشريع”، مؤكداً على أهمية “اندماج الحركتين لمصلحة أزواد ودمج القوات المسلحة لتكوين الجيش الأزوادي”.
ويرى أحمد الموفق أنه “بما أن أقوى مجموعتين اندمجتا واتفقتا، فليس من مصلحة أية مجموعة أخرى رفض الانضمام للاتفاق الجديد”، مؤكداً على أهمية “اتخاذ إجراءات بخصوص من يرفض ذلك”، معبرا عن ذلك بأن “لكل حادث حديث”، وفق تعبيره.
أما محمد الهادي، رئيس مكتب اتحاد كتاب أزواد، فقال لصحراء ميديا إنه “يجب علينا حمد الله وشكره فقد من علينا بانتصارات متتالية”، مشيراً إلى أن “أهم هذه الانتصارات هو هذا السهم الذي أصبنا به فؤاد عدونا وهو الاتفاق والاندماج والوحدة”، على حد قوله.
أما في أوساط المقاتلين على مستوى الحركتين فتنتشر حالة من الإحساس بالنصر وكأن الاتفاق كان “المعركة الأخيرة في حرب التحرير”، كما يقول محمد، أحد مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير أزواد، قبل أن يضيف أن “هذا الاتفاق هو الانتصار الحقيقي، إننا لم ننم البارحة من شدة الفرحة”، مؤكداً أنه “لم تعد هنالك قوة تستطيع الوقوف في وجهنا”.
وفي الجانب الآخر يرى أحمد، قيادي في حركة أنصار الدين، أن ما تم توقيعه هو “ميثاق عظيم موقع بدم الشهداء”، حسب قوله.أما على
مستوى قيادة الحركتين فتتواصل منذ يوم السبت اجتماعات مكثفة من أجل التنسيق لاندماج الحركتين والإسراع في تشكيل المجلس الانتقالي الذي سيشرف على تطبيق الاتفاق، والذي سيكون الإعلان عنه في وقت قريب، حسب ما أكدته مصادر مطلعة لصحراء ميديا.