إذاعة كيفه.. “نار على صكطار”
كيفه – محمد ولد زين
ما كان الخيال الشعبي لساكنة كيفه يتحسس أن “نارا على صكطار”؛ الكلمة الأشهر والأكثر تداولا بين سكان عاصمة ولاية لعصابه، والتي تعني من بين أمور أخري البروز والتجلي، سيزداد ألقها باحتضان الحي لـ”إذاعة كيفه” التي ملأت دنيا المدينة وشغلت ناسها.
فـ”صكطار” الحي الممتد على سلسلة كثبان رملية تزين الجنوب الغربي لمدينة كيفه ذات الكثافة السكانية العالية، يتيح موقعه المرتفع لساكنته أن يرقبوا ما يدور في أنحاء المدينة الاخري .. ويكون العكس صحيحا هاهنا.
لا يخفي سكان كيفه؛ خصوصا “الصكطاريون” منهم اعتزازهم بكون الحي ازداد شهرة على تلك التي أورثته إياها الأيام الخوالي بوجود محطة كيفه الإذاعية، وعلى اكبر مرتفع في هذا الحي “حائط دوم سات”.
“لقد أصبحت لدينا إذاعتنا الخاصة، والتي تعطينا أخبارنا المحلية وتناقش همومنا”؛ يقول سيد احمد، أستاذ بثانوية صكطار، الذي يرى أن المحطة الجديدة سدت فراغا ظل قائما ردحا من الزمن، وفتحت فضاءً منه تبوح الساكنة بشواغلها نحو أصحاب صناعة القرار في الولاية.
“صوت المواطن”؛ البرنامج الأكثر متابعة لتوقيته المناسب نسبيا، السادسة مساء، ولكونه يطرح الهموم التنموية لمدينة كيفه، شاءت الصدف أن يضع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الحجر الأساس لبناء شبكة الطرق الحضرية بالمدينة، فارتأى القيمون على الإذاعة الجهوية نقاش الموضوع، يوما واحدا قبل التدشين.. ازدحمت الخطوط فثمن البعض جوانب من أهمية المشروع، في حين كان الفحص والتمحيص ميسم البعض الآخر.. كان لافتا أن الصحفي الشاب؛ وهو يستقبل المكالمات الواحدة تلو الاخري، كان يروي نهما داخليا لديه، تواقا لحرية التعبير .
“كان الأولى أن توزع 10 كيلوغرامات علينا بدل عشر كيلومترات من الطرق ليست أولوية بالنسبة لنا”، يقول احد المتدخلين؛ فيما يجد زملاؤه في الخروج على النص فرصة لضرب السلطات المحلية تحت الحزام.
“محطة كيفه الناشئة تقدم باقة من البرامج نتمني أن تلبي الأذواق”، يضيف بابا ولد شيخنا مدير الإذاعة، قبل أن يسترسل “مهمتنا تتمثل في خلق مواطن يشارك برأيه البناء، ويحس أن عليه دورا يجب أن يؤديه”.
يُسدي ولد شيخنا؛ بعض النصائح لطاقمه الذي يعتبره قليلا، إذا ما “قيس بما أنيط به من مهام إنتاجية تتطلب جهدا جهيدا”، لكن ما يجعل مدير المحطة مرتاحا أكثر هو ذاك “الصيت الذي اكتسبته، وهي التي تم افتتاحها في 20 مارس 2011 “، وفق تعبيره.
باب ولد شيخنا؛ أكد أن المحطة “تبث 8 ساعات يوميا، ويتم التقاطها على موجة الـ FM وفق التردد 91.4 ميكاهيرتز؛ يؤمنه جهاز إرسال بطاقة 300 وات، يغطى مسافة بث تمتد 60 كلم في كل الاتجاهات”.
..هنا كيفه
في الشارع تلاحظ تأبط الموطن العادي لمذياع من أي نوع كان، يتحسس أوقات البث ويحرص على الاستماع عله يسمع مداخلات أدلى بها على مدار اليوم لعناصر المحطة الذين يجوبون أحياء المدينة.
ما تحتفظ به “فاطمة” عن إذاعة كيفه توجزه في عبارة واحدة، لدينا “إذاعتنا ونشرتنا الخاصة، وهي مهمة بالنسبة لنا كمجتمع مدني”، ويضيف “يسلك” نحن ننتظر أوقات بثها و نتمني أن “تزداد عدد ساعات البث ولعل اكبر خدمة قدمتها لنا بعد برامجها الممتعة،هي تقوية بث الإذاعة الأم بكيفه”، حسب قوله.
“إذاعة كيفه”؛ بطاقمها المحدود، 9 أشخاص، وعمرها القصير، أصبح اليوم ذكرها يتردد على كل الألسن وفي مختلف المجالس، ويحفظ الصغار قبل الكبار أسماء طاقمها وعناوين برامجهم، وداخل مبناها تلحظ حراكا شبابيا، يترك لديك الانطباع أن عناصرها الشابة تحاول أن تخلق شيئا ما، قد تفوق شهرته “نار على صكطار”.