قال انه يريد إفساح المجال أمام رئيس “قد يضخ دماء جديدة في الحقل الإعلامي”
نواكشوط ـ الربيع ولد إدوم
أكد الدكتور عبد الرحمن ولد حرمة ولد بابانا رئيس لجنة احترام أخلاق وأدبيات مهنة الصحافة المستقيل لصحراء ميديا، أنه قدم استقالته من اللجنة بعد أن وجد أن أغلق الباب أمام تطويرها إلى هيئة ذات قوة وفاعلية في الحقل الإعلامي.
ولد حرمة الذي يشغل منصب الرئيس في اللجنة منذ 3 مايو 2001 أكد أن “رئاسة اللجنة تكليف وليس تشريفا” مضيفا: “اعتقد أنني مع كل الزملاء بذلنا مجهودات قوية واستثنائية لتطوير اللجنة لإحساسنا أنها تشكل ضمانا للحفاظ على أخلاقيات مهنة الصحافة في موريتانيا“.
ويتابع الدكتور ولد ببانه في تصريح لصحراء ميديا: “تعرضت لجنة أخلاقيات المهنة لصعوبات كبيرة منذ إنشائها في 2001 حيث كانت اللجنة تسير بمجهودات ذاتية وعلاقات شخصية من القائمين عليها، وكان من المتناقضات أن أي نشاط للجنة يحضره 4-5 وزراء تقريبا، وهي لا تمتلك وصلا للاعتراف ولا يدفع أعضاؤها اشتراكات ولا تملك ميزانية”، وأضاف: “تحصلنا بعد اتصالات كبيرة على وصل اعتراف رسمي في 2008 وكنا نحصل على تمويلات –دون الطموحات- من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وأحيانا تمويل ورشات من وزارة الاتصال”.
وقال ولد حرمه إن الدولة الموريتانية لم تقدم تمويلا جادا وحقيقيا للجنة، مع العلم أن هذا النوع من المؤسسات يعتبر في العالم ذا قيمة كبيرة، لأنه هو الضامن لمهنية الصحافة ومساهمتها في التنمية، وعلى العكس من الحال في وضعيتنا حيث أن الفاعلين في المؤسسات الإعلامية الموريتانية لم تبد جدية في دعم هذه اللجنة رغم لقاءاتنا بهم وشرح أهمية اللجنة ووضعيتها وتعهدهم بتقديم المساهمات، بحسب تعبيره.
وأكد أن ذلك لم يكن ليرقى أبدا لإقامة لجنة قوية لحماية أخلاقيات المهنة، تقوم بمهامها على أحسن وجه، “نحن بحاجة الى مقر للجنة وبحاجة لموازنة تضمن تنفيذ برنامج وورشات اللجنة التي تنفذ لصالح الصحفيين”.
ديسمبر 2010 كانت اللجنة على موعد مع مؤتمر سنوي (هو الأول من نوعه)، لم تتمكن قبل هذا التاريخ –بحسب ولد حرمة- من انجاز مؤتمرها لأسباب لوجستية ومادية، حينها قدم الدكتور استقالته التي لم تقبل من لجان المؤتمر ليكون رئيس اللجنة لفترة جديدة (رشح للرئاسة من قبل لجنتين).
هذا تكرر لاحقا أيضا حيث رفضت استقالة ولد حرمة: “منذ أشهر قدمت استقالتي ولكن تم إرغامي تقريبا من قبل الزملاء على إدارة اللجنة مزيدا من الوقت، لكن من أجل مزيد من الشفافية رأيت أن الاستمرار لا يفيدني شخصيا ولا يفيد عمل اللجنة ولا ينعكس على الصحافة بشكل إيجابي، ربما علينا ضخ دماء جديدة قد تكون أكثر قدرة على انجاز بعض التطلعات هذه قناعتي وأنا متمسك بها أكثر من أي وقت مضى”.
بعد استقالة ولد حرمة قررت لجنة احترام أخلاقيات وأدبيات مهنة الصحافة في أعقاب اجتماعيها يومي 14 و17 سبتمبر 2011 دعوة جمعية عامة طارئة يوم 15 أكتوبر 2011 بقاعة الاجتماعات بالمركب الأولمبي.
ويأتي هذا القرار بعد تمسك رئيسها بالاستقالة ورغبة عدد من أعضائها في مغادرتها.. وعلى هذا الأساس طلبت اللجنة من كافة منتسبيها العمل على المشاركة في الاجتماع لانتخاب مكتب جديد، لكن الدكتور لا يريد الحديث عن استقالة غيره من الأعضاء، ويؤكد انه يستعد لإصدار بيان حول أسباب استقالته بشكل مفصل للرأي العام.