مصطفى سلمى: إفلات الخاطفين من المطاردات جاء نتيجة التواطئ أو الإهمال
قال المفتش العام السابق لشرطة جبهة البوليساريو مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، إن اختطاف ثلاث رعايا اروبيين من مخيمات اللاجئين الصحراويين جنوب الجزائر، الأحد الماضي، “يطرح الكثير من الأسئلة المخيفة حول حقيقة ما يجري في مخيمات اللاجئين الصحراويين التي اتضح أنها لا تتمتع بأية حماية”.
وقال سلمى، في تصريح لصحراء ميديا بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، إن اختطاف الرعايا “تم في عاصمة البوليساريو، وعلى مسافة اقل من 300 متر من رئاسة الجبهة ولم يختطفوا من شارع أو منطقة خلفية بل في المنطقة التي تتم فيها ضيافة الأجانب ممن يزورون المخيمات”.
وقال ولد سيدي مولود؛ الذي تدرج في مناصب أمنية في جبهة البوليساريو لـ 20 عاما، “الله يكون في عون اللاجئين الصحراويين في ظل قيادة لا تولي عناية للأمن، وتهدد بالحرب وتدعي امتلاكها للجيوش الجرارة”.
وأضاف “لقد تم تبادل إطلاق الرصاص خلال عملية الاختطاف، وهذا يعني أن المنطقة تعرضت لهجوم حربي ومع ذلك فشلت الوحدة المكونة من 1000 من رجال الأمن ومثلها من رجال الدرك من ملاحقة الإرهابيين، مشيرا إلى أن ذلك غير منطقي إطلاقا، وليس بالبساطة التي تتحدث عنها بعض التحليلات الصحفية.
وقال إن مخيم الرابوني يعتبر المقر المركزي، وعلى بعد 2 كلم يوجد مقر الدرك الصحراوي، وفي أقل من كلم توجد قوات التدخل الخاص، ويوجد في مسافة مشابهة مقر أخر فيه مقر الأمن العسكري والناحية العسكرية السادسة للبوليساريو، وفي نفس المنطقة توجد المقرات الرسمية ومخازن الأسلحة والمؤن، “هذا يعني انه يصعب تصور إفلات الخاطفين إلا في حالتين: حصول تواطؤ داخلي من عناصر ساعدت الإرهابين أو في حالة الإهمال الشديد الذي وصل مراحل خطيرة ويعطي انطباع عن قمة الضعف الذي وصلت إليه الجبهة، وأن حياة اللاجئين الصحراويين باتت في خطر حقيقي”.
وأشار ولد سيدي مولود إلى أن الطريق بين المخيمات التي نفذت فيها عملية الاختطاف وشمال مالي يمر حتما بين قاعدتين عسكريتين تابعتين للبوليساريو، من فرق “مراقبة الحدود والإرهاب”، وفي كل منهما مطار عسكري ومن غير الممكن أن يمر منها الإرهابيون ببساطة في حال وجدت نية جادة للملاحقة والتعقب؛ بحسب تعبيره.
وأضاف أن ما قام به الخاطفون هو عملية برية لا بد لها من دليل متخصص في المنطقة، و”طبيعي أن شباب المخيمات خبراء بتلك الطريق التي هي طريق المخدرات في منطقة جبلية يسلكها المتاجرون بالمخدرات”.
وأكد مصطفى سلمى أن جبهة البوليساريو غارقة في توسيع صلاحيات وزارة الدفاع لقمع المعارضين بدلا من حماية المخيمات”.. مضيفا: “أمس قام الأمن التابع للجبهة بقمع احد الناشطين كان يعتصم أمام مفوضية غوث اللاجئين حيث تعرض لجراح نقل على إثرها إلى المستشفى، ونحن كنا نود أن نرى هذه الشجاعة في حماية اللاجئين بدلا من البطش بهم،.
وقال إن الأجانب في المخيمات هم من يساعدون اللاجئين، وفي حال تعرضهم للاختطاف فهذا لن يكون مشجعا لقدوم المزيد منهم، وبالنسبة لعقلية الإنسان الصحراوي فان الاعتداء على ضيوفه هو أمر غير مشرف، و”من لا يستطيع حماية ضيوفه، لا يمكنه حماية نفسه ولا اللاجئين الذين هم الخاسر الأول والأخير؛ على حد وصف ولد سيدي مولود.
ورجح اللاجئ الصحراوي في موريتانيا أن يكون للجزائر وجبهة البوليساريو مصلحة فيما يجري قائلا: “إذا نظرنا إلى المنطقة من الناحية الأمنية والسياسية نلاحظ انه لا توجد مصلحة لأحد فيما حصل وفي ظل ما سبق واشرنا اليه من ملاحظات يمكن أن نخلص إلى أن جبهة البوليساريو تواجه معارضة قوية وأمامها مؤتمر شعبي في ديسمبر القادم، ومن المهم خلق حالة من الإرباك الأمني وتوسيع صلاحيات وزارة الدفاع والأمن الداخلي”.
وأكد مصطفى سلمى أن نفس الشيئ ينطبق على الجزائر، قائلا: “أنا شخصيا لا استبعد التواطؤ في هذه القضية رغم أنني لا أجزم به، وهذا التحليل يتأكد بعدم إعلان تنظيم القاعدة تبنيه لعملية الاختطاف”.