نبهت هيئة التدريس في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية في موريتانيا الرئيس محمد ولد عبد العزيز إلى أن “الوقت غير مناسب” لاتخاذ قرار تحويل المعهد “الجامعة” من العاصمة نواكشوط إلى مدينة لعيون؛ شرق البلاد.
وأكدت هيئة التدريس؛ في رسالة تم توجيهها إلى الرئيس، وحصلت صحراء ميديا على نسخة منها، أن من وصفتهم بالأطراف الأساسية في المعهد (الأساتذة – الطلاب – العمال) “لم تشرك في القرار أصلا”، مشيرة إلى أن ذلك “من شأنه أن يفتح الأبواب على احتمالات قد نكون في غنى عنها في هذا الظرف بالذات”.
وقالت الهيئة إن وضعية المؤسسة الراهنة، التي تعتبر مرحلة انتقالية تشهد إجراءات تحويل المعهد إلى جامعة، تجعل من إضافة التحويل من نواكشوط، وتكاليف تأجير أماكن للمكاتب والفصول الدراسية “عبئا ثقيلا على مؤسسة تعاني أصلا من مشاكل مالية مزمنة، وما تزال لحد الساعة تستنفر كافة جهودها في نهاية كل شهر لتوفير رواتب موظفيها”.
وألمحت الرسالة؛ التي وجهت إلى الرئيس قبل 10 أيام، إلى ضرورة أن تكون الجامعة الإسلامية المنشودة “في مكان يناسب الجميع، حتى لا تتاح الفرصة للذين يسعون إلى حجب المؤسسات التعليمية الأصيلة والدفع بها إلى الخلف بعيدا عن واجهة البلد وقلبه النابض (نواكشوط)”، معتبرة أن من شأن هذا التحويل “إجهاض المشروع المحوري الذي تأسست عليه الجامعة أصلا، وتوجيهه بعيدا عن هدفه المركزي”؛ بحسب تعبير الرسالة.
وشددت هيئة تدريس المعهد (جامعة المرابطون)، على أن تحويل الجامعة من نواكشوط، “سيخلق فراغا شديدا، في مؤسسات تعليمنا الأصلي، وستكون له نتائج سلبية عميقة على المجتمع والدولة”.
ونبهت إلى ما أسمته بالضغط الشديد الذي سيسببه توجه عدد هائل من السكان (طلابا-أساتذة- عمالا) على مدينة داخلية تعاني أصلا من ضعف في البنية التحتية، (ترهل شبكات الماء والكهرباء) ونقص شديد في الخدمات الصحية ، فضلا عن الآثار الاجتماعية الخطيرة التي ستترتب على نزوح هذا الكم الهائل من السكان(حدود 6000 شخص بين الطلاب والأساتذة والعمال، فضلا عن ذويهم.
وأشارت رسالة هيئة التدريس إلى “حاجة الجامعة أصلا إلى قاعات دراسية مناسبة ومدرجات قادرة على استيعاب المئات من الطلاب”، بالإضافة إلى “الحاجة إلى المكتبات والخدمات الجامعية المختلفة من سكن ومطعم..الخ ، وهو ما لا نتصور أنه متاح في مدننا الداخلية في الوقت الراهن”؛ على وصف الرسالة.
وأكدت الهيئة أن تحويل الجامعة من العاصمة نواكشوط “سيحرم 1500 طالبة، تمثل 30% من مجموع طلاب المعهد، من متابعة تعليمهن، بحكم قيم المجتمع وتقاليده التي لا تسمح للمرأة بالتنقل بعيدا عن الأهل”.
وختمت رسالة هيئة تدريس المعهد العالي مآخذها على نقله، بعد أن يتم تحويل إلى جامعة خلال السنة الدراسية المقبلة، بالقول إن المؤسسة تعتمد بشكل كبير على أساتذة متعاونين في تدريس الكثير من المواد “بحكم الحاجة الماسة إليهم”، مشيرة إلى أن تحويل الجامعة من العاصمة نواكشوط سيحرمها من الاستفادة من خدمات هؤلاء المتعاونين”.
يشار إلى أن مدير المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، وبحسب معلومات حصلت عليها صحراء ميديا من مصدر مطلع، سافر اليوم إلى مدينة لعيون “للاطلاع على إجراءات نقل المعهد من نواكشوط خلال العطلة الصيفية المقبلة”.