ممثل الأمم المتحدة سقط في شراك التنظيم…والفديات المالية كانت المطلب الأول
نواكشوط ـ نواكشوط يعقوب ولد باهداه
رغم أن أي جهة لم تتبن حتى الآن اختطاف المواطنين الاسبان الثلاثة، إلا أن ما ترجحه السلطات الموريتانية والاسبانية وبعض المراقبين هو أن تنظيم القاعدة يقف وراء العملية الأولى من نوعها في موريتانيا.
ويشير مراقبون واعلاميون إلى إمكانية أن تكون جهة أخرى ليست تنظيم القاعدة نفذت عملية الاختطاف، سعيا وراء مصلحة خاصة، غير أن نوع ومكان تنفيذ العملية تشيران إلى بصمات تشبه تلك التي تتركها عادة “القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي” التنظيم الذي نفذ أكثر من عملية اختطاف استهدفت رعايا أوربيين في دول المنطقة : تونس، مالي، النيجر، الجزائر، واستفاد التنظيم السلفي المتشدد من فديات مالية كبيرة قدمتها الدول الأوربية لتحرير مواطنيها، و لم تكشف الاوساط الرسمية دفع أموال في عمليات تحرير المختطفين.
وجاءت عملية اختطاف الاسبان الثلاثة في موريتانيا بعد أربعة أيام على خطف المواطن الفرنسي “بيار كامات” من طرف مسلحين ليل الاربعاء الخميس في ميناكا (اكثر من 1500 كلم الى شمال شرق العاصمة المالية باماكو). وعلى بعد 100 كلم من حدود النيجر، في منطقة مضطربة يجول فيها المسلحون الاسلاميون، والمتمردون الطوارق، ومختلف المهربين.
وعلى إثر الحادث قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها بان “منطقة الساحل برمتها هي منطقة خطرة”. واكدت انها لا تنصح بالتنقل “في المنطقة شمال الخط الذي يربط واتاغونا (الحدود النيجرية) بنارا (الحدود الموريتانية) مرورا بدوينتزا في وسط مالي”.
في حين كان التنظيم قد قتل في الثاني من يونيو الماضي مواطنا بريطانيا كان مختفطا لديه، يدعى “ادوين داير” في المنطقة نفسها، اختطفته مجموعة مسلحة توصف بأنها “الأكثر تشددا” في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي.
وكان ما يسمى بـ”تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي” قد أعلن في 22 مايو الماضي أنه سيمهل بريطانيا 15 يوما أخرى للافراج عن “أبو قتادة” كما طالب بفدية بلغ قدرها حوالي 10 ملايين دولار وهدنة مدتها شهران مقابل اطلاق سراح الرهينتين البريطاني والسويسري.
وأعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في 18 فبراير عن اختطاف أربعة سياح أوروبيين منذ 22 يناير الماضي وهم سائحة ألمانية (75 عاما) وسائح سويسري وسائح بريطاني (قتل) وزوجته كانوا في رحلة سياحية بسيارتين في المنطقة الحدودية بين مالي والنيجر.
كما تبنى التنظيم خلال نفس الفترة اختطاف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى النيجر روبرت فاولر ومساعده السفير السابق لكندا في الغابون لويس غاي داخل الاراضي النيجيرية.
وكانت هذه العملية هي الثالثة من نوعها اختطاف ينفذها التنظيم في المنطقة الصحراوية الفاصلة بين مالي والنيجر بعد اختطاف 33 سائحا غربيا أغلبهم ألمان في مارس 2003 وتمكن الجيش الجزائري في تحرير جزء منهم فيما أطلق سراح البقية بعد دفع السلطات الألمانية لفدية مالية.
ونفذ التنظيم عملية خطف سائحين نمساويين في تونس هما فولفغانغ ايبنر (51 عاما) وصديقته اندريا كلويبر (44 عاما) في فبراير 2008 ونقلهما إلى شمال مالي، قبل أن يتم اطلاق سراحهما في مارس من السنة نفسها مقابل فدية مالية. وطالب التنظيم بفدية قيمتها خمسة ملايين يورو انخفضت بعد ذلك إلى مليونين وفق ما أعلنه مصدر قريب من الملف.
وفي انتظار بيان رقم 1 لتنظيم القاعدة أو أي مجموعة مسلحة أخرى في المنطقة لتبني اختطاف المواطنين الاسبان أو عدمه، تبقى أسئلة مطروحة تتعلق بمكان تواجد الخاطفين والمختطَفين، والفدية، والمطالب، وهل ستكون هناك مواجهات مسلحة لتحرير الرهائن في حال تحديد مكان تواجدهم؟؟.