شهدت مدينة الدار البيضاء المغربية امس الاحد مسيرة شعبية حاشدة شاركت فيها مختلف المكونات السياسية والنقابية والجمعوية المغربية للتنديد بالحملة التي يقودها الحزب الشعبي الإسباني ضد المصالح العليا للمغرب.
واكدت الشعارات واللافتات التي رفعت خلال المظاهرة “التحام المغربي الكامل “لمواجهة مخططات الخصوم والدفاع عن قضاياه المصيرية وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية.”
وشدد الوزير الأول المغربي، عباس الفاسي, الأمين العام لحزب الاستقلال على أن “الشعب المغربي أكد خلال هذا اليوم المشهود الذي سيسجل بمداد الذهب في تاريخ المغرب الحديث, أنه مجند على الدوام للدفاع عن مغربية الصحراء, وأن استرجاع الصحراء حسم بشكل نهائي”، حسب الفاسي.
وأضاف “بهذه المسيرة الضخمة نوجه رسالة الى خصوم وحدتنا الترابية خاصة جارتنا الجزائر ولا أقول الشعب الجزائري ولكن السلطات الجزائرية, التي تعاكس المغرب بقوة وعنف وتعبئة منذ المسيرة الخضراء حتى أصبحنا نعتقد أنها قضيتها الأولى في الوقت الذي يتعين أن تعتبر التنمية الاقتصادية والاجتماعية هي قضيتها الأولى”.
وقال المنسق الوطني للمسيرة إدريس لشكر إن “هذه المسيرة الشعبية الكبرى شكلت إشارة قوية الى الشعب الإسباني للتأكيد على تشبث كافة المغاربة بالوحدة الترابية للمملكة, وإدانة كبيرة الى بعض الأوساط التي تحن في علاقتها مع المغرب الى المرحلة الاستعمارية”, مضيفا أن المشاركين قدموا نموذجا لما يمكن أن تكون عليه العلاقات المغربية الإسبانية.
أما صلاح الدين مزوار رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار, فأكد ان هذه المسيرة تشكل رسالة جديدة من الشعب المغربي إلى كافة من يفكر في المساس بالوحدة الترابية للمملكة, موضحا أن المسيرة تجسد مناخ الديمقراطية والحرية والحداثة, التي تنعم به المملكة المغربية.
واعتبر عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية, أن المسيرة هي صيحة “كفى” في وجه الجهات المعادية للمغرب, مضيفا أن الأمة المغربية انتفضت بأكملها للتعبير عن إحساسها بالظلم وتأكيد رفضها للمغالطات التي تروجها الجزائر والجهات الإعلامية والسياسية الإسبانية.
ومن جهته قال محند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية ان المسيرة جواب صريح على من يريدون المس بالسيادة المغربية سواء تعلق الأمر بالجزائر, أو جهات إعلامية أو سياسية إسبانية, مضيفا أنها تعبير عن إرادة الشعب المغربي بأكمله وتأكيد على أن قضية الصحراء هي قضية المغاربة جميعا.
وقد شاركت وفود تمثل كافة الأقاليم الجنوبية للمملكة, وبكثافة, في المسيرة الحاشدة التي انطلقت في الساعة الحادية عشرة والنصف اليوم الأحد بالدار البيضاء, احتجاجا على “الحملة المغرضة التي تقوم بها بعض الجهات السياسية والإعلامية الإسبانية ضد المصالح العليا للمغرب, في رسالة تأكيدية أخرى على تشبثهم بمغربيتهم وتنديدهم بكل ما يمس مقدسات وطنهم المغرب”، حسب المنظمين.
وضمت هذه الوفود, التي توافدت منذ أمس السبت على الدار البيضاء وأخذت مكانها في مقدمة المتظاهرين منذ الساعات الأولى لصباح اليوم, نساء ورجالا من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية, وفاعلين حقوقيين وجمعويين وسياسيين.
وأكد عدد من المشاركين في هذه المسيرة من أبناء الأقاليم الصحراوية, في تصريحات صحافية, أنهم جاؤوا إلى العاصمة الاقتصادية لتوجيه رسالة إلى المنتظم الدولي مفادها أن أبناء هذه الأقاليم يؤكدون, “من خلال مشاركتهم متكبدين عناء السفر وبعد المسافة, أنهم ضد كل ما يمس بمغربيتهم وبمقدسات وطنهم المغرب, وينددون بالحملة المغرضة التي يقودها الحزب الشعبي الإسباني ضد المغرب”.
وتحمل مشاركة أبناء الأقاليم الصحراوية في هذه المسيرة التعبوية إشارة قوية على أن “الشعب المغربي, بمختلف أطيافه ومكوناته يرفض الظلم ولا يرضى بالمهانة, وعلى أن المغاربة مجمعون على مواصلة مشروعهم التنموي والديمقراطي الحداثي تحت القيادة الحكيمة لعاهلهم صاحب الجلالة الملك محمد السادس”، حسب أحد أعيان الصحراء.
وسجل عدد من المشاركين من أبناء الأقاليم الصحراوية أن الحزب الشعبي الإسباني, الذي يتبنى مواقف عدائية وغير عادلة ولا ديمقراطية تجاه المغرب, لم يأخذ بعين الاعتبار العلاقات التاريخية الجيدة التي تربط المملكتين المغربية والإسبانية.
وأشاروا إلى أن حضور أبناء منطقة الصحراء إلى الدار البيضاء للمشاركة في هذا الحدث الوطني هو للتنديد وشجب المواقف والتصرفات اللا مسؤولة لهذا الحزب الذي ما فتئ يناصر الأطروحات الزائفة لجبهة “البوليساريو”.