شوم ـ الربيع ولد ادوم
أكد أحمد ولد سيدي ولد اكنيته؛ عمدة بلدية شوم،، إن الحصول على صفائح الحديد التي سبق استعمالها في بناء السكة الحديدية، من أجل تشييد المنازل “أصبح مستحيلا “، في واحدة من أهم التجمعات السكنية في الشمال الموريتاني واقلها كثافة سكانية، حيث أصبحت العائلات الفقيرة أمام تحد حقيقي، بسبب حرمانها من مصدر رزق أساسي يتمثل في الحصول على مواد البناء.
وقال عمدة البلدية؛ في لقاء مع صحراء ميديا، إن منطقة “شوم” ظلت تشكل سوقا تجارية على مر التاريخ “قبل أن تصبح معبرا حدوديا مهما.. واليوم تعاني من عدم العناية وتبدو شاحبة ومتعبة”.
وأضاف انه أصبح ممنوعا على المواطنين استعمال صفائح الحديد في المنازل بعد أن قررت الشركة الوطنية للصناعة والمناجم “سنيم” بيع الصفائح للشركات الدولية العاملة في مجال إعادة تكرير الحديد وكذلك استغلال الصفائح من قبل شركة إعادة التكرير SAFA التابعة لها، “ليحرم ذلك طبقة واسعة من سكان مدن الشمال الموريتاني من مصدر رزق أساسي يتمثل في بيع صفائح الحديد واستعمالها في البناء”.
وكان بيع قطع الحديد الصلب يشكل مصدر رزق للمواطنين البسطاء في مدن الشمال حيث يصل سعر 1 طن الى 1400 أوقية ويزيد السعر كلما توغل تجار الحديد غربا.
محمد ولد سيدي – 45 عاما ـ أكمل بناء فيلا جديدة في نواذيبو من عائدات بيع الخردة، وكان يحمله في القطار بدون ترخيص، حيث يقوم بإلقائه قبل دخول القطار إلى نواذيبو ليتم جمعه في سيارات تنتظره ويتم بيعه لاحقا لرجال أعمال يتعاملون مع شركات عالمية لإعادة تكرير الحديد.
أما الديه بنت عبدي -43 عاما ـ فهي مالكة مطعم شهير في بلدية شوم، منذ وصولها إلى المنطقة في العام 1988.. تغطي سقف مطعمها بصفائح حديد نادرة صنعت في الصين عام 1974 قبل أن تنقل إلى موريتانيا.. تعرف السيدة انه لم يعد بإمكانها بناء بيت جديد بنفس الصفائح التي كان الحصول عليها مجانا وأمرا عاديا.
ويؤكد عمدة شوم اقتناء صفائح الحديد واستعمالها في البناء أو بيعها، يعرض صاحبه للاعتقال والحبس والغرامة الجنائية بعد قرار الشركة؛ المتخذ أخيرا، إعادة تكرير الحديد المستعمل كثروة قومية للبلد.