دكار- عبد الله ولد اتفاغ المختار
احتجاجا على ما وصفوه بـ”النتائج غير المنصفة للجنة الوطنية للمنح” نظم العشرات من الطلاب الموريتانيين في السينغال صباح اليوم الأربعاء وقفة احتجاجية داخل مكاتب السفارة الموريتانية في حي (كولوبان) وسط العاصمة دكار، طالبوا من خلالها السلطات الموريتانية بـ”مراجعة قرار لجنة المنح التي أقصت هذا العام كل طلاب الطب والهندسة وبعض التخصصات التي كان دارسوها يمنحون تلقائيا حال وصولهم للسنة الثالثة”.
غالبية الطلبة عبروا عن امتعاضهم من عدم حصولهم على منح دراسية، مؤكدين أنهم قد استبشروا بتوصيات رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بشأن الاهتمام بطلاب التخصصات العلمية وخاصة الطب والهندسة “لكن يبدو أن لجنة المنح لم تأخذ تلك التوصيات بعين الاعتبار” يقول محمد عبد الرحمن ولد أجدود الذي يتخرج هذا العام من كلية الطب من دون منحة.
طلاب (جامعة الشيخ أنتا جوب) بدكار هم أكثر المتضررين، إلى جانب طلاب المعاهد التقنية، وجامعة (كاستون بيرجيه) في مدينة سنلوي المحاذية للحدود مع موريتانيا، وبحسب المتعاقبين على منبر الوقفة فإن “فرصة عطلة الطلبة في نهاية الشهر الجاري وبداية ابريل يجب أن تُستغل للمزيد من الاحتجاجات في نواكشوط بالتعاون مع اتحاد الطلبة، وفي دكار بدعوة اكبر كم من المتضررين إلى اعتصام مفتوح داخل السفارة في خطوة لاحقة”.
ويذهب البعض إلى اقتراح طلب لقاء مع رئيس الجمهورية في دكار، فيما إذا تأكدت مشاركته في الاحتفالات بالذكرى الخمسين لاستقلال السنغال، في الرابع من ابريل القادم، لطرح الموضوع عليه مباشرة “لأنه لن يقبل بظلمنا” بحسب الطالب احمد ولد سيد محمد، الذي يعتبر أن مستقبل دراسته أصبح أكثر غموضا خاصة “أني اقترضت مبالغ لأعيدها لأصحابها بعد إعلان لجنة المنح وهاهي اللجنة أعلنت نتائجها ولم أحظ بالحصول على منحة” بحسب تعبيره.
أما الطالب مولاي ولد زيد – والذي يحضر ماستير في نظم تأمين المعلوماتية – فيذهب إلى التشكيك في المعايير التي اعتمدت من طرف لجنة المنح ويضيف “علينا أن لا نسكت على هذا الظلم الواضح الذي يتعارض مع ما يصلنا من أنباء عن محاربة الفساد في بلدنا، و اهتمام موريتانيا الجديدة بتكوين أبنائها على حاجات سوق العمل”.
ودعا ولد زيد رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز إلى التدخل من أجل حل هذه المشكلة، كما طالب جميع الطلبة الممنوحين وغيرهم بمشاركة إخوانهم في الوقفات التي تستهدف إحقاق الحق، لأن الكل معني بموضوع المنح حسب تعبيره “إما مستحق للمنحة ولم يحصل عليها، وإما حاصل عليها وتتأخر عنه دائما، أو راغب في الحصول عليها وان كان لا يتوفر على الشروط التي يبدوا أنها ليست واضحة” ووفق تعبير ولد زيد.
وأيد الطلبة في السنغال ما وصفوه بـ” الانسحاب المشرف” لممثلي النقابات الطلابية من اجتماع اللجنة الوطنية للمنح الذي عقد يوم الاثنين الماضي بوزارة التعليم الثانوي والعالي مجددين رفضهم للنتائج التي تم اعتمادها من قبل اللجنة والتي بموجبها تقررت منح 220 طالبا فقط من أصل 1677 بينما كان عدد الممنوحين خلال السنة الماضية من الطلاب الجدد 600 طالب.