طالب صحفيون موريتانيون في نواكشوط اليوم الأربعاء بمزيد من الاهتمام بالصحافة الاستقصائية في موريتانيا، وإتاحة الفرصة لعشرات الصحفيين، بمحاربة الفساد عبر تحقيقات قوية وكاشفة، تنشر معلومات حول اختلاس المال العام والتلاعب بأملاك الشعب وتسليط الضوء على فضائح تعكس حجم التلاعب بأموال الدولة.
وقال احمد سالم ولد البخاري الصحفي في مكتب الجزيرة في العاصمة الموريتانية نواكشوط ان موريتانيا “بحاجة إلى تحقيقات استقصائية كاشفة تبرز حجم الفساد، وتجعل المسؤولين الحكوميين أقل جرأة على المال العام”، مضيفا إلى أنه “بدون صحافة تقصي للحقائق لا يمكن ان يصبح الصحفيون أكثر تأثيرا في مجتمعهم ومحيطهم”.
وأوضح الصحفي الذي اشرف على تكوين مجموعة من الصحفيين الموريتانيين في مجال الصحافة الاستقصائية تحديدا “ان عمل الاستقصاء هو عمل نبيل يدعم القيم ويرفض الفساد وغسيل الاموال وانتهاك حقوق الانسان وكل الاعمال المشينة”.
وأطلقت نقابة الصحفيين الموريتانيين في فندق وصال اليوم الأربعاء دورة تكوينية خاصة حول الصحافة الاستقصائية ويستفيد منها صحفيون موريتانيون عاملون بمجال التحقيقات في المؤسسات الاعلامية.
ويعتقد الشخ حيدرا من صحيفة لوتانتيك الذي شارك في تقديم مداخلة حول الصحافة الاستقصائية ان موريتانيا لم تنجز فيها بعد تحقيقات استقصائية كاشفة وقوية بالمعنى الحرفي على غرار كل دول العالم، خاصة في اروبا وامريكا وان الوقت ربما قد حان ليتحلى الصحفيون بالشجاعة والمهنية وينجزوا تحقيقات من شأنها تغيير الاوضاع وترسيخ سلطة الصحافة الهادفة.
واشار الصحفي المهتم بصحافة الاستقصاء: “لقد حاولت صحيفة “موريتانيا غدا” الناطقة بالفرنسية كشف معلومات مهمة في تحقيق جيد حول العسكريين الزنوج الذين يعتقد انهم اعدموا في البلاد لكن السلطات حينها صادرت الصحيفة.. ورغم ان التحقيق ليس استقصائيا 100% الا انه كان يمكن ان يكون بداية جيدة.
هنالك ايضا عمل مشابه -يضيف حيدرا- لجريدتي البيان وموريتاني نوفل عن منطقة سوليمالي في لبراكنة التي كشفت الصحيفة فيها مقبرة جماعية يعتقد انها لعسكريين أو مدنيين تمت إبادتهم وكان هذا أيضا عملا مهما في مجال التحقيقات لكنه لم يكن تحقيقا استقصائيا بمعنى الكلمة.
ورشة الصحافة الاستقصائية، التي تعتبر الأولى من نوعها تستمر يومين وتأتي في اطار سلسلة من التكوينات تنظمها نقابة الصحفيين الموريتانيين بالتعاون مع منظمة ندوة غير الحكومية ويتم بموجب هذه السلسة تنظيم دورات متخصصة للصحفيين الموريتانيين.