تأكد مقتل أحمد عبدي غودان، زعيم “الشباب” الصومالية، في غارة أمريكية هذا الأسبوع، في تطور يشكل ضربة للجماعة التي ستجد صعوبة في إيجاد خليفة له كما ترى صحيفة “الحياة” اللندنية بعدما قادها بيد من حديد وقتل الكثير من منافسيه.
الزعيم الشاب (37 سنة) الذي تسلّم قيادة الجماعة عام 2008، هو الذي وسع نشاطها من داخل الصومال إلى خارجه، وأصبح للجماعة اليوم أتباع في الدول المجاورة للصومال، إذ يعرف عنه مناصرته الشديدة لـ “الجهاد العالمي” ومعارضته للنظرية “القومية” الصومالية.
يعرف غودان، أيضاً بمختار أبو الزبير، ولا يعرف له تاريخ ميلاد دقيق ولكن تميل معظم التقارير إلى الإشارة إلى أنه ولد عام 1977 أو 1978، في مدينة هرجيسا عاصمة جمهورية “أرض الصومال” الانفصالية.
يتحّدر غودان من قبيلة اسحق في أرض الصومال وقضى طفولته في ميتم، قبل أن ينال منحة خوّلته دراسة العلوم الإسلامية في السودان والمحاسبة في باكستان في أواخر 1990 حيث تأثّر بالفكر الجهادي؛ ويعتقد أنه عبر إلى أفغانستان حيث تدرّب في معسكرات “القاعدة”.
لم تكن الغارة الأمريكية التي استهدفت غودان الأولى التي تستهدف قيادات “الشباب”، فقد قتل سلفه عدن حاشي عيرو في غارة مماثلة عام 2008 في منطقة نائية جنوب الصومال ما أتاح له تسلّم قيادة الجماعة التي تسيطر على معظم المناطق الريفية في الصومال.
عرضت الولايات المتحدة مكافأة للقبض على غودان تصل إلى 7 ملايين دولار، وهو واحد من أبرز عشرة أشخاص من المطلوبين الذين تلاحقهم الولايات المتحدة بتهمة الإرهاب؛ لم يكن الزعيم الشاب يحبّذ الظهور أمام الكاميرا واكتفى بتسجيل رسائل صوتية.
بن لادن جديد في إفريقيا
ارتبط اسم غودان بتفجيرات كامبالا في أوغندا العام 2010 التي قتل فيها 74 شخصاً إذ أصدر بعدها تحذيراً من أن “ما حصل في أوغندا ليس سوى البداية”، أما الهجوم الذي نفّذته “الشباب” في 21 سبتمبر الماضي، عندما شن مسلحون من الجماعة هجوماً على مركز “ويستغايت” التجاري، ما أسفر عن مقتل 67 شخصاً، فقد شكّل منعطفاً مهماً في مسار “الشباب” وكرس غودان كـ “بن لادن” جديد في أفريقيا.
وكشفت وثائق ورسائل عثر عليها في منزل قتل فيه زعيم تنظيم “القاعدة” السابق أسامة بن لادن في باكستان في عملية أمريكية، عن رفض الأخير لطلب من غودان لإدماج “الشباب” مع التنظيم، وتحذيره له من إيذاء المسلمين في هجماته؛ إلاّ أن خليفة بن لادن، أيمن الظواهري، أعلن اندماج “الشباب” مع تنظيم القاعدة في فبراير من عام 2012.
وتتناقض عملية الدمج مع مواقف شريحة كبيرة في “الشباب” ترفض انضمامها إلى جماعات “الجهاد العالمي” وتؤيّد بقاءها حركة قومية، وهو ما أدى إلى انقسامات في صفوفها.
تصفية منافسيه
جريدة “الشرق الأوسط” ترى أنه وبعد مقتل غودان، يعتقد أن “الشباب” سوف تواجه أزمة قيادة وصراعاً على السلطة إذ لم تبرز شخصية يمكن أن تشكّل خلفاً للرجل الذي تقول تقارير إنه صفّى الكثير من منافسيه بينهم شخصيات مؤهلة لخلافته، يضاف إلى ذلك إلغاؤه مجلس شورى الجماعة الذي سبق أن اختاره، لأنه رأى فيه تهديداً محتملاً له.
ويرى خبراء أن هناك إمكانية حقيقية في أن يثير موته اقتتالاً داخلياً أو يؤدي إلى تشكيل حركات منشقة أصغر حجماً وربما أكثر خطورة.
هناك عدة أسماء مطروحة لخلافته مثل الشيخ مختار روبو المعروف أيضا باسم أبو منصور والذي عمل في السابق ناطقاً باسم “الشباب”، ولكن في جميع الأحوال يعتقد الخبراء أن الجماعة لن توقف عملياتها خصوصاً في الصومال حتى لو حصل فراغ في قيادتها.
مقتل غودان، يعد ضربة قاسية لـ “الشباب” التي منيت بسلسلة من الهزائم العسكرية منذ أغسطس 2011، وقد قتل عدد من القادة التاريخيين للجماعة ومن القادة الذين كان يمكن أن يخلفوهم ونأى البعض الآخر بنفسه عن “الشباب” بعد صراعات داخلية دامية في 2013 خرج منها غودان منتصرا.