بسم الله الرحمن الرحيم
يقول مولانا سبحانه وتعالى : (قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) ويقول جل من قائل: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ويقول تبارك وتعالى : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).
ويقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في السنة الصحيحة:” ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وكم أحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن كره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار”.
ويقول صلى الله عليه وسلم أيضا :(من أعطى لله ومنع لله وأحب في الله وأبغض في الله فقد استكمل الإيمان).
وإيمانا منا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ، وتأسيسا على هذه النصوص الشرعية التي لا يتطرق إليها الشك إلا لدى مرضى القلوب ، ولا يمتري في صحتها إلا كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ، وتمسكا برسالة الله الخالدة الخاتمة ، وقياما بواجب النصرة والولاء لله ولرسوله وللمؤمنين ، ومساهمة في حراسة قيم وثوابت وهوية هذا المجتمع ، وإبراء للذمة في الدنيا والآخرة ، فإنني – أصالة عن نفسي ونيابة عن أسرتي أسرة أهل لمخيطير في كل مكان – أقول :
نشرت بعض مواقع الإنترنت منذ يومين أو ثلاثة مقالا لأحد أبناء هذه الأسرة وهو محمد الشيخ ولد محمد تحت عنوان ” الدين والتدين ولمعلمين ” وقد كان مقالا مشحونا بالضلال ، تفوح منه رائحة إلحاد تزكم الأنوف ، فقد فيه كاتبه صوابه إن كان له صواب أصلا ، وتناثرت فقراته وأفكار وأخلاق صاحبه كما تتناثر أوراق الخريف . وكنا نحسب أن هذا النوع من الأفكار قد وقع تحت جدار الإلحاد الذي سقط منذ قرابة عقد من الزمان ، أو نسفته رياح الصحوة التي فككت أوصال المارد الروسي أوائل تسعينيات القرن الماضي ، ولكن يبدو أن تلامذة نصر أبي زيد ، وفرج فوده ، وحسن حنفي ، ومحمد أركون ومحمد عابد الجابري وغيرهم من المنافقين والحداثيين والعلمانيين الملحدين الأغبياء ما زالوا يسعون إلى تشويه المنهج الرباني بعد أن عجز عن ذلك أسيادهم من اليهود والمنافقين وأصحاب الأقلام المأجورة في القديم والحديث.
لكن عليهم أن يدركوا أن لهذا الدين العظيم ، والمنهج القويم ، والصراط المستقيم عدولا ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين.
وإزاء جراءة الكاتب – التي لا نشك أن وراءها جهة ما ، والتي لا ينفع فيها توضيحه الذي كتبه ليعتذر أو يتراجع فإذا به يؤكد تطاوله – على رب العزة والجلال حين ساوى دينه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، مع ممارسات البشر الآخرين ، وحين ساوى بين جميع البشر المعصوم منهم وغير المعصوم ، فاجترأ وتطاول على خيرة الله من خلقه محمد صلى الله عليه وسلم ، حين اتهمه – زورا وبهتانا وجهلا – بالعنصرية والمحاباة ، وعلى إساءته لصحابته الكرام رضي الله عنهم :
(كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا)
وليس هذا غريبا ممن يستقي معارفه من مصادر الحداثيين المعروفين بخبثهم وكرههم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وللإسلام :
إذا كان الغراب دليل قوم يمر بهم على جيف الكلاب
وفي مقابل ذلك يقف مع اليهود أعداء الله ، وقتلة أنبيائه ورسله والآمرين بالقسط من الناس ، خاصة بني قريظة ويعترض على حكم الله الذي أنزله فيهم من فوق سبع سماوات وأنطق به سيدنا سعد ابن معاذ رضي الله عنه الذي اهتز له عرش الرحمن سبحانه عند استشهاده.
إزاء هذا كله فإن أسرة أهل لمخيطير – التي هي الآن نار تشتعل أو جبل تتطاير حممه وشظاياه غضبا من هذا الجرم الشنيع تؤكد ما يلي:
– براءتها من هذا الشخص ومما كتبه ما لم يتب ويتبرأ من كل فكر منحرف أو جماعة ضالة إن كانت وراءه جماعة لأننا لا نتولى إلا الله ورسوله وجماعة المؤمنين 🙂 إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُون (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ َ).
– تنادي صاحب المقال أن يسرع بالتوبة إلى الله سبحانه لعله يلحقه بسفينة النجاة ، حتى لا يغرق في مستنقع الضلال ، كما نادى شيخ أولي العزم نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ابنه ، وليعلم أنه لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم ، وليحذر أن يحول بينها وبينه موج الضلال ، أو أن يكون من المغرقين.
– تناشد الدولة أن تنشئ محكمة خاصة بالمستهزئين بالإسلام أو غيره من الديانات السماوية أو العابثين بكل جامع حضاري تشترك فيه مكونات شعبنا ثم تصدر حكمها بعد إقامة الحجة.
– تهيب بأصحاب الفضيلة من العلماء والأئمة ورجال الفكر والقانون والسياسة والثقافة والاجتماع والاقتصاد،وبالأحزاب والهيئات كافة والقنوات والإذاعات الرسمية أو الخاصة والمواقع الإلكترونية أن يتداعوا جميعا إلى حلف فضول يواجه أي فكر أو جماعة تتعاطى هذا النوع من الفكر العفن أو تشق وحدة هذا المجتمع الذي لا يجد ولن يجد ناظما له خيرا من دينه ، لأن الله سبحانه بعث جميع أنبيائه ورسله بأمرين اثنين هما : ” نشر التوحيد وتحقيق وحدة الكلمة” .
– تشعر كافة شرائح مجتمعنا بأن سعيهم لنيل حقوقهم المشروعة واجب وحق طبيعي نثمّنه ونقف إلى جانبه، وندين كل ظلم يقع على أي فرد من أفراد المجتمع أو أية شريحة سواء صدر من الدولة أو من غيرها، لكن المساس بالدين أو أي مشترك حضاري أو رمز أو هوية لأي كان، والنيل منه يضر كل قضاياهم ولا ينفعها، ويضعها ولا يرفعها، ويسئ إليها ولا يحسن. وأن الانتقال من خصومة الخلق إلى مخاصمة الخالق ورسله ودينه سعي محقق الفشل ، لأن مغالب الله مغلوب ومحارب دينه محروب. مع أننا ننوه إلى أن الكاتب لا يكتب هذا دفاعا عن شريحة لمعلمين ولا إنصافا لها، وإنما يسعى إلى تشويهها بهذه الفعلة، مثله – في ذلك – مثل كثيرين يسعون إلى تشويه شرائح أخرى ممارسين أمورا مرفوضة تقلل من قيمة سعي تلك الشرائح وتضعف من حججها الرامية إلى تحقيق السلم الأهلي والعدالة الاجتماعية ونيل تلك الحقوق.
ثم على كافة الأسر والشرائح كشف كل شخص يقع منه مثل هذا التصرف البغيض وتعريته ، وعدم التستّر عليه بادعاء الجنون أو السكر أو أي شيء آخر يفلته من المساءلة والعقاب، لأن الله جل وعلا يقول: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) ولأن نبينا صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح: ” وأيْمُ الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها” وبذلك يصلح المجتمع ويطهر من الرذائل والأقذار والأدناس.
يا ناطح الجبل العالي ليكلمه أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)
وصلى الله وسلم وبارك على خيرة الله من خلفه وخاتم أنبيائه ورسله محمد وعلى آله وصحبه
عن الأسرة ابنها المعتز بدينه
المصطفى ولد محمد الزين ولد لمخيطير
نواكشوط بتاريخ 03/صفر/ 1435 ه الموفق 04/ يناير/2014