نزل إلى المكتبات الموريتانية؛ الأسبوع الجاري، إصدار أدبي ساخر بعنوان “هذا أنا” يتضمن مجموعة قصائد ومنظومات طريفة وشروحا صدرت في صحيفتي “أشطاري” و”ش إلوح افش” الساخرتين في الفترة من 1995 إلى 2009 بتوقيعات “الخلطة: مبدع بن أبي قصائد، طويص، الإمام الخاوي، بالبركة المشتركة” حسب تعبير المؤلف محمد سالم ولد محمدن.
تتناول نصوص الكتاب مواضيع سياسية وثقافية واجتماعية ببلاغة وإبداع، وبأساليب طريفة تجعل المأساة ملهاة وتنفذ إلى العمق دون أن تجرح. وقد لاقت رواجا وقبولا حين صدورها، واختفت بانتهاء توزيع الأعداد التي تضمنتها.
يبرر المؤلف اسم الكتاب بالقول: “كثرة أعظام أهل موريتانيا تجعل من الصعب الحديث عن شخص بذاته، ولكن كثرة كراكر – وقلة فائدة- بعض السياسيين وبعض الصحافة وبعض الشعراء.. وغيرهم ممن أعداه مرضهم، تجعل من الصعب تركهم يلعبون على دلالهم، وتجعل من السهل –أيضا- طرح المارة، بحيث أن هذه النصوص المتطايرة هنا حين يقرأ عشرات الأشخاص بعضها يطبق كل منهم الكتاب بسرعة ويتلفت ويقول في نفسه: هذا أنا! وحين يقرأ البعضُ الآخر بعضَها الآخر يعض كل منهم شفته ويقول في نفسه: بسم الله الرحمن الرحيم.. هذا أنا! وحين أقرأ أنا وأضرابي بعضها الآخر نتبسم تبسيمة نشفانة ويقول كل منا بينه وبين نفسه: هذا أنا! .. وهكذا.
والحقيقة أن الكل على هدى (في هذه على الأقل) وفضل الله أوسع من الجميع؛ فهذه النصوص تنطبق على رجلية كثيرة، لأنـها تتحدث عن أهل موريتانيا من سياسيهم إلى موظفهم إلى أبي عيالهم إلى كواسهم إلى طبيبهم إلى مريضهم.. إلخ، ومن لم يجد سهمه في شيء منها فلا داعي للقلق، لأنه إذا نبش قليلا سيجد سهمه لم يأخذه أحد، وحتى إذا لم يجد سهمه في هذا الكتاب فما يزال شيء آخر في الظبية وإذا نشر رضي من كان مغتاظا”.
يقع الكتاب في 132 صفحة من القطع المتوسط بغلاف تتصدره شعارات الصحف الساخرة “اشطاري، ش إلوح افش، اجماعه” فيما يتربع على الخلفية نص منشور في “اشطاري”.
أما المؤلف فشخصية أدبية ثقافية مشهورة، ولكنه اختار لنفسه اسما مستعارا (محمد سالم ولد محمدن) ربما لكي لا يفسد على القارئ جانب الخيال.