باتت مكالمات الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لمقربين منه وحلفاء سياسيين له، موضوعا خصبا للسجال والتندر في أوساط الموريتانيين موالاة ومعارضة، وتعددت الشخوص التي تحدث إليها الرئيس بحسب مواقعها السياسية ومستوى تحالفها مع الرئيس الذي يخضع لعلاج تكميلي في فرنسا جراء إصابته بطلق ناري قبل أكثر من شهر قرب نواكشوط مع فارق طفيف في المضمون والتوقيت.
رئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير كسر الصمت الذي اكتنف لأسابيع وضع الرئيس الموريتاني داعيا وسائل الإعلام على عجل إلى الجمعية الوطنية للإعلان عن أول مكالمة من نوعها لرئيس البلاد منذ أن غادرها للعلاج في فرنسا ظهر يوم الأربعاء الماضي.
وقال ولد بلخير إنه على الموريتانيين جميعا أن يحمدوا الله على أن الرئيس حي يرزق، وقال ولد بلخير “لقد أبلغني الرئيس أن صحته تتحسن وأنه سيعود قريبا إلى أرض الوطن”.
ومنذ تلك المكالمة بدأت نسخ قريبة من ذلك المضمون المقتضب والسريع ترد على لسان أكثر من شخصية موريتانية مع اختلاف طفيف في التعبير والمضمون، ووجه الصحفيون أسئلة لرئيس البرلمان تتعلق ببعض التفاصيل التي كان الرأي العام متعطشا لمعرفتها فيما تجنب ولد بالخير الخوض في الحديث عن صحة الرئيس مكتفيا بحمد الله على سلامته.
لم يفت المراقبين ربط المكالمة بالسياق الذي جاءت فيه، حيث كانت منسقية المعارضة تعد لمهرجان حاشد أعلنت فيه رغبتها في آن تعترف الجهات المعنية بشغور منصب الرئيس الذي اعترف ولد بلخير بأنه يتماثل للشفاء لكن نبرة صوته كانت أضعف مما كان..!
وما كادت تمضي أيام معدودات على تلك المكالمة حتى بدأت اتصالات الرئيس الموريتاني على باقي أطراف المشهد الداعم سياسيا له تتوالى، وكانت كل مكالمة تختتم ببيان يحمل مضمونها حيث كانت نفس القطعة المتساوية الأحرف تقريبا تتم إعادتها في كل إعلان عن مكالمة من الرئيس، يعلق أحد المتابعين.
جاء الدور على بيجل ولد حميد، رئيس حزب الوئام الديمقراطي الاجتماعي وعضو ائتلاف أحزاب المعاهدة من أجل التناوب السلمي، ليخرج على الصحفيين ببيان مماثل يقول فيه إن الرئيس “تحدث إليه وطمأنه على صحته وطلب منه السلام والتحية على باقي قادة المعاهدة والمواطنين”.
يتكرر نفس السيناريو مع كل من الرئيس الدوري لائتلاف أحزاب الأغلبية رئيس حزب الفضيلة عثمان ولد الشيخ أبو المعالي، ورئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم محمد محمود ولد محمد الأمين؛ ثم قادة أحزاب الصواب والرفاه.
هذه الاتصالات فسرها المراقبون بأنها محاولات من الرئيس الموريتاني لتثبيت أفئدة وقلوب الموالين له للبقاء في دائرة الأغلبية في ظل ضعف الإيمان الذي بدأ يتسلل إلى بعض الموالين بسبب التعتيم الذي يتم فرضه على حقيقة وضع الرئيس، بحسب أحد المراقبين.
عدد من النواب المعروفين بدعمهم للرئيس ولد عبد العزيز تلقوا بدورهم نصيباً من هذه المكالمات، والتي صبت في اتجاه طمأنتهم على تحسن وضعه الصحي لكنها حملت معطى جديدا وهو أن الرئيس بدأ يتحدث عن إمكانية عودته قريبا حالما يسمح الأطباء بذلك.
أما في اتصال الرئيس الموريتاني مع العلامة محمد الحسن ولد الددو، فقد تم تسجيل فرق بسيط في المضمون، حيث قال إنه “يشكره على وقوفه إلى جانبه واهتمامه بصحته وزياراته المتكررة له في نواكشوط إبان العلاج الأولي”.
كيف اكلم الرئيس ..؟
مع تزايد أعداد المتحدثين من القادة السياسيين والنواب لرئيس الجمهورية بدأ الفضوليون في حبك قصص وروايات عن مهاتفة الرئيس وسهولتها، بل وعن المبالغة في تلك المهاتفات، فكتب كثيرون في صفحاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي عبارات يتحدثون من خلالها عن مكالمات أجروها مع الرئيس، ليجد خصومه مادة دسمة للسخرية من خلال تمثل اتصالات وحديث يدور بينهم والرئيس.
فمن أجل الاتصال برئيس الجمهورية يكفي أن تتصل برقم موزع هواتف رئاسة الجمهورية بنواكشوط لتسجل اسمك ورقمك في مسجل صوتي ليأتيك الرد سريعا بأن الرئيس سيحدثك في الوقت كذا، يقول أحد المغردين.
وفي الحقيقة فان الاتصال بالرئيس يتم غالبا من طرف المحيطين به بإيعاز منه، فقد تلقى معظم الذين اتصل بهم الرئيس هاتفيا، مكالمات يوما أو اثنين قبل اتصال الرئيس من طرف موزع هواتف رئاسة الجمهورية حيث أخبرهم أن رئيس الجمهورية سيحدثهم في وقت معين.. وغالبا ما يتقرر إجراء المكالمة بعد الساعة الواحدة زوالاً، فيما قال بعض الذين أجروا اتصالا بالرئيس إنهم تحدثوا إليه قبيل العصر.
وشكك كثيرون في مدى صحة نسبة الصوت المتكلم من باريس إلى الرئيس، فيما كان البعض يدخل في سجالات مع متحدثين إلى الرئيس ليقنعهم بأن من تكلموا معه لم يكن محمد ولد عبد العزيز.
رئيس أحد الأحزاب بعد أن أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس قال: يسألونني هل من تحدثت إليه كان محمد ولد عبد العزيز، فيكاد الشك يراودني فيما يدعونني إليه”، ويقول كثيرون “إن المتحدث ليس رئيس الجمهورية وإنما أحد أبنائه”، بينما يذهب آخرون إلى اعتبار أن “المتحدث هو عبارة عن صوت مصطنع على الحاسوب يردد ذات الجمل لكل مستقبليه”، وفق تعبيرهم.
وهكذا تحول الحديث عن اتصالات الرئيس إلى موضوع للسخرية، فقال رئيس تحرير صحيفة ساخرة موريتانية إن الرئيس اتصل عليه شخصيا لأنه يستحق ذلك مثل غيره من المواطنين الذين اتصل بهم، وقال كاتب آخر إن رئيس الجمهورية اتصل به في ساعة متأخرة من الليل وبعد ساعات اكتشف أنه كان يغط في نوم عميق وان ما شاهده مجرد كابوس.!
كاتب آخر قال إنه سعى للاتصال هاتفيا بالرئيس ولكنهم اشترطوا أن يكون الرئيس هو من يتصل، ولكنه رفضا رأفة بالرئيس لأن تكلفة المكالمة من باريس أكبر بالمقارنة مع المكالمة الصادرة من نواكشوط، موضحا أنه يريد المساهمة في دفع قسط من تكاليف علاج الرئيس لأنها فاقت المليار، كما يقول.
وتحدث البعض عن إجراء الرئيس لمكالمة مع مطرب موريتاني شاب معروف كانت له مواقف معارضة لنظام ولد عبد العزيز، لكن الرئيس فضل أن يتحدث إليه وهو ما تقبله الفنان بصدر رحب ولم يصدر الفنان أي بيان بمضمون الاتصال الهاتفي بخلاف كل الذين تحدث إليهم الرئيس هاتفيا …!
رئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير كسر الصمت الذي اكتنف لأسابيع وضع الرئيس الموريتاني داعيا وسائل الإعلام على عجل إلى الجمعية الوطنية للإعلان عن أول مكالمة من نوعها لرئيس البلاد منذ أن غادرها للعلاج في فرنسا ظهر يوم الأربعاء الماضي.
وقال ولد بلخير إنه على الموريتانيين جميعا أن يحمدوا الله على أن الرئيس حي يرزق، وقال ولد بلخير “لقد أبلغني الرئيس أن صحته تتحسن وأنه سيعود قريبا إلى أرض الوطن”.
ومنذ تلك المكالمة بدأت نسخ قريبة من ذلك المضمون المقتضب والسريع ترد على لسان أكثر من شخصية موريتانية مع اختلاف طفيف في التعبير والمضمون، ووجه الصحفيون أسئلة لرئيس البرلمان تتعلق ببعض التفاصيل التي كان الرأي العام متعطشا لمعرفتها فيما تجنب ولد بالخير الخوض في الحديث عن صحة الرئيس مكتفيا بحمد الله على سلامته.
لم يفت المراقبين ربط المكالمة بالسياق الذي جاءت فيه، حيث كانت منسقية المعارضة تعد لمهرجان حاشد أعلنت فيه رغبتها في آن تعترف الجهات المعنية بشغور منصب الرئيس الذي اعترف ولد بلخير بأنه يتماثل للشفاء لكن نبرة صوته كانت أضعف مما كان..!
وما كادت تمضي أيام معدودات على تلك المكالمة حتى بدأت اتصالات الرئيس الموريتاني على باقي أطراف المشهد الداعم سياسيا له تتوالى، وكانت كل مكالمة تختتم ببيان يحمل مضمونها حيث كانت نفس القطعة المتساوية الأحرف تقريبا تتم إعادتها في كل إعلان عن مكالمة من الرئيس، يعلق أحد المتابعين.
جاء الدور على بيجل ولد حميد، رئيس حزب الوئام الديمقراطي الاجتماعي وعضو ائتلاف أحزاب المعاهدة من أجل التناوب السلمي، ليخرج على الصحفيين ببيان مماثل يقول فيه إن الرئيس “تحدث إليه وطمأنه على صحته وطلب منه السلام والتحية على باقي قادة المعاهدة والمواطنين”.
يتكرر نفس السيناريو مع كل من الرئيس الدوري لائتلاف أحزاب الأغلبية رئيس حزب الفضيلة عثمان ولد الشيخ أبو المعالي، ورئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم محمد محمود ولد محمد الأمين؛ ثم قادة أحزاب الصواب والرفاه.
هذه الاتصالات فسرها المراقبون بأنها محاولات من الرئيس الموريتاني لتثبيت أفئدة وقلوب الموالين له للبقاء في دائرة الأغلبية في ظل ضعف الإيمان الذي بدأ يتسلل إلى بعض الموالين بسبب التعتيم الذي يتم فرضه على حقيقة وضع الرئيس، بحسب أحد المراقبين.
عدد من النواب المعروفين بدعمهم للرئيس ولد عبد العزيز تلقوا بدورهم نصيباً من هذه المكالمات، والتي صبت في اتجاه طمأنتهم على تحسن وضعه الصحي لكنها حملت معطى جديدا وهو أن الرئيس بدأ يتحدث عن إمكانية عودته قريبا حالما يسمح الأطباء بذلك.
أما في اتصال الرئيس الموريتاني مع العلامة محمد الحسن ولد الددو، فقد تم تسجيل فرق بسيط في المضمون، حيث قال إنه “يشكره على وقوفه إلى جانبه واهتمامه بصحته وزياراته المتكررة له في نواكشوط إبان العلاج الأولي”.
كيف اكلم الرئيس ..؟
مع تزايد أعداد المتحدثين من القادة السياسيين والنواب لرئيس الجمهورية بدأ الفضوليون في حبك قصص وروايات عن مهاتفة الرئيس وسهولتها، بل وعن المبالغة في تلك المهاتفات، فكتب كثيرون في صفحاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي عبارات يتحدثون من خلالها عن مكالمات أجروها مع الرئيس، ليجد خصومه مادة دسمة للسخرية من خلال تمثل اتصالات وحديث يدور بينهم والرئيس.
فمن أجل الاتصال برئيس الجمهورية يكفي أن تتصل برقم موزع هواتف رئاسة الجمهورية بنواكشوط لتسجل اسمك ورقمك في مسجل صوتي ليأتيك الرد سريعا بأن الرئيس سيحدثك في الوقت كذا، يقول أحد المغردين.
وفي الحقيقة فان الاتصال بالرئيس يتم غالبا من طرف المحيطين به بإيعاز منه، فقد تلقى معظم الذين اتصل بهم الرئيس هاتفيا، مكالمات يوما أو اثنين قبل اتصال الرئيس من طرف موزع هواتف رئاسة الجمهورية حيث أخبرهم أن رئيس الجمهورية سيحدثهم في وقت معين.. وغالبا ما يتقرر إجراء المكالمة بعد الساعة الواحدة زوالاً، فيما قال بعض الذين أجروا اتصالا بالرئيس إنهم تحدثوا إليه قبيل العصر.
وشكك كثيرون في مدى صحة نسبة الصوت المتكلم من باريس إلى الرئيس، فيما كان البعض يدخل في سجالات مع متحدثين إلى الرئيس ليقنعهم بأن من تكلموا معه لم يكن محمد ولد عبد العزيز.
رئيس أحد الأحزاب بعد أن أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس قال: يسألونني هل من تحدثت إليه كان محمد ولد عبد العزيز، فيكاد الشك يراودني فيما يدعونني إليه”، ويقول كثيرون “إن المتحدث ليس رئيس الجمهورية وإنما أحد أبنائه”، بينما يذهب آخرون إلى اعتبار أن “المتحدث هو عبارة عن صوت مصطنع على الحاسوب يردد ذات الجمل لكل مستقبليه”، وفق تعبيرهم.
وهكذا تحول الحديث عن اتصالات الرئيس إلى موضوع للسخرية، فقال رئيس تحرير صحيفة ساخرة موريتانية إن الرئيس اتصل عليه شخصيا لأنه يستحق ذلك مثل غيره من المواطنين الذين اتصل بهم، وقال كاتب آخر إن رئيس الجمهورية اتصل به في ساعة متأخرة من الليل وبعد ساعات اكتشف أنه كان يغط في نوم عميق وان ما شاهده مجرد كابوس.!
كاتب آخر قال إنه سعى للاتصال هاتفيا بالرئيس ولكنهم اشترطوا أن يكون الرئيس هو من يتصل، ولكنه رفضا رأفة بالرئيس لأن تكلفة المكالمة من باريس أكبر بالمقارنة مع المكالمة الصادرة من نواكشوط، موضحا أنه يريد المساهمة في دفع قسط من تكاليف علاج الرئيس لأنها فاقت المليار، كما يقول.
وتحدث البعض عن إجراء الرئيس لمكالمة مع مطرب موريتاني شاب معروف كانت له مواقف معارضة لنظام ولد عبد العزيز، لكن الرئيس فضل أن يتحدث إليه وهو ما تقبله الفنان بصدر رحب ولم يصدر الفنان أي بيان بمضمون الاتصال الهاتفي بخلاف كل الذين تحدث إليهم الرئيس هاتفيا …!