وقالت صحيفة (Le Républicain) شبه الرسمية، إن الجيش تمكن من استعادة السيطرة على المدينة بعد أن تلقى تعزيزات عسكرية مكنته من استئناف هجوم مدعوم بمروحيات عسكرية مكنته من طرد المقاتلين الإسلاميين من المدينة.
وأضافت نقلاً عن مصادر محلية أن الليلة البارحة شهدت “نشاطاً مكثفاً للطيران انطلاقاً من سفاري”، وهي المدينة التي تبعد 30 كيلومتراً من كونا على الطريق المؤدي إلى موبتي، وتضم المطار الوحيد في منطقة الوسط المالي.
وفي سياق متصل أعلنت الصحيفة المالية، نقلاً عن مصادر ميدانية، أن الجيش الحكومي قد يتمكن في “وقت قريب” من تحرير مدينة دوينتزا، التي تسيطر عليها حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا.
فيما أشارت إلى أن العقيد الهجي غامو، الذي يتزعم ميليشيات موالية للحكومة في باماكو، غادر مواقعه بالنيجر متوجهاً نحو مدينة غاوه التي تقع تحت سيطرة حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا منذ عدة أشهر؛ مؤكدة أن “الهجي غامو و850 من رجاله يسعون إلى تحرير مدينة غاوه “خلال الساعات القادمة”.
أما على المستوى الرسمي المالي فقد أوردت الصحيفة أن ديونكوندا تراوري، الرئيس المالي بالوكالة، سيلقي اليوم الجمعة خطابا موجهاً للشعب المالي، حيث توقعت أن يعلن فيه انطلاقة حرب تحرير الشمال الذي تسيطر عليه مجموعات إسلامية مسلحة منذ تسعة أشهر.
معركة (كونا)..
الصحيفة تحدثت عن المعارك التي دارت بالقرب من مدينة كونا، خلال يومي الأربعاء والخميس، حيث أشارت إلى أنه بعد اشتباكات بالمدفعية الثقيلة مساء الأربعاء الماضي، تمكن الجيش الحكومي من صد هجوم الإسلاميين الذين انسحبوا باتجاه قواعدهم الخلفية في مدينة بامبارا ماوديه.
انسحاب الإسلاميين منح الجنود الحكوميين فرصة سانحة للتقدم باتجاه مدينة دوينتزا من أجل تحريرها، “ولكنهم في تقدمهم لم يتوقعوا سرعة حصول الجهاديين على التعزيزات والقدرة الارتداد القوي والسريع”، وهو ما تسبب في هزيمة الجيش وتراجعه عن التقدم باتجاه دوينتزا والانسحاب بعد ذلك من كونا، وفق تعبير الصحيفة.
انسحاب الجيش من كونا، قالت الصحيفة إنه أحدث حالة من الرعب في صفوف سكان مدينة موبتي، حيث أكدت أن أعدادا كبيرة من الأسر بدأت في الاستعداد للنزوح باتجاه باماكو، خوفا من وصول الإسلاميين إليها.
مجزرة (كونا)..
الصحيفة المالية تحدثت عن وقوع “خسائر ثقيلة” في صفوف المقاتلين الإسلاميين، حيث نقلت عن مصادر طبية في المنطقة أنهم كانوا ينقلون القتلى والمصابين باتجاه مدينتي دوينتزا وغاوه؛ كما نقلت عن شهود عيان أن عشرات السيارات التابعة للإسلاميين تم إحراقها خلال المواجهات في المدينة.
أما عن خسائر الجيش المالي فقد أكدت أن عشرات من شهود العيان أكدوا أن ما حدث يمثل “مجزرة حقيقية”، وذلك من دون إعطاء أرقام محددة، مشيرة إلى أن أحد السكان تحدث إليها مساء الخميس (الساعة 17) عن ما يقارب 50 جثة في بستان يقع على بعد عشرة كيلومترات من مدينة كونا.