ينظم المستعمر الاول – فرنسا – بمعاونة ظله المستعمر الثاني – مالي – هذه الايام ” خديعة كبرى ”
قد تغير ملامح المنطقة ابد الابدين اذا لم يتفطن لها المعنيين من اهل المنطقة ، ولم يتم التصدي لها….
وهذه الخديعة حقيقة لم تكن وليدة اللحظة بقدر ما هي امتداد لمشروع قديم متجدد يستهدف محو الموروث الثقافي والديني للمنطقة اضافة الى العنصر الابيض فيها.
ويمكنني تلخيص بعض مظاهر هذه الخديعة في عدة نقاط وهي كالتالي :
– تم اعدام كل من حمل مظاهر التدين السني بدأ من باماكو العاصمة حيث القي القبض على علماء و اامة مساجد ومدرسي القرآن الكريم وتمت تصفيتهم بعد التنكيل بهم ، وتبع تلك العمليات أخرى في كل من ” سيغو ” و ” موبتي ” و ” سيفاري ” و ” كونا ” و ” ينو ” و ” جابلي ” وبعض القرى والهجر الاخرى … وهذه المواقع كلها والاحداث يجمع بينها انها في الجنوب المالي. وان المستهدفين فيها غالبيتهم من الاصول الجنوبية السوداء من البنبارى والفلان والسونراي والبيلا. اضافة الى الطوارق والعرب مهدوري الدم في تلك المناطق.
وعليه نفهم ان الدين الاسلامي هو المستهدف الاول وان كانت العنصرية ضد الطوارق والعرب تاتي ثانيا لرابطهم الوثيق بالدين…
وما كانت حادثة البئر التي تناقلتها وسائل الاعلام الا غيث من فيض وما خفي اعظم.
– فورا وبعد استعادة المدن الكبرى من الشمال تم حرق المخطوطات والمكتبات وعلى راسها مكتبة احمد بابا للمخطوطات والتي تحتوي كنوزا اسلامية لا تقدر بثمن.
وما كان ذلك الا لمحو اي ارث ثقافي او ديني اسلامي من تلك المدن. الجدير بالذكر ان هذه الحادثة لم تكن هي الاولى تاريخيا وانما كان لها مثيلات في المنطقة.
ثم بعد ذلك تمت اعمال التصفيات ضد الاسلاميين مرة أخرى من السونراي والفلان السود اولا ثم تصفيات جماعية عرقية واجلاء للطوارق والعرب .
واردف ذلك نهب الممتلكات والمحال التجارية والمستودعات…
– بعد الجلاء الكبير الذي تم على يد المستعمر وظله المالي. نسمع عن اتفاقية تم ابرامها او بالاصح يجري ابرامها بينهم وبين الحركة الوطنية لتحرير ازواد. مقابل المحافظة على حياة الازواديين المدنيين – على حد قولهم – …
وهذه الاتفاقية اذا نجحت كما يريدها المستعمر وظله فانها ستكون اكبر خديعة تنطلي على الازواديين بعد خديعة وثيقة الاستقلال التاريخية مع مالي… وذلك كالاتي…
أ- سيتم اقصاء واجلاء العرب والطوارق جميعا من المدن الساحلية كـ ” غاو ” و ” تين بكتو ” وانحصار تواجدهم فقط في الصحراء…
بـ – سيتم عليهم فرض حصار اقتصادي جنوبيا من مالي وشماليا من الحدود مع الجارتين موريتانيا والجزائر.
وعليه سيوضعون في دوامة القتل البطيء فقرا وتجويعا وتمريضا…
جـ – سيتم ايضا عليهم ضرب خيمة اعلامية تضليلية تربطهم بالارهاب وتهريب المخدرات. وكل حراك يكون من قبلهم او تجاههم سيكون الرد عليه من احد هذه الابواب…
د – بالطبع ستنحصر مشاركتهم السياسية في عدة اشخاص ينتقون بعناية خاصة ، كما جرت عليه عادة المستعمر في انتقاء الموالين له. وقد لا تربطهم صلة بالارض ولا بالشعب …
هـ – من المعلوم ان العصب الاقتصادي للازواديين العرب والطوارق يتمثل في الثروة الحيوانية..
وهذه الثروة لايمكن لها الاستمرار في الحياة والنمو الا اذا جمعت بين الصحراء شتاء وربيعا وساحل النهر صيفا..
ي – اذا تم اقصاؤهم من المناطق الساحلية فسيكون ذلك مهلكة للمواشي وبالتالي مهلكة لاصحابها بعدها..
وهذا الفعل يعتبر الجزء الثاني من جريمة ” السدود ” التي راينا كيف اهلكت الحرث والنسل والمجاعات التي تسببت بها في السبعينات والثمانينيات وما نفق في تلك الاعوام من الثروة الحيوانية..
ماهو الحل…؟؟؟
بالطبع لا يمكن ان يات الحل من العدو سواء اكان المستعمر او ظله الذي يرسخ له ما يريد وينفذ له اكثر مما يطمح. وعليه فاي املاء منهما يعتبر باطلا ومردودا….
كذلك لن يأت حل جذري من طريد مذموم اقصى ما يطمح له هو ارض تؤويه وسماء تظله وتغيثه من القصف بالقنابل الحارقة المعادية…
لذلك لا اجد حلا يلوح في الافق . فالحركة الوطنية لا يتصور ان تكون مفتاحا للخير على ازواد واهله بعد ان اعلنت استعدادها التام للمشاركة مع الفرنسيين في حربهم على ما اسموه “الارهاب ” …
كما انها لن تكون غير ممرر لاي مشروع فرنسي ينوون تمريره…
واما الحركات الجهادية الازوادية منها والخارجية. فقد فوجئت بقوة التدخل الفرنسي مما فرق جمعها وشتت صفوفها نتيجة ايلام الم بها جراء القصف الشديد في كل مواقعها واماكن تواجدها ومخازنها ومستودعاتها..
وان كان المحللون متفقون على قدرة هذه الحركات في لملمة جراحها ومعاودتها الكرة ، الا ان الفرنسيين يسبقونهم بمراحل شاسعة سواء عسكريا او سياسيا او حتى بينهم وبين بني جلدتهم في اراضيهم..
وعليه فان عودتهم للساحة تحتاج للكثير من التضحيات وسنوات من العمل والقتال…
وبين هذا وذاك… يبقى بصيص امل يكاد يخبو ويضمحل وهو المتمثل في بعض محنكي العرب والطوارق سياسيا…
فهناك بعض اعضاء الحركة الوطنية امثال ” حاما اغ محمود ” وهناك ايضا الحركة الاسلامية ” العباس اغ اينتالا ” . وهناك ايضا الحركة العربية التي لا تقل كفاءة ولا مسؤولية…
ويبقى السؤال : ماذا يمكن ان تتنازل فرنسا عنه للازواديين رغم ضعفهم وقلة حيلتهم الانية.
وتجبر مالي والاتحاد الافريقي عليه ؟؟