بقلم: أحمدو ولد محمد الامين
كنت أظن أنه لم يعد هناك ما يفاجئني وأن على العاقل أن ينتبه إلى عدم جدوى المجد والزهو بالانتصار: هكذا قال: سيموه بوليفار. في متاهاته.
لكنني وأنا أنظر إلى صعود بعض التيارات الإسلامية وكيف أطلت علينا أقلام بعض كتاب هؤلاء الإخوة ممن غمرتهم نشوة الانتصار. فلن أشير إلى ماض من الانتصارات المماثلة الماضية حتى لا أوقظ التاريخ فأجرح الذاكرة بما حدث عندما انتصر إخوتنا ممن ينتمون إلى التيارات الإسلامية. في تجربة طالبان والحزب الإسلامي في الصومال وليس بعيدا عندما أشرقت شمس الحرية على ليبيا وانتصر التيار الإسلامي وكيف ظهرت الخيبة في أول خطاب، عندما أعلن رئيس المجلس الإنتقالي يومها عن أولوياته…!! قبل أن يتحدث عن بناء مؤسسات الدولة ويلملم شتات المواطن ويضع أسسا للدولة التي ما كانت أصلا ولم تعد موجودة.
هنا لا يظن القارئ أني أكتب فصلا من فصول النقد للجماعات الإسلامية –حاشا لله- لكن لغتي قد تطير بي أحيانا إلى مجهول يختبئ وراء حاضر مكسور.
مع العلم أني لم أكن بطلا حياديا في سرد تجربة ربما لم تظهر هشاشتها بعد لكنني أحاول جاهدا أن أغطي سوأة حاضرنا.
وكأي مواطن عربي لم أحلم بأكثر من يدين أصفق بهما لصانعي قيودنا ولم أحلم بأكثر من حيات على طريقتنا العربية وهي: أن نرث البطالة والمنفى.
لكني لا أريد لهذا السرد بهذه الطريقة أن يفسر على أنه انحياز أو تشبث بركب الفلول…. !! أو تخندق في جهة الإخوة من العلمانيين، لا أخاف من هذا الوصف ولا من تلك الصفة. ربما تعددت العناوين المنشورة في هذا السياق لكنه في وسط الزحام على طريق التحرر، حري بنا أن لا نسكت عن من يريد أن يسرق فرحة الشعوب التي خلعت عن ظهورها عروشا ظلت جاثمة على ظهورها، لم يكن الجالسون عليها يملكون من المزايا إلا قوة التشبث بالكرسي، فليس منا من لم تعجبه الثورة على الطغيان والظلم وليس منا من لا يحب الإنعتاق والتحرر من عبودية الاستبداد ذلك مطلب مشروع منذ الأزل، لكن ما نريده هو مراجعة النفس والتأمل قيلا قبل أن أتفاءل بما أنتجته ثوراتنا، ونحن الذين لدينا ما يكفينا من الماضي… ولا نزال والتاريخ في أفوله متشبثون به رغم ما ينطوي عليه ذالك الماضي من خيبات ليس ما نعيشه الآن إلا بعضا من إفرازاته. هنا لن أتورط في شرح ما هو بديهي ومنطقي فالتاريخ هو من يصنعنا في نهاية المطاف، ونجاح من ظلوا بعيدين عن السلطة زمنا طويلا أمر طبيعي حتى ولو صوت الناخب المسكين بلا هدف أيضا إلا ليغر المشهد الذي سأم من رأيته كثيرا ومن رتابة الصورة التي ظلت جاثمة على عينيه. لهذا لا أظن أنه على الإخوة أن يذهبوا بعيدا في زهوهم بالنصر فصانعوا هذه الثورات هم الشعوب وليس هم هاؤلاء الجاماعات ولا حتى الساسة. فربما أرهقونا بالجلبة في ساعات النصر الأخيرة للربيع العربي حتى خيل إلى بعض من أطلوا علينا بأقلامهم أنهم هم من صنعوا كل هذه الأحداث.
ما نريد أن نصل إليه في نهاية هذه السطور المتواضعة هو: أن ينصفنا الإخوة وينصفوا أنفسهم (ذلك أدنى)، ذلك أن ما حدث كان بالجميع وكان أكبر من الجميع والوقت هو الفيصل والحكم بين التفاؤل والحقيقة، وحتى لا تذهب جهود من ضحوا من للبراليين والعلمانيين سدا فإنه من الإنصاف أن لا يتحامل عليهم أحد. ولما لم ينسى التاريخ بعد ما بذلوه في مسيرة هذه الأمة رغم لعنة التآمر التي ما فتأت تلاحقهم حتى اليوم: [كلما أوهى قرن خلفه قرن…]. ورغم إيماننا أن هذا هو التاريخ صعود ما بين هاويتين. إلا أنه على من انتصر أن لا يشطط في غمرة انتصاره حتى لا يدوس جروحا ظلت تنزف في سبيل قضية آلت إلى غير صاحبها، لكن ذلك هو الزمن وهذا هو التاريخ…
يتواصل