مواطنون: القضاء على العطش وتجديد الطبقة السياسية “أهم مطالب الساكنة”
كيفه ـ محمد ولد زين
يحاول عمال تنفيذ الأشغال في باحة المنصة الرسمية بكيفه؛ الإسراع في وضع اللمسات الأخيرة لتجهيز اللوحة التذكارية؛ قبيل ساعات من إزاحة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز البساط عنها معلنا بدء الأشغال في تنفيذ شبكة الطرق الحضرية بالمدينة.
ويحاول آخرون تجهيز الخيام التي ستؤوى الزائر ووفده، بينما تعلو البهجة محيا “حمزة”، وهو يسابق الزمن كي ينهي المهمة الموكلة إليه وهي إخراج تلك اللوحة إلى حيز الوجود.
هم يشارك فيه حمزه عمال النجارة الذين نحتو للتو الإطارات الخشبية التي ستعلق عليها خرائط ينتظر أن يتوقف أمامها الرئيس في مشهد روتيني أسموه مجازا “شروحا عن طبيعة المشروع”.
وفيما يسعى العمال حثيثا لانجاز مهمتهم، تعبر مجموعات راجلة من الساكنة تعبر الموقع جيئة وذهابا، وكأن شيئا ما يختلج في أذهان مواطنين، لم تنسهم مظاهر الاحتفال والتحضير المتسارع؛ هموما يرونها أولى من حيث الأهمية، فعاصمة الولاية تحمل على كاهلها المطرز بـ 100 عام، وازدادت “ستا”، عديد المشاكل تتصدرها “كثرة المشاريع المنجزة والتي تفتقد للمتابعة”، يقول ناشط في المجتمع المدني.
ويضيف سيد أحمد، أستاذ بإحدى إعداديات المدينة؛ أنها تعاني من “أزمات العطش والكهرباء، وغياب قنوات للصرف الصحي”، فيما ترى الفتاة ميمونة ـ وهي تغالب الضحك ـ أن الطرق مهمة للمدينة، لكن هناك ما هو أهم من ذلك، ألا وهو “تغيير مجموعات متنفذة تتحكم في مصالح جهوية بالمدينة منذ أكثر من ربع قرن”.
تصريح أطرب رجلا يتواجد في المكان، فطفق يعدد بالأسماء والمناصب شخصيات يرى أنها أسهمت في تخلف المدينة، وأشار بالبنان إلى شخصين بديا الأكثر نشاطا في التحضير، قائلا :هذا “تطالبه هيئات المجتمع المدني بمبلغ 80 مليون أوقية من مشروع صحي، وذاك شخص يخدم في (…) وهو متقاعد منذ 12 عاما”.
وفي هذا الخضم كان لافتا مساء أمس أن وحدات من الحرس الوطني، كانت تؤدي ما يشبه تمرينات اللحظة الأخيرة، حيث أغلقت المنافذ المؤدية للمنصة بسيارات “البي كاب”، التي تحمل المدافع الثقيلة، قبل أن تتوارى تلك الوحدات عن الأنظار.
“لعصابه”.. أشياء من كل شيء
لئن أكدت المؤشرات الإحصائية أن ولاية لعصابه تتناثر ريفا وحضرا على مساحة تقارب 36600 كلمترا مربعا، أي ما يعادل 3.6 % من المساحة الإجمالية للبلاد، فإن هذه الرقعة الشاسعة تكاد تختصر اليوم في ساحة صغيرة أمام مبنى الولاية في كيفه، يحاول كل فرد من ساكنتها الـ 284.629 نسمة بكثافة تصل إلى 7.8 نسمة في الكيلومتر المربع، مقابل 4.6 نسمة في 1988، يحاول أن يجد موطأ قدم في ساحة الاحتفال، لعله يجد إيحاءات لحل هموم تغالبه في الشهر ثلاثين مرة.
ورغم أن ولاية لعصابه تعاني من أزمة عطش حادة، فإن أكثر من ثلثي سكانها يستخدمون الآبار، وهو ما رفع عدد الاخيرة إلى 2672 بئرا، و 38 سدا، تغذي قرابة 134 واحة تنتشر على مساحة تقدر بـ 16105 هكتارا من الغابات، انجبت150 غابة نموذجية في مختلف ربوع الولاية.
وتحتضن كيفه عاصمة الولاية؛ بعمرها الطويل نسبيا ثانويتين هما ثانوية “صكطار”، و ثانوية “بوعماتو” في حي “التميشه”، و بها 23 مدرسة ابتدائية مكتملة..و4 اعداديات، بالإضافة إلى مركز التكوين المهني اليتيم في المدين، كما أنها تتوفر على 136 مركزا لمحو الأمية، و 44 مكتبة.
وفي المجال الصحي؛ تتوفر المدينة على مركز استطباب جهوي، ومستوصف، و4 نقاط صحية، إحداها تابعة للشرطة، والثانية في السيف.. وأخرى في “ام اشكاك”.. ورابعة في “احسي البكاي”، فضلا عن مدرسة الصحة بكيفه.
ورغم أن مقاطعات الولاية خمسة فقط، تتبع لها 26 بلدية، فان مقاطعة كيفه وحدها تضم 6 بلديات هي: نواملين..لكران.. كيفه.. كورجل .. الملكه.. اغورط، و تنشط بها 4 منسقيات للمجتمع المدني، تضم قرابة 40 منظمة فاعلة، وكذا اتحاد مقاطعي للجمعيات.. وآخر جهوي، تشكل النساء نسبة 80 % من هذا المجتمع المدني وتنتظم في تعاونيات نسوية.