قالت إن الشرطة أنصفتها.. وأن وزير العدل تعهد بتحقيق العدالة في قضيتها
نواكشوط ـ الربيع ولد إدومو
أصبحت عجوز موريتانية تعمل “بائعة كسكس” في العاصمة نواكشوط، مثالا يحتذى لعشرات الأسر من سكان الأحياء العشوائية نتيجة نضالها المستميت دفاعا عن قطعة أرض سكنتها منذ 30 عاما قبل أن تتحول المنطقة التي كانت تقطنها لوحدها منذ عام 1981 إلى مكان صالح للسكن بمقاطعة عرفات بعد عمليات ترحيل واسعة قامت بها الحكومة خلال الفترة الأخيرة.
محمودة (75 عاما) تقدمت بشكوى من اللجنة المكلفة بإعادة تأهيل الأحياء العشوائية بعرفات بعد أن أقدمت هذه الأخيرة على تحطيم بيتها واقتطاع جزء من أرضها، ومنحه لأسرة أخرى لم تكن تسكن الحي من المرحلين إلى مناطق مؤهلة.
وتلقت السيدة التي تعيل أسرتها مناصرة من محامين طالبوا الغرفة الإدارية بالمحكمة العليا بإلغاء القرار الصادر بحق محمودة نظرا لوضعها الاجتماعي كـ “كادحة” ولكونها صاحبة حق؛ بحسب رسالة اطلعت عليها صحراء ميديا.
ليس هذا فقط فقصة السيدة العجوز بائعة الكسكس كانت موضوع مناصرة حقوقيين اتصلوا بوزير العدل لعرض قضيتها “وهو ما تجاوب معه الوزير إيجابا”، وقال بعد تفحص ملفها ان “الوزارة ستناصر أصحاب الحقوق وتدعم في ذات الوقت ترسيخ استقلالية القضاء بين الطرفين (محمودة – وفرع وكالة التنمية الحضرية بعرفات).
ويقول مصدر بوزارة العدل ان قضية محمودة أصبحت معروفة في الأوساط الإدارية، وان المسؤولين يناصرونها في إطار توجيهات الرئيس بإعطاء الشرائح الأقل فقرا مزيدا من العناية؛ بحسب تعبيرهم.
ويقول محامون ان قرار السيدة مجابهة إدارة بأكملها يدخل في إطار “القانون الإداري” والذي يطبقه القضاء في حال النزاعات بين الأفراد والإدارات، وهو من أحدث القوانين في العالم وأكثرها تعقيدا، حيث نادرا ما يتمسك مواطنون بحقوقهم في وجه وزارات وإدارات عمومية.
ورغم ذلك تبدو محمودة مؤمنة بمبادئها اليسارية، فهي تعمل منذ ثلاثين عاما كبائعة كسكس لتعيل أسرتها، وشيدت منزلها المتواضع في عرفات الذي لم يسلم جانب منه من الهدم، ولكنها تثق في نفسها وفي قضيتها أمام العدالة، التي ستشهد اليوم حضورا أمام النيابة العامة ، وتقول ان “وكيل الجمهورية.. رجل متعلم وأكيد سيتفهم قضيتها لأنها واضحة ومعززة بالأدلة والشهود”.
وتقول شرطة عرفات في محضر إداري أعدته في إطار بحث وزارة الداخلية في الموضوع، إن اقتطاعا تم من أرض السيدة ومنح لأشخاص آخرين باعتراف هؤلاء الأشخاص، وان ظلما وقع عليها.
اليوم تطلق محمودة التي يقول جيرانها إنها “لا تسكت عن حق” مقولتها التي أصبحت متداولة في الحي الشعبي الذي تسكنه وتنال فيه الاحترام: “صاحب الحق لا يطأطئ رأسه”.