الأمن الموريتاني يعتقد أن القاعدة تمارس تهريب متفجرات ونقود عبر باصات النقل إلى نواكشوط
النعمة ـ الرجل بن عمر
ما إن تأكد خبر انفجار “طرد” تم شحنه الاثنين الماضي، من مدينة لعيون باتجاه العاصمة نواكشوط، حتى سارعت عدد من شركات النقل في ولاية الحوض الشرقي، إلى اتخاذ ما تصفه بإجراءات احترازية.
شركات المسافرين تعمد إلى إجراءات جديدة للتأكد من سلامة البضائع من أي مواد مشبوهة باتت تهدد الأمن على طريق الأمل، شرقي موريتانيا؛ بحسب مدير مكتب “زمزم” للنقل.
وأكد، محمد ولد منه، مدير مكتب “سونف” في حديثه لصحراء ميديا إن “الطرد” الذي راجت حوله عدد من الشائعات، هو “طرد” يحوي مواد متفجرة، كان قد تم شحنه عن طريق مكتبهم في مدينة لعيون كرسالة من سيدة تدعى “عيشتا” إلى أخرى في العاصمة نواكشوط بإسم “آمي جيبي”.
وقال ولد منه إن مؤسسته برأت ساحتها من المسؤولية عن الطرد أمام عناصر الدرك الذين سارعوا إلى التحقيق مع سائق الحافلة، مشيرا إلى أن المشتبه فيها “عيشتا” اعتقلت وتم التحقيق معها على مستوى وحدة الدرك في مدينة لعيون؛ بحسب قوله.
وأضاف أن الشائعات التي تحدثت عن اشتباه مكتب النعمة في محتوى “الطرد” ومن ثم إخطار درك لعيون، ليس لها أصل من الصحة، مؤكدا أن عناصر الدرك في كيفه هم من عثر عليه وطلبوا من السائق كشفه، وحين اشتبهوا في محتواه تحفظوا عليه للتأكد من شكوكهم حوله، ما أدى إلى انفجاره بعد فترة قصيرة، مسببا حريقا هائلا استدعى آليات إطفاء؛ بحسب تعبيره.
كما لم تكن محاولة تفجير “طرد” مشبوه في إحدى باصات النقل العاملة بين مدينة النعمة والعاصمة نواكشوط، الأولى من نوعها، حيث لا تستبعد عناصر دركية، وقوف جهات بعينها خلف ذلك الفعل العدائي، الذي تكرر في أشكال مختلفة؛ بحسب عدد من مدراء شركات النقل في ولاية الحوض الشرقي.
ففي رمضان الماضي قدم مجهول إلى مكتب زمزم للنقل في مدنية النعمة، حيث حاول إرسال رزم من الأوقية وكميات من العملة الصعبة، قدرت حينها بأكثر من 5 ملايين أوقية، على أنها توابل لشخص في العاصمة نواكشوط، وحين باشر مدير المكتب عملية التأكد من “الطرد” اكتشف أنها رزم نقدية ما أثار ريبة الركاب المحتشدين وفي لحظة ما اختفى المشتبه فيه ولم تعثر عليه قوات الدرك، التي تم إخطارها لاحقا.
وفي اتصال هاتفي مع الشخص المفترض لتسلم المبلغ المشبوه، رد المتحدث أنه كان يتوقع وصول تلك المبالغ، مشيرا أنها نقود بالية يقوم عادة بشرائها، ونفى أن تكون صالحة للاستخدام أو تحوي كميات من العملة الصعبة.
وأكد أنه يعمل في مجال تبديل النقود بقيم نقدية، منذ مدة وأنه يشتريها من المدن الداخلية حيث يتواجد في العاصمة نواكشوط؛ بحسب روايته، وهو ما لم تستسغه جهات أمنية، معتبرة أنها ربما تكون أموالا لصالح تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، محاولة تهريبها لأحد عملائها السريين في العاصمة.
وفي سياق متصل ضبطت قوات الدرك في مدنية النعمة 31 بطارية على متن باص نقل لشركة “سونف” الأسبوع الماضي، حيث كان صاحبها يعتزم نقلها إلى العاصمة نواكشوط، وقامت بمصادرة الكمية.
وأجرت تحريات مع المشتبه فيه متهمة إياه بالتورط في عملية صناعة متفجرات يتم تركيبها من حامض “الآسيد”، وهو ما أصر المشتبه على نفيه، مؤكدا أنه مجرد بائع لمحتوى تلك المواد، دون أن يكون له علم بدورها النشط في صناعة متفجرات ذات خطورة؛ بحسب زعمه.
وبعد عدة تحريات تقرر بعث مرافقة أمنية مع المشتبه فيه إلى العاصمة نواكشوط لتقييم مستوى ردوده، والتأكد من عديد الشبهات، التي تحوم حوله وهو ما تم بالفعل بحسب مدير مكتب “سونف” للنقل في مدنية النعمة.
أدراما التهريب واختراق الأمن عن طريق شركات نقل المسافرين من وإلى العاصمة نواكشوط تبقى حاضرة بقوة على طريق بري طوله أكثر من 1200 كلم، يربط غرب البلاد بشرقها، خاصة وأن غياب عيون الأمن في العشرات من تلك المحطات يبقى السمة البارزة، التي يشكوها مدراء شركات “زمزم” و”سونف” و”البشير للمواصلات” بحكم صلاحياتهم المحدودة في تفتيش الركاب وبضائعهم المحمولة، وكذا التأكد من أوراقهم الثبوتية؛ بحسب هؤلاء.