الحكومة الموريتانية ما تزال تلتزم الصمت بخصوص مقتل القذافي
مات القذافي.. وبموته تضاربت المواقف الإفريقية ما بين تأييد وفرح عربي في شمال القارة، وأسف وحزن ينتشر في الدول الإفريقية جنوب الصحراء، وبين هذا وذاك ما تزال بعض الدول الإفريقية تلتزم الصمت حيال مقتل أحد أكثر الزعماء الأفارقة إثارة للجدل خلال نصف القرن الأخير.
الحكومة الموريتانية ما تزال تلتزم الصمت، في ظل فرح شعبي بمقتل القذافي بوصف ذلك نهاية للأحداث التي تشهدها ليبيا منذ ثمانية أشهر، والتي راح ضحيتها أعداد كبيرة من البشر.
فيما كانت ردود الأفعال في باقي إفريقيا أكثر دفئا، بل حتى إنها وصلت في بعض الأحيان إلى التأسف على مقتل الزعيم الليبي السابق، ففي السنغال أول دولة من دول إفريقيا جنوب الصحراء تتخلى عن القذافي وتعترف بالمجلس الوطني الانتقالي، صرح وزير إعلامها، مصطفى جيراسي، بأن “هذه أنباء حزينة جدا إذا تأكدت.. إنه عار على إفريقيا أن يموت شخص قاد مصير بلاده بل ومصير القارة بهذا الشكل”.
وفي نفس السياق قال وزير الخارجية السنغالي ماديكي انجاي، إن “ما حدث مؤلم ولا يمكن أن يفرح به أي أحد”، مذكرا بأن السنغال بذلت كل جهد لتفادي هذه النهاية.
أما في مالي فمنذ إعلان مقتل القذافي وهي تشهد ردود أفعال متضاربة بشأنه، فالزعيم الليبي يملك شعبية كبيرة في مالي وإنجازاته على التراب المالي شاهدة على ذلك، حسب ما كتبته صحيفة محلية مالية، والتي قالت إن بعض الماليين يرى أنه “بموت القذافي قد سقط بطل ومنظر إفريقيا برصاص أوروبا الاستعمارية”.
في اتشاد، الدولة الجار والأكثر قربا من ليبيا، كان الجميع يتوقع هذا المصير للقذافي إلا أن ذلك لم يمنع من انتشار الحزن في البلاد منذ يوم أمس، حيث تحدثت الصحافة المحلية عن نوع من “الإحساس باليتم”، كما يجمع التشاديون على تحية الرجل وتقديره ويسألون عن الرجل الذي سيخلفه.
النيجر بدورها تعيش حالة “صدمة كبيرة” منذ مقتل العقيد الليبي، حيث اعتبر البعض في ذلك “كارثة” على البلد متحدثين عن ما قام به “القائد” من أجل إفريقيا.
الجزائر التي تستضيف أفرادا من عائلة القذافي، لم يصدر عنها حتى الآن أي رد فعل رسمي، بينما عنونت بعض الصحف المقربة من النظام خبر موت القذافي بعبارة “ليبيا تتحرر من الطغيان”.
إلا أن أغرب ردود الأفعال الدولية وأكثرها صراحة ووضوحاً ما قاله الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، حين وصف القذافي بأنه “شهيد، وتعرض للاغتيال في انتهاك آخر للحياة البشرية”.
بينما أعلنت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف أن بلادها لا تحتفي بمقتل القذافي، إلا أنها تدعم التحول الديمقراطي وإعادة الأعمار السلمي في البلاد، وأضافت “ليبيا تشهد عملية تحول ديمقراطي، إلا أن هذا الأمر لا يعني أننا نحتفي بموت زعيم أياً كان