محمد غلام بن الحاج الشيخ
عندما كتبت مقالتي الماضية كنت مدركا لأمور منها أن الكثيرين سيفتحون أفواههم بشدة قائلين: هذا واحد من الإسلاميين يقول عن إيران مثل هذا القول. وأن طيبين سيستنكرون القول بصفته تحاملا وعصبية ضد الشيعة وإيران المدافعين عن الإسلام.
لكن ما فاجأني حقا هو حجم التجاوب مع المقال من الساحة الإسلامية والوطنية والكتابات والاتصالات الكثيرة التي تلقيت مشيدة بما تعتبره قولا للحق في وقته لا بل إن البعض اعتبر الأمر متأخرا بعض الشيء.
وكانت النقلة في الموضوع عندما خطب فضيلة الشيخ العلامة محمد الحسن بن الددو يوم الجمعة الموالي عن خطر التشيع فانضاف للموضوع شيء جديد بحجم الشيخ ومكانة الشيخ الجليل المبارك الذي عودنا على القول لحظة الحاجة كما كنت على أتم الاستعداد لكل ما سيثار حول المقال من ظنون وما سأوصم به من نعوت نظرا لأن الموضوع بالنسبة لي موضوع عقيدة ووطن يستحق أن أدفع من أجله كل التضحيات، ولذلك لابد من توضيح أمور حسب ما تلقيت من ردود أفعال منها:
1- أنه لم تكن للإسلاميين علاقة مع دوائر النفوذ الإيراني وأن النظرة ظلت إلى النظام الإيراني ودوائره المؤثرة نظرة توجس مع أنها لم ترتق إلى المستوى الإعلامي سلبا أو إيجابا يتجسد ذلك في أننا أيام المحنة والمطاردة التي ألجأتنا إلى المنافي والتوزع في الأرض لم تحمل أيا منا لإيران ولم نتلق أي مآزرة من جهة تابعة لها كما أن مؤتمرات إيران لم توجه يوما دعوة لأي منا ونحن بعد المحنة في أي من الأنشطة التي أقمنا لم نتوجه لهم بالدعوة للمشاركة لا في مؤتمر حزب تواصل الذي حضره من تركيا وإفريقيا ودعي له البعثيون والناصريون من سوريا وليبيا كذلك مؤتمر الوسطية الذي حضره من العالم الإسلامي أربعون عالما ومفكرا من أقطار العالم لم يكن منها أي من الإيرانيين أو المؤسسات التابعة لهم، وكان ذلك دليلا على أن التحفظ قائم منذ ووقت بعيد.
2- أننا لم نكن قطعا كإسلاميين قد اتفقنا على سياسة مشتركة ننتهجها في ما يتعلق بإيران والمد الشيعي حتى بدأ الحديث عن السفارة الإيرانية القادمة من طهران والوفد الذي اتصل من حزب الله قادما من بيروت أذكر أنها كانت فرصة لقدر من الأخذ والرد في الأمر وهو ما كانت خلاصته أننا سنستقبل الوفد تحت شعار المقاومة اللبنانية وليس حزب الله وعلل البعض بأننا الأقدر على تقليل الضرر المترتب على العلاقة في حال استقبلناه وضبطنا إيقاع علاقاته في البلد ببصيرة وحكمة ولعل قادم الأيام يشهد تحديدا أكثر لتك السياسة على ضوء المخاطر الطارئة.
3 – مما قيل أنني مثلت بدول الخليج ممالأة وتزلفا وأعطيتها ما لا تستحق وسميت بلاد الحرمين ببلاد محمد بن عبد الوهاب ولقد أسفت كثيرا للذين لا يقرأون ما بين السطور فإيران تنظر إلى هذه الدول بكل نقيصة من الدكتاتورية والعمالة للغرب والعمى الطائفي ومع ذلك هذه الدول أفضل حالا في مجال الحريات الطائفية من إيران الثورة، ولقد اتصلت بي إذاعة طهران مرة وقالوا لي : فلان ما رأيك وأنت المشارك في البرامج الحية والمدافع عن حق الشعوب في الثورة ما رأيك في فتوى هيئة كبار العلماء في السعودية المحرمة للتظاهر والثورة، فقلت لهم أنا ضد الفتوى التي أفتى بها المشايخ في إيران عقب الانتخابات الأخيرة والتي حرموا فيها الاحتجاج السلمي وأنزلوا الحرس الثوري إلى الشوارع واعتقلوا نائب رئيس الجمهورية السابق وأظهروه يعترف بجرم دعوته للتغيير كما تفعل أخزى أنظمة الكبت العربية لم يكن كلامي دفاعا عن المشايخ في السعودية الذين أفتوا بتلك الفتوى البعيدة عن الروح الإسلامية بعد السماء من الأرض بل رفضا للمزايدة من قتلة الحرية باسم الدين والثورة.
وكذلك عند ما قلت بلاد محمد بن عبد الوهاب أعني أكبر عيب لإيران أن تكون الأرض التي تتبنى دعوة محمد بن عبد الوهاب وهي الدعوة الموسومة بالتشدد والتكفير والنواصب من طرف إيران يجد فيها الشيعة من الحرية ما لا يجده السنة في إيران الثورة فذلك مقصدي من بلاد محمد بن عبد الوهاب.
4 – قال البعض إنني بالغت في الخطر القادم من إيران والحق أنني لم أقل كل شيء في جعبتي فإن ما يجري في اليمن من حرب ممولة بكل أنواع الأسلحة والذخائر تسربت وثائقها والجهات التي منها قدمت ونسبته مصادر متعددة لايران التي كرست بشكل واضح أبواق الدعاية للحوثيين وتحدثت السنغال عن تمويل من الأسلحة يصل المنشقين في كاسماس من إيران وأغلقت المغرب السفارة الإيرانية لرعايتها المد الشيعي وبعض الحديث عن رعاية انقلاب في إحدى الدول الإفريقية كل ذلك من الأفعال سيكون وأسوء منه إذا سمح لا قدر الله للتمدد الشيعي بأن يبث كراهيته للصحابة وأهل الإسلام ممن ليسوا بشيعة.
5- وصفتني بعض الردود بمن يكفر المسلمين وخصوصا الشيعة وهو ما لم يكن مني فأنا أعتز بالانتماء لفكر يقوم على الإنصاف وعدم التكفير لأي كان ما لم يكفر كفرا بواحا أو يفعل فعلا لا يحتمل التأويل لكن الشيعة على رأي المفكر العلامة الهندي أبي الحسن الندوي هم من كفر عموم الصحابة ولم يستثن منهم إلا أربعة.
وباختصار أنا ماض في هذا الواجب الشرعي في المحافظة على الإسلام وعقيدته نقيا خالصا سائغا للمتدينين يحمل على الرأفة والرحمة وحادبا على الوطن من تشتت مقدم إن تم للشيعة ما أرادو من تغيير عقائد الناس.