نواذيبو ـ سيدي محمد يونس
تجلس عيشة بنت لمام، في الخمسينيات من العمر، في منزلها بحي الحنفية الثانية بنواذيبو، بين قنينات وأوان تحوي لبنا وعصائر وخضروات قالت إن أغصان “الشجرة المباركة” المدلاة من حائط المنزل والنابتة في بلاطه هي التي أثمرتها.
لكن الأغرب من كل ذلك هو تأكيد عيشة أن تلك الأغصان تظهر وتختفي فجأة دون أن تترك أثرا في الحائط أو البلاط منذ نحو ثلاثة أشهر، وهي أغصان يابسة “كأنما أخرجت ثمارها من جليد”، حسب تعبير صاحبة المنزل.
عيشة لم تخف فرحتها بقدومنا حيث طلبت منا إرسال الخبر إلى السعودية، “ففيها العلماء والأئمة الذين سيعتبرون ذلك صلاحا غير مسبوق”، فقد أكدت أنها استقدمت إلى المنزل مجموعة من أئمة المساجد المجاورة، “وأكدوا أنني أصبحت مثل مريم ابنة عمران التي هزت إليها بجذع النخلة فساقط عليها رطبا جنيا، أما أنا فلم أهز شيئا والأمر كما ترون”.
وفي رحلة التقصي والاستطلاع التي قامت بها عيشة بنت لمام لتأكيد ريادة “الشجرة المباركة” التي تظهر وتختفي فجأة في منزلها، أحضرت خبيرا في الزراعة لمعاينة الموقف، “وأكد لي أنه لم يشاهد أو يسمع بمثل هذا، وأن الأمر خارق ويحتوي على صلاح لا يمكن تفسيره علميا”.
عيشة لم تذق طعم النوم منذ أن ذاع الخبر في المدينة، فقد أصبح منزلها وجهة لمئات الفضوليين، وهو ما جعلها تنظم أوقاتا للمشاهدة تكون الأولوية فيها للصحافة والعلماء والأطباء، حسب تعبيرها.
وتؤكد بنت لمام أن القطعة الأرضية مملوكة لها وهي التي بنتها “من الحلال”، وتسكن فيها مع ابنتها الصغرى التي لما تتزوج.