قالت مصادر إعلامية في المغرب إن التحقيقات أظهرت أن تنظيم القاعدة، خصوصا فرع “القاعدة في جزيرة العرب” كلف فلسطينيا و يمنيا بتشكيل خلايا “إرهابية” في المغرب وتمتد إلى موريتانيا من أجل تجنيد مقاتلين جدد، في سابقة هي الأولى من نوعها.
وأظهرت التحقيقات أن الخلية المفترضة يتزعمها مواطن يمني، يجري البحث عنه من قبل سلطات بلده، وهو على صلة وطيدة بتنظيم القاعدة، كما سبق أن وزعت بشأنه نشرة عبر الشرطة القضائية الدولية الأنتربول، لتعمم على جميع الدول، التي يرجح أن يقصدها، بعد أن ترددت معلومات حول تكليفه بتنسيق عمليات تجنيد المتطوعين بهدف إرسالهم إلى مناطق التوتر.
وفي هذه الأثناء، تمثل خلية “الفلسطيني”، أمام محكمة مغربية، بعد أن قرر قاضي التحقيق في محكمة الاستئناف في سلا المجاورة للرباط إنهاء التحقيق التفصيلي مع الزعيم المفترض للخلية وهو يحيى هندي، وإحالة الملف على محكمة سلا المتخصصة في قضايا الإرهاب.
وكانت السلطات المغربية أعلنت، في يونيو الماضي، عن تفكيك خلية إرهابية تضم 11 شخصا يتزعمها الفلسطيني يحيى الهندي، واتهمتهم بالتخطيط للقيام بأعمال تخريبية داخل المغرب، وقالت إن أفرادها يحملون فكرا تكفيريا جهاديا.
و قال الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية المغربي، إن بلاده حققت نتائج مهمة على مستوى التدخل الاستباقي للأجهزة الأمنية ضد المخططات الإرهابية، وكذا التحكم في استقرار معدلات نمو الجريمة، على أثر الشروع في تنفيذ المخطط الخماسي 2008 – 2012، الذي بادرت الوزارة إلى وضعه لهذا الغرض.
وأوضح الشرقاوي، خلال تقديمه مشروع الموازنة الفرعية لوزارة الداخلية للسنة المقبلة أمام لجنة الداخلية واللامركزية والبنى الأساسية بمجلس النواب أمس الاثنين، أن هذا المخطط يهدف إلى بناء منظومة أمنية متكاملة وفعالة تنصهر في إطارها بشكل منسجم مجهودات الفاعلين كافة في الميدان الأمني، مضيفا أن النتائج المحققة في هذا الشأن أفضت إلى تفكيك كثير من الخلايا الإرهابية والإجرامية من طرف المصالح الأمنية، كان آخرها شبكة دولية لتهريب المخدرات عبر المغرب إلى بلدان أوروبية لها علاقة وثيقة بتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، وخليتان إرهابيتان تضمان تسعة أفراد من بينهم مواطن يحمل جنسية يمنية على صلة وطيدة بتنظيم القاعدة.
من جهة أخرى أعلن في الولايات المتحدة أن مكتب التحقيقات الفيديرالي FBI سيدرب ضباطاً جزائريين من المديرية العامة للأمن الوطني وموظفين من فريق الاستعلام المالي التابع لوزارة المال، على مكافحة التهريب وتبييض الأموال، لعرقلة مصادر تمويل “تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي” الذي تعتقد الجزائر أنه “يستثمر”أموالاً طائلة في نشاطات مختلفة لم يكشف عنها بعد.