وصف الدكتور عبد السلام ولد حرمه، رئيس حزب الصواب في موريتانيا، دعوة المرشح الرئاسي السابق إبراهيم مختار صار إلى تغيير اسم البلد والنشيد والعلم الوطنيين، بأنها ” تحمل الملامح القوية لخطابات التقسيم والشرذمة، ولا تخدم مصالح موريتانيا ولا فئة من فئاتها”.
وأشار ولد حرمه إلى أن “موريتانيا اسم وجدناه ضمن التركة الصعبة التي تركها الفرنسيون، ولم تختره فئة دون أخرى، ومن الأحسن اليوم لبلادنا أن تتوجه إلى ما يفشي ثقافة الوحدة والوئام والتآخي بين مكوناتها دون أن يعني ذلك القبول بهضم حق فئة معينة أو التنازل عن ثوابتها، لكن في إطار رؤية وطنية شاملة لا تقوم على أساس فئوي أو جهوي أو قبلي”.
واعتبر رئيس الحزب ذي التوجه البعثي؛ في مقابلة مع “صحراء ميديا”، تنشر غدا في جريدة “الأخبار”،أن الجدل المثار حول تطبيق “ترسيم” اللغة العربية، نتاج قدرة أطراف في الساحة الوطنية على تقديم رؤية مستحكمة في الواقع رغم تهافتها الظاهر، وبعدها عن الحقيقة؛ بحسب تعبيره.
وأضاف أن اللغة العربية هي” لغة الدين الإسلامي الجامع لكل مكونات البلد، هي لغة المعاملة الوحيدة الموجودة على هذه الأرض منذ آماد بعيدة، الناطقون بهذه باللغة هم الأكثرية السكانية. فأي تهديد للوحدة الوطنية إذا طالبنا بجعلها لغة عمل وإدارة؟ التهديد الوحيد الذي تحمله هذه الدعوة هو للأطماع الاستعمارية الثقافية الغير مشروعة، وللمنتفعين منها والدائرين في فلكها. لم يناد أحد ممن طالبوا بجعل اللغة العربية لغة عمل وإدارة أن يهمش من هم مكونون باللغة الفرنسية، وليس ذلك أبدا من مشمولات دعوتهم”.
وتساءل “هل من أسباب تقوية الوحدة الوطنية أن نظل متحدين تحت حماية نفسية وثقافية للغة غير وطنية؟ هل من أسبابها تهميش لغاتنا الوطنية والتطويح بالمتكونين بها بعيدا عن أي محيط اقتصادي أو إداري في دولتنا الوطنية!!.
وقال رئيس حزب الصواب “إن هذا المفهوم المقدم للوطنية على هذا النحو الوقح هو الذي جعل البعض يصف الدعوة إلى لغة البلاد الرسمية ” دعوة عنصرية وضيقة ” … ولا معنى لترسيم لغة دون جعلها لغة عمل وإدارة.
وطالب ولد حرمه بتطوير اللغات الوطنية ودمجها في منظومتنا التعليمية والثقافية الجامعة والانفتاح على لغات العالم الحية ليست اللغة الفرنسية في مقدمتها.
وقال إن حزبه يؤيد الحرب على “الجماعات الإجرامية التي تهدد أمن البلاد بكل السبل المتاحة أمنيا وفكريا”، لكنه يعارض “خوض حروب خارج حدودنا، وإذا أصبح الأمر لازما فإنه يحتاج تحضير المجتمع وفق رؤية دفاعية تستحصل اتفاق وفهم الجميع”.
ووصف أي اشتراك مع فرنسا في هذه الحرب بأنه اشتراك في جريمة ضد شعب أو أمة من أمم محيطنا القومي والقاري، وينبغي أن نتجند جميعا لمنع أطماعها على أرضنا ومساعدة إخواننا وجيراننا في الشيء نفسه “، مضيفا أن فرنسا “دولة أطماع عريقة وسياساتها الحالية تتغذى على العقيدة الاستعمارية الثاوية بقوة في أذهان قادتها القدماء والجدد، وهي سياسة تجعل خصومها وأعداءها منتشرين على كل رقعة تطالها تلك الأطماع”؛ على حد قوله.