اسماعيل ولد باهداه*
مرت حقب زمنية على البلد توارثت خلالها جماعات قيادته، ولعل الدافع إلى ذلك حب الوطن والسعي في خدمته، وليس من المقبول أن نخونهم في خدمة وطنهم أو في تأدية أمانة هم واضعوها في أعناقهم، فهم على الأقل مسلمون مواطنون وقد حققوا الكثير حسب فتراتهم، وحسب قدراتهم، فلم ينج مجال من المجالات من انجازات هامة، والأمانة تفرض علينا أن نشكرهم على ما حققوا، ونعذرهم فيما لم يحققوا، فشح المصادر وتشعب المطالب وتنوع المشاكل الوطنية والعالمية، عراقل خارج عن إرادتهم، لا سلطان لهم عليها.
إنني كنت معارضا ومازلت بيد أني لا أعارض من أجل المعارضة، ومعارضتي لا تحجب عني الحقائق ولا تشوه ولاتغير أمامي الصور، فأقف مع ما أراه صالحا وأشيد به، وأقف ضد ما أراه باطلا وأندد به مااستطعت.
إن قيام رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز ببث روح جديدة في نصوص قديمة ميتة تتعلق بحفظ الممتلكات العمومية ومحاربة الفساد والقيام بتطبيقها عمليا لشجاعة تذكر فتشكر، ورغم أهمية هذا الاجراء وضروريته فان اهتمامه كذلك بالتاريخ الموريتاني ورجالاته لا يقل أهمية عن سابقه لكثرة دلالاته.
ولا أضيع الوقت في الحديث عن الفساد وأضراره وضرورة مكافحته، ولا في أهمية التاريخ إيجابياته وسلبياته، ومايستفاد من ذلك، فالكل يعرف هذا فطريا، إن المهم في الأمر هو أن محاربة الشيء عمليا هي أكبر برهان على معاداته، ومن عادى صفة فلن يرضى بالاتصاف بها ولن يقبل أن يوصف بها، واهتمامه بالتاريخ مؤشر بالغ الأهمية، لأن من يشعر بأن التاريخ حاضر وأنه يسجل وأن تسجيله لا يغير ولا يبدل، سيكرس جهوده حذرا من ان يشهد عليه.
إنني لا أحكم على البداية لأن الحكم عليها قد يكون تهورا، ولكن هذه البداية وهذا التوجه يخلقان أملا جديدا يفرض علينا جميعا، إحقاقا للحق وإزهاقا للباطل، وقبولا للصالح ونبذا للطالح وبحثا عن المصلحة العامة، الوقوف مع الرئيس والدخول في ساحة الوغى وخوض المعركة ـوأقول وعيا المعركةـ، لأني أراها معركة تحتاج إلى قوة ضاربة عددا وعتادا.
والنصر محتوم ما دام السير على الطريق المستقيم، وإن وقع ـ لاقدر الله ـ إنحراف أو انزلاق فطوابير المفسدين ينتظرون ويرقبون بفارغ الصبر على أرصفة الطريق.
أسأل الله العلي القدير أن يجعل بيننا وبينهم سدا لا يستطيعون أن يظهروه، ولا يستطيعون له نقبا.
*رئيس الإطار التشاوري في بلدية بوتلميت
مدير مدرسة “شهلات” الحرة في بوتمليت