نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترى في الدول المشاركة في القمة الأفريقية المصغرة فرصاً واعدة لتعزيز الشراكة الاستثمارية مع الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته، اليوم الأربعاء، أن القمة، التي عقدت في البيت الأبيض، تجمع الرئيس ترامب بقادة كل من الغابون، غينيا بيساو، ليبيريا، موريتانيا، والسنغال، في إطار مسعى أميركي لإعادة صياغة العلاقات الاقتصادية مع القارة الأفريقية، وسط تقليص متزايد للمساعدات الإنسانية.
وبحسب الصحيفة، تهدف الإدارة الأميركية إلى توسيع الوصول إلى المعادن الاستراتيجية في أفريقيا، ومواجهة النفوذ المتصاعد للصين، من خلال عقد اتفاقيات تجارية جديدة مع الدول المشاركة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التوجه يأتي في وقت تواصل فيه إدارة ترامب تفكيك دور الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، الأمر الذي أثر سلباً على دول أفريقية عدة، من بينها ليبيريا، التي تشكل المساعدات الأميركية لها 2.6% من الناتج القومي الإجمالي، وهي النسبة الأعلى على مستوى العالم وفقاً لمركز التنمية العالمية.
كما كشفت الصحيفة أن ترامب يدرس توسيع قائمة حظر السفر لتشمل أربعاً من الدول الخمس المشاركة في القمة، باستثناء غينيا بيساو، بحسب برقية دبلوماسية صادرة عن وزارة الخارجية الأميركية الشهر الماضي.
وتُعقد هذه القمة بعد أسابيع من توقيع اتفاق سلام بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، رعته واشنطن، ويتضمن بُعداً اقتصادياً يسمح للولايات المتحدة بالوصول إلى الموارد الطبيعية في شرق الكونغو، وفق ما أعلنه ترامب حينها.
ونقلت الصحيفة عن السفير تروي فيترل، وهو مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية، أن إدارة ترامب ساعدت في إبرام أكثر من 70 صفقة تجارية في أفريقيا في مجالات البنية التحتية والطاقة النظيفة والتكنولوجيا، مضيفاً أن “استراتيجية الإدارة ترتكز على جعل الدبلوماسية التجارية محوراً أساسياً في السياسة الخارجية”.
ورغم هذه الجهود، لفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة لا تزال متأخرة عن الصين في توسيع نفوذها الاقتصادي داخل أفريقيا، حيث وقّعت الغابون وحدها صفقات استثمارية مع بكين بقيمة تفوق 4.3 مليار دولار، في حين تولّت الصين بناء الطريق السريع الوحيد في غينيا بيساو، بحسب معهد بروكينغز.
واعتبر الباحث في المعهد لاندري سيغني أن القمة تمثل محاولة أميركية لإعادة ترسيخ الوجود الاستراتيجي في القارة، قائلاً: “من خلال ربط الدبلوماسية بالشراكة التجارية، تسعى إدارة ترامب إلى تسريع التجارة والاستثمار، واستعادة نفوذ يتراجع في أفريقيا”.
في المقابل، أبدى خبراء في السياسة الخارجية تساؤلات بشأن اختيار الدول المشاركة في القمة، مشيرين إلى أنها لا تضم القوى الاقتصادية الكبرى في القارة مثل نيجيريا وساحل العاج، كما أنها ليست من بين الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة أو أكبر المتلقين للمساعدات الأميركية.
من جهتها، قالت وزيرة خارجية ليبيريا، سارة بييسولو نياني، إن الجانب الأميركي لم يُبلغ بلادها مسبقاً بأجندة اللقاء، لكنها أعربت عن أملها في أن تسفر القمة عن خطة عملية لتعزيز الاستثمارات في قطاعات البنية التحتية والتعدين والاتصالات والزراعة في بلادها.
وأشارت إلى أن ليبيريا وقعت مؤخراً اتفاقاً بقيمة 1.8 مليار دولار مع شركة أميركية لإنشاء خط سكك حديدية، ووصفت اللقاء في البيت الأبيض بأنه “فرصة كبيرة”، مضيفة أن “الرئيس جوزيف بواكاي متحمس للغاية للمشاركة”.