لما اطلعت على القصيدة التي رد بها العلامة اباه ولد عبد الله على الداعية د/ عائض القرني فيما عاب على الشناقطة من الاشتغال بحفظ المتون؛ وجدت في شعر العلامة اباه شخصية عالم شنقيط المشارك الذي لا يعدِّي عن جناح مهيض ولا يقعده العجز في قفص التخصص ؛ بل إن له على كل علم اطلاعا وفي كل فن يدا فأردت أن أُسجل ما خطر بقلبي عن هذا العالم الجليل الذي هو من أجل علماء عصرنا قدرا فقلت:
يا عائض القرنيُ سيفك قد نبا
وكبا الجواد فلا تعد لضراب
وافتْك عائضُ درة من غائص
يسمو على الأوصاف والألقاب
هو عالم متبحر، هو شاعر
متمكن ؛ بل ذانِ في جلباب
فهو ابن عثمان بن قنبرَ إنْ نحا
وإذا دنا للفقه فابن شـهاب
وإذا يلوك قصيدة لم تحجه
إلا حبـيبا في ربيـــــع شباب
ذاك الفتى اباهُ ؛ من شهدت له
بالسبق أنجاب على أنجاب
فحسامه لم ينبُ يوم كريهة
وجواده في الشأو ليس بكاب
من أهل شنقيط الألى لم يرتقوا
بالطعن في الأهلين والأصحاب
ما ذا عساي أقول في قوم همُ
زين النـــدي وحليــــــة الآداب
صيغت رؤوس منابر الإفتا لهم
ومنابر الإطــراف والإطــــراب
فاخفض جناحك في جنابهم تنلْ
ما شئت من رفــع ولين جناب
فإقالة العثرات من عاداتهم
إن نابهم قــول لحِــــــــــب ناب
وافتحْ صدورهم تجدْ ما الشافعي
أوعى؛ ولا يتعــــبك فتح كتاب