توصف مدينة لاس بالماس بأنها “عروس جزر الكناري”، ليس لأنها فقط أكبر مدينة في الأرخبيل الإسباني العالق في خاصرة القارة الأفريقية، وإنما لأنها أجمل الجزر وأكثرها جذباً للسياح والمغامرين، والباحثين عن الهدوء والسكينة في جو معتدل طيلة أيام السنة، ومن هؤلاء وزراء الحكومة الموريتانية المرهقين من الصراع السياسي المستمر.
لطالما شكلت مدينة “لاس بالماس” شيئاً جميلاً بالنسبة إلى الموريتانيين، فأغلبهم يحتفظ بصورة خيالية عن هذه المدينة، بل إن حضورها في المخيلة الموريتانية قاد إلى إطلاق نفس الاسم على واحد من أحياء العاصمة نواكشوط، وليس من الصدفة أن يكون ذلك الحي من أرقى أحياء العاصمة الوليدة.
وفي بعض الفترات ارتبطت مدينة لاس بالماس في أذهان الموريتانيين بمستوى معين من الثراء والرفاه المادي، إذ كان أغلب كبار المسؤولين ورجال الأعمال والقادة العسكريين يقضون عطلهم الصيفية على شواطئ هذه المدينة، التي لا تبعد سوى عشرات الأميال عن شواطئ الرأس الأبيض بولاية داخلت نواذيبو.
وقد تحولت لاس بالماس مع مرور الوقت إلى جزء من الأحاديث اليومية لسكان مدينة نواذيبو، بسبب الحضور القوي للبضائع القادمة منها في أسواق العاصمة الاقتصادية للبلاد، من ملابس ومواد غذائية وقطع غيار السيارات، لقد ظلت وإلى وقت قريب أكبر مزود بهذه المواد للسوق المحلية بنواذيبو.
قبلة الوزراء
لقد عاد الحديث عن مكانة “لاس بالماس” لدى الموريتانيين، إلى الواجهة بعد الكشف عن وجود مجموعة من المسؤولين الموريتانيين في المدينة لقضاء عطلتهم السنوية، ويتعلق الأمر بثلاث وزراء في حكومة الوزير الأول يحيى ولد حدمين، الذي فضل هو الآخر أن يقضي أياماً من عكلته السنوية في ولاية آدرار، شمالي موريتانيا.
تجول ولد حدمين في الشوارع الضيقة لمدينة شنقيط، تلمس عبق التاريخ واستنشق غبار الصحراء، في رحلة لم يكشف عن جميع تفاصيلها، في ظل إشارات توحي بأن ما تحمله من السياسة أكثر من التاريخ والسياحة، وأن خطوات الرجل في آدرار كانت نحو المستقبل، وليس الماضي.
أما وزير الاقتصاد والمالية المختار ولد أجاي، الذي يرشحه ناشطون في الأغلبية لمنصب الوزير الأول المقبل، فقد فضل شمس جزر الخالدات لتمتص توتر واحدة من أشرس الحملات الانتخابية في تاريخ البلاد، خاضها منسقاً في العاصمة نواكشوط، وهو الذي دخل لعبة الحكم قبل سنوات قليلة فقط.
نفس الشيء بالنسبة لوزير التعليم العالي سيدي ولد سالم، الذي قد يجد في الهواء المعتدل للكناري ما يخفف من توتر سنة من الصراع المحتدم مع طلاب في مختلف بقاع العالم يتطلعون للحصل على منح دراسية يبدو أن الحكومة تتجه نحو تقليصها، حتى الوصول إلى درجة إلغائها بشكل تدريجي.
أما وزير المياه والصرف الصحي يحي ولد عبد الدائم فقد يمم وجهه شطر الجزر الخالدات لالتقاط أنفاسه قبل موسم الغرق الذي يطل هذه الأيام على العاصمة نواكشوط، فالأمطار تزرع الفرح في داخل البلاد، ولكنه فرح يحصده سكان العاصمة خوفاً من الغرق ومعاناة من البرك والمستنقعات وأكوام القمامة.
ملك “موريتانيا”
المدينة الإسبانية الجميلة التي تظل طيلة العام معتدلة الجو، ما بين 20 25 درجة مئوية، على الرغم من أنها تنام على قمم بركانية غير نشطة، تستعد في الأيام القليلة القادمة لاستقبال وزراء موريتانيين آخرين، جاؤوا بحثاً عن الهدوء والراحة، وأجواء لم يجدوها في عاصمتهم نواكشوط.
إن هؤلاء الوزراء يحيون تاريخاً عريقاً من التواصل ما بين شواطئ الكناري وموريتانيا، فبعض الروايات التاريخية تؤكد أن اسم “كناريا” الذي يطلق على هذه الجزر أطلقه ملك “موريتانيا القديمة” يوبا الثاني، وقد اختار اسم “كناريا” التي تعني “الكلاب”، لأن الجزر كانت بها أعداد كبيرة من الكلاب كبيرة الحجم.
تلاشت “موريتانيا القديمة” وبرزت إلى الوجود “موريتانيا الجديدة”، وبقيت جزر الكناري كما هي، غير أن العلاقة التي تربطها مع موريتانيا تحولت من مستوى الملوك والقادة إلى الوزراء وكبار المسؤولين، وأصبحت شواطئها الرملية الجميلة تساهم في رسم السياسات الموريتانية، وربما تلقي بظلالها على الحياة اليومية بنواكشوط.
لطالما شكلت مدينة “لاس بالماس” شيئاً جميلاً بالنسبة إلى الموريتانيين، فأغلبهم يحتفظ بصورة خيالية عن هذه المدينة، بل إن حضورها في المخيلة الموريتانية قاد إلى إطلاق نفس الاسم على واحد من أحياء العاصمة نواكشوط، وليس من الصدفة أن يكون ذلك الحي من أرقى أحياء العاصمة الوليدة.
وفي بعض الفترات ارتبطت مدينة لاس بالماس في أذهان الموريتانيين بمستوى معين من الثراء والرفاه المادي، إذ كان أغلب كبار المسؤولين ورجال الأعمال والقادة العسكريين يقضون عطلهم الصيفية على شواطئ هذه المدينة، التي لا تبعد سوى عشرات الأميال عن شواطئ الرأس الأبيض بولاية داخلت نواذيبو.
وقد تحولت لاس بالماس مع مرور الوقت إلى جزء من الأحاديث اليومية لسكان مدينة نواذيبو، بسبب الحضور القوي للبضائع القادمة منها في أسواق العاصمة الاقتصادية للبلاد، من ملابس ومواد غذائية وقطع غيار السيارات، لقد ظلت وإلى وقت قريب أكبر مزود بهذه المواد للسوق المحلية بنواذيبو.
قبلة الوزراء
لقد عاد الحديث عن مكانة “لاس بالماس” لدى الموريتانيين، إلى الواجهة بعد الكشف عن وجود مجموعة من المسؤولين الموريتانيين في المدينة لقضاء عطلتهم السنوية، ويتعلق الأمر بثلاث وزراء في حكومة الوزير الأول يحيى ولد حدمين، الذي فضل هو الآخر أن يقضي أياماً من عكلته السنوية في ولاية آدرار، شمالي موريتانيا.
تجول ولد حدمين في الشوارع الضيقة لمدينة شنقيط، تلمس عبق التاريخ واستنشق غبار الصحراء، في رحلة لم يكشف عن جميع تفاصيلها، في ظل إشارات توحي بأن ما تحمله من السياسة أكثر من التاريخ والسياحة، وأن خطوات الرجل في آدرار كانت نحو المستقبل، وليس الماضي.
أما وزير الاقتصاد والمالية المختار ولد أجاي، الذي يرشحه ناشطون في الأغلبية لمنصب الوزير الأول المقبل، فقد فضل شمس جزر الخالدات لتمتص توتر واحدة من أشرس الحملات الانتخابية في تاريخ البلاد، خاضها منسقاً في العاصمة نواكشوط، وهو الذي دخل لعبة الحكم قبل سنوات قليلة فقط.
نفس الشيء بالنسبة لوزير التعليم العالي سيدي ولد سالم، الذي قد يجد في الهواء المعتدل للكناري ما يخفف من توتر سنة من الصراع المحتدم مع طلاب في مختلف بقاع العالم يتطلعون للحصل على منح دراسية يبدو أن الحكومة تتجه نحو تقليصها، حتى الوصول إلى درجة إلغائها بشكل تدريجي.
أما وزير المياه والصرف الصحي يحي ولد عبد الدائم فقد يمم وجهه شطر الجزر الخالدات لالتقاط أنفاسه قبل موسم الغرق الذي يطل هذه الأيام على العاصمة نواكشوط، فالأمطار تزرع الفرح في داخل البلاد، ولكنه فرح يحصده سكان العاصمة خوفاً من الغرق ومعاناة من البرك والمستنقعات وأكوام القمامة.
ملك “موريتانيا”
المدينة الإسبانية الجميلة التي تظل طيلة العام معتدلة الجو، ما بين 20 25 درجة مئوية، على الرغم من أنها تنام على قمم بركانية غير نشطة، تستعد في الأيام القليلة القادمة لاستقبال وزراء موريتانيين آخرين، جاؤوا بحثاً عن الهدوء والراحة، وأجواء لم يجدوها في عاصمتهم نواكشوط.
إن هؤلاء الوزراء يحيون تاريخاً عريقاً من التواصل ما بين شواطئ الكناري وموريتانيا، فبعض الروايات التاريخية تؤكد أن اسم “كناريا” الذي يطلق على هذه الجزر أطلقه ملك “موريتانيا القديمة” يوبا الثاني، وقد اختار اسم “كناريا” التي تعني “الكلاب”، لأن الجزر كانت بها أعداد كبيرة من الكلاب كبيرة الحجم.
تلاشت “موريتانيا القديمة” وبرزت إلى الوجود “موريتانيا الجديدة”، وبقيت جزر الكناري كما هي، غير أن العلاقة التي تربطها مع موريتانيا تحولت من مستوى الملوك والقادة إلى الوزراء وكبار المسؤولين، وأصبحت شواطئها الرملية الجميلة تساهم في رسم السياسات الموريتانية، وربما تلقي بظلالها على الحياة اليومية بنواكشوط.