الربيع ولد ادوم – نواكشوط
بوجهه المرح وسحنته المضحكة يتنقل الجندي السابق في سلك العسكرية الموريتانية محمد ولد محمد محمود في شوارع “مقاطعة الأثرياء” في العاصمة نواكشوط، يوزع الضحك والابتسامات بأسعار تكسب ود المتوقفين لدى إشارات المرور في أشهر ملتقيات الطرق.
يؤمن الجندي السابق للمارة الحصول على أوراق تحوي نكتا مضحكة، يدفعون مقابلها ما يبدو لهم أنه يتناسب وابتسامات الشاب الطامح إلى تحقيق قوت يومه من خلال موهبته في رسم البسمة على شفاه الآخرين.
محمد-24 عاما يحضر للباكلوريا وسبق أن عمل جنديا في الجيش الموريتاني لفترة قصيرة، لم تؤثر جدية العسكر على موهبته الساخرة، فعندما وجد نفسه في ظروف مادية يصفها بـ “الطاحنة”، قرر كتابة الطرائف والنكت على الطريقة الموريتانية الحديثة وبيعها في أوراق تحمل رقمه وعنوانه، رغبة منه في الحصول على زبائن مستعدين للضحك وتخفيف روتين العمل اليومي المتعب؛ كما يقول.
ويمضي محمد في القول: “كثيرون لا يفهمون طبيعة عملي.. فهو أقرب إلى التسكع لكنه عميق في حد ذاته، فأن تبيع الضحك للناس فذلك يساهم في صنع الفرح بشكل عام”، معبرا عن اعتقاده بأن هدف مؤسسات الخدمات والتجارة في العالم هي إسعاد الناس “وأنا أفعل نفس الشيء”.
18 نكتة بسعر صحيفة يومية في البلد (100 اوقية).. قد تزيد حسب ارتياح الزبون لما يقدمه محمد من نكت مضحكة، تعالج أحيانا الوضع الاجتماعي للطبقات الفقيرة، فيما تعالج قضايا كتقدم معاملة المسنين بطريقة غير لائقة أحيانا من قبل البعض (عجوز تسأل احدهم عن دار الشباب، يرد علها “تخطيتيه”)، وهنالك أيضا في أجندة الشاب “المحامي الذي رفع قضية فسقطت عليه”، كما يتحفك بقصة أربعة شبان قادمين من البادية كانوا يتعلمون وضع ربطة العنق بشكل صحيح: “ماتو منهم اثنين واثنين في الحالات المستعجلة”.
يريد الشاب الكوميدي أن يؤسس ل”خدمة إضحاك” عبر شركات الاتصال ويتصل عليه زبناؤه بغرض معرفة آخر النكت التي ابتدعها مع شلة من زملائه الهواة ممن يشاركونه مشروعه المثير للجدل والأول من نوعه في موريتانيا.
ويقول محمد انه يحصل على مبالغ متواضعة من عمله لكنها تكفي لسد حاجاته وقوت يومه، بعد أن شارك في مسابقات مدرسة تكوين المعلمين ومسابقات لوزارة الصيد ووزارة الدفاع ولم يوفق في الحصول على عمل شريف يضمن له العيش باحترام؛ بحسب قوله.