ازويرات ـ الربيع ولد ادوم
طالبت لائحة نسائية تدافع عن الأيتام والأرامل وحقوق معيلات الأسر في مدينة زويرات؛ شمال موريتانيا، السلطات المحلية بالمدينة بالعمل على الترخيص لجمعية تدافع عن حقوقهن، بعد انتظار قرابة عامين من متابعة ملف طلب الترخيص.
وقالت مريم بنت امبيريك؛ نائبة رئيسة الجمعية، إن “جمعية أرامل وأيتام سنيم” تضم أكثر من 70 سيدة توفي أزواجهن في حوادث التنقيب عن المعادن في الجبال وضحايا تصادم الجرافات والآليات العملاقة في حقول البحث عن خامات الحديد، بالإضافة إلى أرامل عمال ماتوا في ظروف عادية؛ مما تسبب في قطع أرزاق عائلات بأكملها كانت تعتمد على معيل يعمل في الشركة الوطنية للصناعة والمعادن؛ بحسب الجمعية غير المرخصة.
وأكدت مريم أن 33 سيدة شكلن اللائحة الأولية لمتابعة الترخيص لدى الجهات المعنية “التي لم تتعامل بمرونة مع الموضوع، رغم أن وضعية نساء من هذا النوع تبدو إنسانية”، مشيرة إلى أن أعداد الأرامل مستمرة لان الوفيات الطبيعية مستمرة بطبعها وكذا حوادث العمل.
وأشارت بنت امبيريك- 57 عاما أن زوجها رحل عام 1999 بعد التقاعد وترك لها 5 أبناء، وتتلقى تعويضا من الشركة الوطنية للصناعة والمعادن مقداره 27.200 وبدون سكن وغير معفية من الماء ولا الكهرباء ولا تحصل على تعليم مجاني لأبنائها؛ على حد وصفها.
وأضافت أن ما وصفتها بالوضعية الصعبة قادتها للعمل مع عشرات النساء الأرامل في الجمعية التي تأسست 2009 ولم تحصل على ترخيص بعد.
وفي مقر الجمعية؛ وسط مدينة زويرات، تبدأ خلية عمل منذ الصباح الباكر حيث تقوم النسوة بإعداد كميات كبيرة من الكسكس لتجفيفه وبيعه، وكذا بعض الأشغال اليدوية فضلا عن الاهتمام بمحلين لتجارة المواد الغذائية برأسمال بسيط، حيث أصبح مقر الجمعية معروفا لدى الجميع ويلجأ إليه أهالي المدينة لشراء حاجياتهم، فضلا عن كونه منبعا للحكمة التي تصدر من أفواه سيدات خبرن عراك الحياة؛ يقول أحد زبناء الجمعية.
فاطمة بنت سيد المختار-55 عاما هي إحدى السيدات اللواتي يتواجدن في المقر بشكل دائم، وتقول إن زوجها فصل عن العمل، من خلال تقاعد إجباري، عام 1981 بعد أن تغيب عن العمل على أساس عطلة طبية مع 31 عاملا، بقرار إداري وتتقاضى اليوم تعويضا بقيمة 20.500 أوقية.. تكافح السيدة المثقلة بإعالة أسرة من 10 أشخاص لتحقق أمنها الغذائي في ظروف صعبة، وتتذكر زوجها الذي رحل عام 2007 “والذي انفق أغلب عمره في العمل ضمن فرق متميزة شكلت مفخرة موريتانيا التي عرفت في كل أصقاع العالم بأنها من اكبر مصدري الحديد”؛ تقول فاطمة.
فاطمة ليست أحسن حالا من اسغيرة بنت سيدي، التي توفي زوجها بعد التقاعد، وترك لها مسؤولية 10 أطفال بعد أن أفنى شبابه في أعمال التنقيب عن المعادن في أعماق الجبال، وتتقاضى مبلغ 30 ألف أوقية، “وبدون تقديم أي خدمات”.
تبدو السيدات الثلاث أكثر جرأة من غيرهن على الحديث عن مأساة إعالة أسرة بعد رحيل الزوج، في حين تجد كثير من النسوة، خاصة اللواتي رحل أزواجهن في حوادث عمل، أكثر تأثرا من الحديث إلى الصحافة.
أمر تقدره افاتو بنت محمد سالم، 66 عاما، التي رحل زوجها بعد صراع مع المرض، والتي تؤكد أن وضعية الأرامل صعبة جدا، وأنهن خاطبن رئيس الجمهورية؛ أثناء زيارته لازويرات في ذكرى الاستقلال الأخير، “حول الوضعية غير المرنة التي حالت دون حصولهن على ترخيص لجمعية تهتم بشؤونهن”؛ على حد وصفها.
وتقول النسوة إن رئيس البلاد محمد ولد عبد العزيز تعاطف كثيرا مع قصصهن، وأوصى الإدارة المحلية بالتعامل معهن بشكل أكثر مرونة.
وتؤكد أرامل “سنيم” أن “مؤسسة سنيم الخيرية”، وبعض المؤسسات الأخرى، قدمت لهن مساعدات، لكن غياب ترخيص للجمعية المعروفة بنشاطاتها الميدانية، يحول دون وجود إطار قانوني يمكن أن يمنح ديناميكية أكبر للتحرك من أجل رعاية الحقوق والحصول على المساعدات والتكوين للنساء ذوات الوضعية الاجتماعية الخاصة.