تُفتح البوابة وتغلق، ثلاث طائرات تربض على مدرجات مطار بانجول الدولي؛ الموريتانية التي ذهبت وعادت ثم ذهبت وعادت، الغينية التي بقيت جاثمة منذ يومين، وأخرى تحمل آخر السياح الذين ضاقت عنهم رحلات العودة حين أخذوا على حين غرة بتشبث جامي بالسلطة، بعد أن كان سباقا إلى تهنئة غريمه أداما بارو.
تدخل سيارة أولى تثير شهية الصحفيين الذين تجمعوا عند البوابة الحديدية المفضية للمدرج، جنود غامبيون مسلحون يحرسون شخصية مهمة، قال البعض. ليتبين فيما بعد أنهم جاؤوا يحملون إكسير البقاء لجنود آخرين تحرقهم شمس بانجول الحارقة منذ ساعات النهار الأولى، “طناجر مليئة بالأرز تحت حراسة مشددة” قال صحفي غامبي باسماً.
“ساعة أخرى من الانتظار، لا أثر لجامي، إنه سيأتي حتما بعد أن سهر أعضاء وفد الوساطة لترتيب كل شيء”، قال صحفي لزميله وهما يحرران نصوصا على هواتف محمولة، “الرئيسان الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والغيني ألفا كوندي أشرفا على المهمة، لا يمكن لجامي أن يخون العهد مرة أخرى”، ردد آخرون.
تدخل سيارات محملة بالجنود، يهرع الصحفيون لالتقاط صور لآخر رجال العهد الذي أشرف على النهاية، ينهرهم المسلحون صارخين بالتهديدات والكلمات النابية.
مازال السؤال الحارق الذي لم يجد إجابة بعد، يتردد على ألسنةً كل الصحفيين: في أي الطائرتين سيركب جامي، وإلى أين تكون وجهته المقبلة، هل يمتطي الموريتانية إلى نواكشوط، أم الغينية إلى كوناكري، ولماذا طائرتان؟!
يسبل الليل رداءه على المطار، ولَم تبق سوى الأضواء الكاشفة في ظلمة مدينة تضيء حيا لتظلم آخر، لا أثر لجامي أيضا، لماذا تطول الاستعدادات، تأتي سيارة بيضاء معتمة النوافذ، يصعد رجال يحملون عدة صناديق مغلقة. ماذا يحمل الرجل إلى منفاه؟ لا أحد يدري، لكن المؤكد أن جامي فاوض كثيراً ليحمل معه الممكن من المال لأيام المنفى الطويلة.
تعب المصورون وقرروا للحظة أن الرجل مازال يراوغ، وربما لن يترك السلطة، بعيدا عن المطار بعدة كيلومترات قرر جامي أن يخرج إلى الجموع التي كانت تنتظره، ألقى ربما للمرة الأخيرة نظرة على صورة عريضة طولها ثلاثة أمتار تحفظ لقبه كاملاً؛ الدكتور الأستاذ الطبيب إلى آخر الجملة الطويلة، بكى جنود وارتفع عويلهم، فمنهم من لم يعرف في حياته سوى الدكتور.
خرج الموكب الطويل تسبقه سيارات مسلحة تتبعها سيارات من كل الأشكال والأنواع، غاص الموكب في حفر الطريق الذي لم يحسّن الدكتور تعبيده، فيما كانت الجموع قريبا من قصر الحكم تصرخ الحرية.. الحرية.
لقد أضاع جامي حكما حسبه دائماً، وتنفست غامبيا الصغيرة والواقعة في خصر السنغال نسمات عهد جديد. بدا حقاً أنها الحرية التي لا يذوق طعمها إلا من أفتقدها، هكذا قال رجل بين الجموع وهو يعطي ظهره للموكب الذي يسلك الطريق إلى المطار، فغداً يوم جديد من أيّام الله في غامبيا الجديدة.
تدخل سيارة أولى تثير شهية الصحفيين الذين تجمعوا عند البوابة الحديدية المفضية للمدرج، جنود غامبيون مسلحون يحرسون شخصية مهمة، قال البعض. ليتبين فيما بعد أنهم جاؤوا يحملون إكسير البقاء لجنود آخرين تحرقهم شمس بانجول الحارقة منذ ساعات النهار الأولى، “طناجر مليئة بالأرز تحت حراسة مشددة” قال صحفي غامبي باسماً.
“ساعة أخرى من الانتظار، لا أثر لجامي، إنه سيأتي حتما بعد أن سهر أعضاء وفد الوساطة لترتيب كل شيء”، قال صحفي لزميله وهما يحرران نصوصا على هواتف محمولة، “الرئيسان الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والغيني ألفا كوندي أشرفا على المهمة، لا يمكن لجامي أن يخون العهد مرة أخرى”، ردد آخرون.
تدخل سيارات محملة بالجنود، يهرع الصحفيون لالتقاط صور لآخر رجال العهد الذي أشرف على النهاية، ينهرهم المسلحون صارخين بالتهديدات والكلمات النابية.
مازال السؤال الحارق الذي لم يجد إجابة بعد، يتردد على ألسنةً كل الصحفيين: في أي الطائرتين سيركب جامي، وإلى أين تكون وجهته المقبلة، هل يمتطي الموريتانية إلى نواكشوط، أم الغينية إلى كوناكري، ولماذا طائرتان؟!
يسبل الليل رداءه على المطار، ولَم تبق سوى الأضواء الكاشفة في ظلمة مدينة تضيء حيا لتظلم آخر، لا أثر لجامي أيضا، لماذا تطول الاستعدادات، تأتي سيارة بيضاء معتمة النوافذ، يصعد رجال يحملون عدة صناديق مغلقة. ماذا يحمل الرجل إلى منفاه؟ لا أحد يدري، لكن المؤكد أن جامي فاوض كثيراً ليحمل معه الممكن من المال لأيام المنفى الطويلة.
تعب المصورون وقرروا للحظة أن الرجل مازال يراوغ، وربما لن يترك السلطة، بعيدا عن المطار بعدة كيلومترات قرر جامي أن يخرج إلى الجموع التي كانت تنتظره، ألقى ربما للمرة الأخيرة نظرة على صورة عريضة طولها ثلاثة أمتار تحفظ لقبه كاملاً؛ الدكتور الأستاذ الطبيب إلى آخر الجملة الطويلة، بكى جنود وارتفع عويلهم، فمنهم من لم يعرف في حياته سوى الدكتور.
خرج الموكب الطويل تسبقه سيارات مسلحة تتبعها سيارات من كل الأشكال والأنواع، غاص الموكب في حفر الطريق الذي لم يحسّن الدكتور تعبيده، فيما كانت الجموع قريبا من قصر الحكم تصرخ الحرية.. الحرية.
لقد أضاع جامي حكما حسبه دائماً، وتنفست غامبيا الصغيرة والواقعة في خصر السنغال نسمات عهد جديد. بدا حقاً أنها الحرية التي لا يذوق طعمها إلا من أفتقدها، هكذا قال رجل بين الجموع وهو يعطي ظهره للموكب الذي يسلك الطريق إلى المطار، فغداً يوم جديد من أيّام الله في غامبيا الجديدة.