يتلقى أسطول صيد الأسماك في مدينة بايماجينغ الساحلية على جزيرة هاينان كل شيء من التدريب العسكري إلى الدعم المادي بل وما يحتاج إليه من وقود وثلج في إطار سعي الصين لإنشاء ميليشيا متطورة من صيادي السمك للإبحار في مياه بحر الصين الجنوبي المتنازع عليها.
وقال مسؤولون في الحكومة المحلية ودبلوماسيون إقليميون ومسؤولون تنفيذيون بشركات لصيد الأسماك في مقابلات أجريت في الآونة الأخيرة إن التدريب والدعم يشمل مناورات في البحر وتوجيه الطلبات للصيادين لجمع المعلومات عن السفن الأجنبية.
وقال مستشار لحكومة هاينان طلب عدم نشر اسمه “الميليشيا البحرية تتوسع بسبب حاجة البلاد لذلك وبسبب رغبة الصيادين الانخراط في خدمة البلاد وحماية مصالح بلادنا”.
لكن دبلوماسيين وخبراء بحريين يقولون إن ميليشيا صيد الأسماك تثير أيضا خطر الصراع مع أساطيل بحرية أجنبية في الممر البحري الاستراتيجي الذي تمر عبره تجارة تقدر بخمسة تريليونات دولار كل عام.
وقد عملت الولايات المتحدة على تسيير دوريات بحرية وجوية قرب جزر صناعية تقوم الصين ببنائها في أرخبيل سبراتلي المتنازع عليه ومن ذلك تحليق قاذفتين استراتيجيتين من طراز بي-52 قربه في نوفمبر.
وقالت واشنطن في فبراير شباط إنها ستزيد من مرور السفن حول البحر المتنازع عليه تأكيدا “لحرية الملاحة”.
تدريب عسكري أساسي
وقال مستشار حكومة هاينان إن فروع قوات الشعب المسلحة على مستوى المدن توفر تدريبا عسكريا أساسيا للصيادين. ويشرف على هذه الفروع الجيش وسلطات الحزب الشيوعي المحلية المسؤولة عن عمليات تدريب الميليشيا على مستوى البلاد.
وأضاف المستشار الذي يتركز عمله على بحر الصين الجنوبي إن التدريب يشمل عمليات البحث والإنقاذ والتعامل مع الكوارث في البحر و”صون السيادة الصينية”.
وقال إن التدريب يتضمن مناورات في البحر ويتم بين مايو أيار وأغسطس وإن الحكومة تدفع مالا للصيادين نظير مشاركتهم في التدريب.
ويشجع الدعم الحكومي الصيادين على استخدام سفن أكثر قدرة على التحمل مصنوعة من الصلب بدلا من الخشب.
وقال مسؤولون تنفيذيون في صناعة صيد الأسماك إن الحكومة زودت ما لا يقل عن 50 ألف مركب بمعدات تحديد المواقع بالأقمار الصناعية ومكنتها من الاتصال بخفر السواحل الصيني في حالات الطوارئ بما في ذلك حالات مصادفة سفن أجنبية.
وقال عدد من الصيادين والدبلوماسيين لرويترز إن بعض المراكب مزودة بأسلحة صغيرة.
وقال المستشار إنه عندما تطرأ “مهمة معينة لصون السيادة فإن السلطات الحكومية ستنسق مع ميليشيا صيد الأسماك وتطلب منها جمع المعلومات عن أنشطة السفن الأجنبية في البحر.
خلاف مع اندونيسيا
كان هذا التنسيق واضحا في مارس عندما حاولت اندونيسيا احتجاز مركب صيد صيني لقيامه بالصيد بالقرب من جزر ناتونا في بحر الصين الجنوبي. إذ سرعان ما تدخلت سفينة خفر سواحل صينية لمنع البحرية الاندونيسية من قطر المركب الأمر الذي أثار أزمة دبلوماسية. ولا تعترف بكين بتبعية جزر ناتونا لاندونيسيا وقالت إن المراكب كانت في “مياه صيد الأسماك الصينية التقليدية”.
وتصر الصين على أحقيتها بالسيادة على معظم بحر الصين الجنوبي رغم أن للفلبين وماليزيا وفيتنام وتايوان وبروناي مطالب متضاربة فيه وفي مياهه الغنية بالأسماك.
وقالت مصادر في صناعة صيد الأسماك إن شركات الصيد التي تسيطر عليها الدولة تهيمن على الأساطيل التي تجوب بانتظام المياه في جزر سبراتلي وتتلقى جانبا كبيرا من التدريب والدعم.
وتوجد في الصين أكبر صناعة لصيد الأسماك في العالم قاطبة لكن تناقص الثروة السمكية بالقرب من الشواطئ الصينية جعل الصيد في المياه المتنازع عليها ضرورة على حد قول صيادين ومسؤولين تنفيذيين.
وتقول شركة هاينان بحر الصين الجنوبي لمصايد السمك الحديثة والمملوكة للدولة على موقعها الالكتروني إنها “عسكرية وتجارية ومؤلفة من جنود ومدنيين”. وتقول إن من أهدافها أن “يرفرف العلم الصيني” على جزر سبراتلي.
وقال يي نينغ المدير العام للشركة في مقابلة في مكتبه بمدينة هايكو “الدفاع عن السيادة هو هم الحكومة الأول. لكن بالطبع يجب أن يكون المعيار هو تمكن الناس العاديين من الصيد في مياه بلادهم. وهذا يسري علينا أيضا”.
وأوضح تقديم مكتوب موجه للمديرين التنفيذيين بالشركة اطلعت عليه رويترز إن الشركة تزود الصيادين الذين يبحرون إلى جزر سبراتلي بالوقود والماء والثلج وتشتري منهم الأسماك عند عودتهم.
مجازفة كبيرة
وقال هوانغ جينغ الصياد المحلي في بلدة بايماجينغ الوادعة حيث يقف صف من سفن الصيد الضخمة المصنوعة من الصلب على مرمى البصر “ازدادت خطورة هذا العمل لوجود كل أنواع السفن الأجنبية في البحر.
“لكن الصين قوية الآن. وأنا أثق أن الحكومة ستحمينا”.
وقال لو كانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الصين لا تستخدم أسطول صيد السمك لمساعدتها في تأكيد مطالبها الخاصة بالسيادة في بحر الصين الجنوبي. وأضاف “هذا الوضع لا وجود له”.
وقال في لقاء مع الصحفيين بالوزارة الشهر الماضي إن الصين اتخذت إجراءات لضمان سير عمل أساطيل الصيد بصورة قانونية.
قواعد الاشتباك
قال تشين ريشن رئيس مجموعة هاينان جيانغهاي المحدودة إن صيادي الشركة يتوقفون في جزيرة وودي بجزر باراسيل التي نصبت فيها الصين مؤخرا صواريخ سطح/جو وذلك للتزود بالوقود والتواصل مع سفن خفر السواحل الصينية.
وأضاف إن الصيادين يتطلعون لاستخدام منشآت مماثلة تقيمها الصين في جزر سبراتلي.
وتعمل الصين على نقل الرمال من قاع البحر إلى سبع مناطق للشعاب المرجانية لإقامة جزر صناعية في أرخبيل سبراتلي. وحتى الآن قامت الصين ببناء مهبط جوي ويجري إنشاء مهبطين آخرين على الجزر وكذلك منشآت لتزويد السفن بالوقود والتخزين.
وقال مايكل فاتيكيوتيس مدير شعبة آسيا بمركز الحوار الإنساني الذي يساعد الدول التي لها مطالب على تشكيل تدابير بناء الثقة “كل هذا يشير إلى ضرورة إقامة البروتوكولات المتفق عليها لضمان الاتصالات الواضحة الفعالة بين السفن المدنية وسفن إنفاذ القانون البحري التابعة لدول مختلفة والتي تعمل في تلك المنطقة”.
وقال إن هناك اتفاقا إقليميا بشأن الاتصالات والتدابير المتبعة عندما تلتقي سفن تابعة للجيوش والبحريات فقط في البحر.
وقال مسؤولون في الحكومة المحلية ودبلوماسيون إقليميون ومسؤولون تنفيذيون بشركات لصيد الأسماك في مقابلات أجريت في الآونة الأخيرة إن التدريب والدعم يشمل مناورات في البحر وتوجيه الطلبات للصيادين لجمع المعلومات عن السفن الأجنبية.
وقال مستشار لحكومة هاينان طلب عدم نشر اسمه “الميليشيا البحرية تتوسع بسبب حاجة البلاد لذلك وبسبب رغبة الصيادين الانخراط في خدمة البلاد وحماية مصالح بلادنا”.
لكن دبلوماسيين وخبراء بحريين يقولون إن ميليشيا صيد الأسماك تثير أيضا خطر الصراع مع أساطيل بحرية أجنبية في الممر البحري الاستراتيجي الذي تمر عبره تجارة تقدر بخمسة تريليونات دولار كل عام.
وقد عملت الولايات المتحدة على تسيير دوريات بحرية وجوية قرب جزر صناعية تقوم الصين ببنائها في أرخبيل سبراتلي المتنازع عليه ومن ذلك تحليق قاذفتين استراتيجيتين من طراز بي-52 قربه في نوفمبر.
وقالت واشنطن في فبراير شباط إنها ستزيد من مرور السفن حول البحر المتنازع عليه تأكيدا “لحرية الملاحة”.
تدريب عسكري أساسي
وقال مستشار حكومة هاينان إن فروع قوات الشعب المسلحة على مستوى المدن توفر تدريبا عسكريا أساسيا للصيادين. ويشرف على هذه الفروع الجيش وسلطات الحزب الشيوعي المحلية المسؤولة عن عمليات تدريب الميليشيا على مستوى البلاد.
وأضاف المستشار الذي يتركز عمله على بحر الصين الجنوبي إن التدريب يشمل عمليات البحث والإنقاذ والتعامل مع الكوارث في البحر و”صون السيادة الصينية”.
وقال إن التدريب يتضمن مناورات في البحر ويتم بين مايو أيار وأغسطس وإن الحكومة تدفع مالا للصيادين نظير مشاركتهم في التدريب.
ويشجع الدعم الحكومي الصيادين على استخدام سفن أكثر قدرة على التحمل مصنوعة من الصلب بدلا من الخشب.
وقال مسؤولون تنفيذيون في صناعة صيد الأسماك إن الحكومة زودت ما لا يقل عن 50 ألف مركب بمعدات تحديد المواقع بالأقمار الصناعية ومكنتها من الاتصال بخفر السواحل الصيني في حالات الطوارئ بما في ذلك حالات مصادفة سفن أجنبية.
وقال عدد من الصيادين والدبلوماسيين لرويترز إن بعض المراكب مزودة بأسلحة صغيرة.
وقال المستشار إنه عندما تطرأ “مهمة معينة لصون السيادة فإن السلطات الحكومية ستنسق مع ميليشيا صيد الأسماك وتطلب منها جمع المعلومات عن أنشطة السفن الأجنبية في البحر.
خلاف مع اندونيسيا
كان هذا التنسيق واضحا في مارس عندما حاولت اندونيسيا احتجاز مركب صيد صيني لقيامه بالصيد بالقرب من جزر ناتونا في بحر الصين الجنوبي. إذ سرعان ما تدخلت سفينة خفر سواحل صينية لمنع البحرية الاندونيسية من قطر المركب الأمر الذي أثار أزمة دبلوماسية. ولا تعترف بكين بتبعية جزر ناتونا لاندونيسيا وقالت إن المراكب كانت في “مياه صيد الأسماك الصينية التقليدية”.
وتصر الصين على أحقيتها بالسيادة على معظم بحر الصين الجنوبي رغم أن للفلبين وماليزيا وفيتنام وتايوان وبروناي مطالب متضاربة فيه وفي مياهه الغنية بالأسماك.
وقالت مصادر في صناعة صيد الأسماك إن شركات الصيد التي تسيطر عليها الدولة تهيمن على الأساطيل التي تجوب بانتظام المياه في جزر سبراتلي وتتلقى جانبا كبيرا من التدريب والدعم.
وتوجد في الصين أكبر صناعة لصيد الأسماك في العالم قاطبة لكن تناقص الثروة السمكية بالقرب من الشواطئ الصينية جعل الصيد في المياه المتنازع عليها ضرورة على حد قول صيادين ومسؤولين تنفيذيين.
وتقول شركة هاينان بحر الصين الجنوبي لمصايد السمك الحديثة والمملوكة للدولة على موقعها الالكتروني إنها “عسكرية وتجارية ومؤلفة من جنود ومدنيين”. وتقول إن من أهدافها أن “يرفرف العلم الصيني” على جزر سبراتلي.
وقال يي نينغ المدير العام للشركة في مقابلة في مكتبه بمدينة هايكو “الدفاع عن السيادة هو هم الحكومة الأول. لكن بالطبع يجب أن يكون المعيار هو تمكن الناس العاديين من الصيد في مياه بلادهم. وهذا يسري علينا أيضا”.
وأوضح تقديم مكتوب موجه للمديرين التنفيذيين بالشركة اطلعت عليه رويترز إن الشركة تزود الصيادين الذين يبحرون إلى جزر سبراتلي بالوقود والماء والثلج وتشتري منهم الأسماك عند عودتهم.
مجازفة كبيرة
وقال هوانغ جينغ الصياد المحلي في بلدة بايماجينغ الوادعة حيث يقف صف من سفن الصيد الضخمة المصنوعة من الصلب على مرمى البصر “ازدادت خطورة هذا العمل لوجود كل أنواع السفن الأجنبية في البحر.
“لكن الصين قوية الآن. وأنا أثق أن الحكومة ستحمينا”.
وقال لو كانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الصين لا تستخدم أسطول صيد السمك لمساعدتها في تأكيد مطالبها الخاصة بالسيادة في بحر الصين الجنوبي. وأضاف “هذا الوضع لا وجود له”.
وقال في لقاء مع الصحفيين بالوزارة الشهر الماضي إن الصين اتخذت إجراءات لضمان سير عمل أساطيل الصيد بصورة قانونية.
قواعد الاشتباك
قال تشين ريشن رئيس مجموعة هاينان جيانغهاي المحدودة إن صيادي الشركة يتوقفون في جزيرة وودي بجزر باراسيل التي نصبت فيها الصين مؤخرا صواريخ سطح/جو وذلك للتزود بالوقود والتواصل مع سفن خفر السواحل الصينية.
وأضاف إن الصيادين يتطلعون لاستخدام منشآت مماثلة تقيمها الصين في جزر سبراتلي.
وتعمل الصين على نقل الرمال من قاع البحر إلى سبع مناطق للشعاب المرجانية لإقامة جزر صناعية في أرخبيل سبراتلي. وحتى الآن قامت الصين ببناء مهبط جوي ويجري إنشاء مهبطين آخرين على الجزر وكذلك منشآت لتزويد السفن بالوقود والتخزين.
وقال مايكل فاتيكيوتيس مدير شعبة آسيا بمركز الحوار الإنساني الذي يساعد الدول التي لها مطالب على تشكيل تدابير بناء الثقة “كل هذا يشير إلى ضرورة إقامة البروتوكولات المتفق عليها لضمان الاتصالات الواضحة الفعالة بين السفن المدنية وسفن إنفاذ القانون البحري التابعة لدول مختلفة والتي تعمل في تلك المنطقة”.
وقال إن هناك اتفاقا إقليميا بشأن الاتصالات والتدابير المتبعة عندما تلتقي سفن تابعة للجيوش والبحريات فقط في البحر.