انتقد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بشدة وضعية قطاع الصحة، قائلا إن الدولة تبذل جهودا متواصلة لانقاذه، و أكد أنه ليس راض عن القطاع والأطباء “ومرد ذلك أن الدولة بذلت جهودا كبيرة في توفير التجهيزات للمستشفيات الوطنية وحاول البعض للأسف الشديد استغلال ذلك لتحقيق مآرب شخصية” يقول عزيز.
وأشار ولد عبد العزيز في كلمة ألقاها أمام طلاب كلية الطب في نواكشوط اليوم الثلاثاء إلى أن “استغلال جهود الدولة” يتنافى مع الغرض الذي اقتنيت له التجهيزات، ويصرفها عن هدفها الحقيقي الذي هو التخفيف من معاناة المواطنين “دون تمييز ولا بيروقراطية”.
وردا على مطالب تتعلق بضرور وجود تكوين مستمر قال الرئيس ولد عبد العزيز :” نحن جاهزون، لكنني أتساءل هنا هل الأطباء أنفسهم مستعدون لذلك؟”.
وانتقد بحدة عمل الأطباء، قائلا إنهم ليسوا في وضعية للاستفادة من التكوين “لأنهم منهمكون في عياداتهم الخصوصية من أجل الكسب الشخصي ويقدمون أكثر من 40 الى 50 استشارة يوميا دون مراعاة نوعية الخدمة، ومستوى استفادة المواطن الذي اعتقد أنه لا يستفيد شيئا في مثل هذه الظروف”. حسب تعبيره.
وتحدث ولد عبد العزيز عن أهمية دور القطاع الخاص في مجال الصحة مستدركا القول بضرورة التفريق بينه وبين القطاع العام، وقال :”ما لا أقبله هو أن توجه التجهيزات العمومية إلى تحقيق مآرب خصوصية لاتفيد المواطن خاصة أننا نعمل على أن تلعب الدولة دورها بشكل فاعل وقوي”.
و تناول ممثلو طلاب كلية الطب مشاكل تتعلق بانعدام النقل والمطعم والمختبر والمكتبة وعدم ملاءمة المقر الحالي مع متطلبات التحصيل والزحمة في الفصول وعدم تعميم المنحة على طلاب الكلية وغير ذلك.
من جهته استعرض البروفيسور سيدي أحمد ولد مكيه عميد الكلية المشاكل المطروحة على قطاع الصحة العمومية وأهمية تكوين كفاءات وطنية لمواجهة النقص الحاد في الطواقم الطبية خاصة داخل البلاد . وأبرز دور الكلية في سد النقص وبعدها السيادي في الحد من الاعتماد على الخارج في مجال التكوين، وكذلك ضمان التخصصات المناسبة للنساء الحائزات على الباكلوريا العلمية وكذا ملاءمة التكوين مع متطلبات سوق العمل
وفي خطابه المطول قال الرئيس ولد عبد العزيز إن امكانيات الدولة ستوجه في خدمة المواطن أينما كان وبشكل خاص الصحة العمومية وخاطب الحاضرين من طلاب وأطباء قائلا إنه بامكانهم فتح نقاش حول مستوى تحسين الصحة العمومية، وسبل الارتقاء بها وحل المشاكل المطروحة عليها .
واعترف ولد عبد العزيز بوجود “كثير من النواقص” وتحدث عن ضرورة “القطيعة التامة” مع عدم الشفافية والمسلكيات التي لاتخدم إلا الكسب الشخصي.
وشكر عزيز طلاب كلية الطب و عميدها، قائلا إن زيارته للكلية هي من أجل “خدمة الطب والصحة في بلادنا”، مؤكدا أنه يدرك جيدا المشاكل المطروحة، خاصة على صعيد عدم ملاءمة مقر الكلية مع متطلبات التدريس خصوصا التجهيزات أو القدرة الاستيعابية، “وندرك كذلك ان المكان لم يصمم أصلا لهذه المهمة ولم يؤسس لهذا الغرض” يقول الرئيس مخاطبا طلاب الطب.
وقال عزيز إن الوضعية الخاصة التي تعيشها الكلية و”المشاكل البنيوية” المطروحة عليها ستجد الحلول المناسبة بعد اكتمال بناء كلية الطب الجديدة في ظرف سنة وخمسة شهور بعد بدء العمل في انشائها في شهر يوليو القادم.
و أضاف الرئيس مخاطبا الحضور :”أؤكد لكم ان التجهيزات التي تتناسب مع المقر الحالي سيتم اقتناؤها في وقت وجيز خاصة وأنني اعطيت التعليمات في هذا الشأن للوزير المكلف بالشؤون الاقتصادية والتنمية الذي تعهد بدوره باكمال الاجراءات المتعلقة بذلك في غضون شهر او شهرين على ابعد تقدير”.
وأكد الرئيس اعتقاده بأن توفير التجهيزات قد يتم قبل الموعد المحدد بما في ذلك مولد كهربائي وحل مشكلتها التي طرح البعض بشكل كامل.