يقول المختار السالم إن الزنوج في موريتانيا يحاربون لغة القرآن…..متجاهلا أن كل مكونات شعبنا يتعبدون ” الله” بخدمة القرآن…حفظا وتدبرا.
ويسقط صاحبنا المواطنة عن “حركة وطنية” لمجرد أنه يختلف معها. ليقول “إن عناصر حركة أفلام من البركينافاسو والسنغال ودول أخرى” .تسعى حسب زعمه لإبادة شعبنا وإنشاء وطن على غرار إسرائيل..لم يبق إلا أن يقول إن “الزنوج يهود “.فقد وصفهم بالبحث عن وطن الشتات على غرار “الربيبة إسرائيل“.
بقدرة قادر يتصور المختار السالم أن “غولا” أخطر على البلاد من تنظيم القاعدة يتهددها هو “حركة أفلام“.
ثم يتسائل صاحبنا قائلا: لماذا تسمح السلطات لهذه الحركة بالحديث كحركة موريتانية مطالبا بمضايقتها في البلدان الأوروبية.
وفي مقال آخر يتحدث المختار السالم عن “توطين” 20 ألف من الزنوج القادمين من السنغال . وعن “أن الرئيس ولد محمد ولد عبد العزيز صلى على أرواح المفقودين.”
أخي المختار، هنالك عدة مصطلحات أكثر لباقة من المفقودين في الأحداث: كالشهداء، أو الضحايا عز على صاحبنا أن يستعملها في حق من يرى أنهم مجرد مفقودين.!!!
ثم يتحدث صاحبا عن تنامي حصص الزنوج في الوظائف السامية في البلد.
ويضيف ” لن تقبل الحصة، أو سياسية تمييز إيجابية مقابل السكوت عن الماضي. لأن ملف “الإرث الإنساني” لم يغلق بعدالة أبدا في أي دولة فتح فيها……” متجاهلا أو جاهلا أن العدالة الانتقالية الدولية أعطت للضحايا وذويهم حق العدالة والحقيقة وحق الذاكرة والعفو. كما هو الحال في المغرب وروواندا واتشيلي، وجنوب إفريقيا
أود هنا أن أذكر بأن مكونات الشعب الموريتاني أحيت هذه الأرض بتعايش قبل نشأة الدولة .. وذات المكونات تعايشت في كنف الدولة وعاشت فيها أزمات خانقة.. و ستبقى هذه المكونات كلها في هذه الأرض معا بقيت الدولة قوية موحدة ومتماسكة أو تلاعب بها أصحاب المشاريع الفئوية الضيقة. لا قدر الله.
حقيقة الأمر أن ثمة مجموعة من العراقيل حلها يتطلب روية وحنكة وصبرا وتضحية من أجل البلد ومن أجل المستقبل. هذه المشاكل تتعلق أساسا بدولة المواطنة والقانون، وقيم العدالة و المساوات. كل هذا لأن التعايش قدر لا مفر منه وما علينا إلا أن نرى فيه كل الخير ونعمل من أجل صيانته. لذلك فنحن بحاجة إلى كل ما يدعم هذا التعايش وفقا للقواسم المشتركة والمصالح العامة. وإن رفض أية مكونة أو الانتقاص منها لهو إساءة للجميع لا يخدم الهوية ولا المواطنة ولا التعايش،،،، أحرى أن يخدم العربية.
إن اللغة العربية في موريتانيا تكتسب طابع الأزمة والتأزيم نظرا لأن الدولة الناشئة عجزت لحد الآن للتوصل لآلية توافقية تسعى من خلالها لتسخير العربية خدمة للبلد وأهله فيما يتعلق بالتنمية وفقا لرؤى منهجية ومنطقية تأخذ في الاعتبار استيراتيجية تذويب الفوارق. والحفاظ على التنوع في ظل الشعب الواحد.
لنعد مثلا إلى رفض الوزير الأول مولاي ولد محمد لغظف الرد على أحد الصحفيين الفرانكفونيين. و إلى مقولة وزيرة الثقافة بأن اللغات الأخرى تشكل عائقا أمام العربية. مثل هذه التصرفات والتصريحات من كبار المسؤولين تستدعي حراكا وردود أفعال، لأنها في الأولى خروج عن المألوف وضربة لذوي التعليم الفرنسي من أبناء شعبنا. وفي الثانية إساءة للوطن كله وفي الصميم باستهداف لغاته الوطنية. إذن فالمطالبة باستقالة الوزيرة واعتذار الوزير ..كانت أمورا مشروعة
الكيل بمكيالين:
خرج الطلاب الزنوج للاحتجاج في جامعة نواكشوط على خطاب الوزير مطالبين باستقالة وزيرة الثقافة وحماية ذوي التعليم الفرنسي وعدم التلاعب بمستقبلهم وعبروا في بيانهم عن رفضهم لأية عنصرية ضد أي طرف. فماذا حصل؟؟؟ قامت قوات الأمن بمحاصرة الجامعة وبضربهم بالهراوات واعتقال أربعة منهم لمدة يومين، وفي اليوم الموالي اعتقلتني الشرطة لفترة15 ساعة ..بدعوى التخطيط للإضراب
اليوم سيرت ميسرة وبحماية أمنية من طرف الطلاب الجامعيين وبحماية أمنية. ويكفي فقط أن نورد هنا نص الخبر كما نشرته وكالة الأخبار المستقلة “شهدت عملية الشد والجذب القائمة حاليا بين أطراف المشهد السياسي حول التعريب منعطفا خطيرا اليوم الخميس بعيد إقدام عناصر أمنية بجامعة نواكشوط علي تنظيم مظاهرة وسط العاصمة تنديدا ب”الإنفرانكفونيين” ودعما لتعريب الإدارة.
المسيرة التي تقدمها عناصر من أمن جامعة نواكشوط المكلفين قبل أسابيع باعتقال الطلاب الزنوج جابت أبرز شوارع المدينة لتصل إلي الوزارة الأولي دون أن تعترضها عناصر الأمن، وردد المشاركون فيها هتافات تطالب بتعريب فوري للإدارة وتنتقد من أسماهم المتظاهرون بدعاة العنصرية.
وكانت الشرطة قد منعت طلابا من أصول زنجية حاولوا الخروج في مسيرة رافضة للتعريب واعتقلت أربعة منهم في وقت سابق كما أصيب آخرون بجروح وصفت بالمتوسطة.”اه
وهنا استغرب تماما أن يقول المختار سالم إن عناصر حركة أفلام من دول أجنبية كالبركينا فاسو والسنغال وغيرها. وحتى وإن لم أكن “أفلاميا” فإن ضاحايا أفلام وقادتها الحاليين من خيرة أبناء شعبنا من قضاة وأساتذة وعسكريين خدموا البلاد في مختلف المجالات. أخي المختار هؤلاء مواطنون قبل أن أولد أنا وأنت.
ويعلم المختار وغيره أن بلادنا عاشت أزمة شديدة في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن المنصرم.. أحدث تلك الأزمات وطريقة تسييرها شرخا كبيرا بين مكونات شعبنا وفي تلك الظروف نشأت حركة أفلام على أيدي زنوج موريتانيين هم أيضا طرف في الأزمة وضحية فيها. هذه هي الحقيقة و من أجل التاريخ.
وأعود وأذكر أن الحلول التي نفتقر إليها تتجسد في دولة المواطنة والقانون. ومنح الجمع حق التعبير عن آرائهم دون الخوف من أية ملاحقة. وهنا فإن علينا أن نسعى لخلق أنظمة سياسية تعكس واقع شعبنا دون انحياز. كما أن علينا دائما أن نعمل لرفع الظلم ووضع حد لمأساة كل المواطنين ، حراطين كانوا أو عربا أو زنوجا.