أصبح العمل الحزبي تعبيرا عن قدرة الشعب على ممارسة حقه في اختيار من يحكمه كتقليد في أعرق الديمقراطيات، وبما أننا لم نعرف يوما أحزابا بالمواصفات الحقيقية خاصة الحاكم منها! فقد تعودت الأحزاب التي حكمتنا لفترات طويلة أن “تحيط” بها مجموعة من الأحزاب “المكروسكوبية” لتلعب دورا صوريا توحي من خلاله للعالم بوجود “ديمقراطية”: تجلد المواطن وتغالط الشركاء في التنمية!
لذا دأب الموريتانيون، وخصوصا الشباب منهم، على العزوف عن الانخراط الفاعل في العمل السياسي من أجل المساهمة الحقيقية في تعزيز كيان الأمة الموريتانية! لقد آن الأوان لتبديد غيمة الأفكار المسبقة، والانخراط في حزب يسعى منذ تأسيسه إلى إضفاء مسحة أخلاقية على العمل السياسي، الذي بدأ يطمئن جماهير شعبنا على مستقبلهم، من خلال الانتخاب المظفر لرئيس الفقراء، محمد ولد عبد العزيز من طرف غالبية الموريتانيين، من مختلف الأعراق والمشارب السياسية والطبقات الاجتماعية…
اليوم لم يعد ذلك التخوف مبررا لأن حزب الإتحاد من أجل الجمهورية أبدع نهجا مختلفا حيث سبقت إنجازاته تصريحاته في غالب الأحيان، منذ تأسيسه من خلال المحاور التي بدأ الحزب بالعمل عليها حيث واكب الساحة السياسية فلم تمر مناسبة وطنية إلا كان الحزب سباقا للتفاعل معها وتوجيهها الوجهة الصحيحة سواء على الصعيد الوطني أم الدولي وكذلك الجوانب الاجتماعية المتعلقة بالكوارث الطبيعية التي تضرر منها بعض مواطنينا فقد كان الحزب دائما حاضرا لمواسات ومؤازرة جماهير شعبنا الأكثر احتياجا، من خلال مرافقة الحكومة في تطبيق البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية الذي عبر الموريتانيون عن تبنيهم له.
بأسلوبه الجديد، أضاف الحزب أنماطا جديدة في طريقة العمل السياسي عندما أطلق صيحته الشجاعة في واقع الخمول: “أية حكامة لموريتانيا بعد 50 عاما من الاستقلال؟” حيث تكللت هذه الأيام التفكيرية، التي دعا الحزب لها كل الشركاء السياسيين والاجتماعيين، بما فيهم أحزاب المعارضة ونقاباتها، بنجاح كبير، خصوصا بعد تعهد رئيس الجمهورية بتطبيق الحكومة للتوصيات المتمخضة عنها، والتي شملت قضايا لم يجرؤ قط أي نظام سياسي على إثارتها من قبل، ذلكم درس نبيل في ممارسة العملية الديمقراطية وتطويعها لحتميات مشاريع التنمية…
أسفرت هذه التجربة عن ميلاد “ائتلاف أحزاب الأغلبية” الذي يضم اليوم أغلبية الأحزاب الداعمة لبرنامج الرئيس محمد ولد عبد العزيز، مع مطالبة الحزب الدائمة بالحوار، وانفتاحه على شركاء العملية السياسية.
إن فوز الإتحاد من أجل الجمهورية في الاستحقاقات الأخيرة (انتخابات الشيوخ) بأكثر من 90% من المقاعد المخصصة للفئة(أ)، في انتخابات امتازت بالشفافية والنزاهة خلال جميع مراحلها، ليعبر عن مدى تعلق شعبنا بمشروع “موريتانيا الجديدة”.
إن الانتساب للإتحاد من أجل الجمهورية “يطهر” الوعي من الشوائب والترسبات الطائفية والعرقية والقبلية والجهوية… من خلال رفض “إيديولوجيا” الإنهزام، لقهر تحدي التنمية.
إن عهد تكميم أفواه أفراد شعبنا ونهب ثرواتهم قد ولى، فاسحا الطريق أمام سيادة إرادة الشعب، الذي سبق وقال كلمته بانتخاب ممثليه.
محمد الهيبة ولد الشيخ النعمة