اشتكى عاملون في مجال الفلاحة بالجزائر من ارتفاع تكاليف نقل الطماطم من الحقول الجزائرية إلى السوق الموريتانية، وقال رئيس المنظمة الوطنية للمؤسسات والحرف، مصطفى روبايين، إن النقل «أكثر تكلفة من البضاعة نفسها».
وأضاف روبايين في تصريح لصحيفة «النهار أونلاين» اليوم الأحد، أنه «من غير المعقول أن يتم نقل الطماطم من ولاية أدرار، لتحويلها في البليدة، ثم تصديرها إلى موريتانيا».
رئيس المنظمة الوطنية للمؤسسات والحرف، وهي منظمة اقتصادية تهتم بأمور المؤسسات والحرفيين والفلاحين في الجزائر، قال إن «تكاليف نقل البضائع الموجهة للتصدير باتت أكثر تكلفة من البضاعة نفسها».
وتسعى الجزائر منذ عدة سنوات إلى دخول السوق الموريتانية، كبوابة إلى أسواق غرب أفريقيا، خاصة بعد فتح معبر حدودي بين البلدين، وإنشاء مقاطع من طريق معبد يربط طرفي الحدود، وتنظيم معارض سنوية في نواكشوط للتعريف بالمنتجات الجزائرية.
إلا أن مصطفى روبايين قال إن النقل «أصبح أكبر عائق عمليات التصدير بالجزائر»، وقال إن رجال الأعمال والفلاحين «يعانون يومياً من مشاكل النقل واللوجستيك» من أجل إيصال بضائعهم إلى السوق الموريتانية.
وقال روبايين إن «أكثر من 40 شاحنة للتصدير تتجه إلى موريتانيا، حيث يتم العمل لإنشاء سوق مستقرة في العاصمة نواكشوط»، قبل أن يضيف: «لكن تكلفة النقل باتت أكثر من تكلفة البضاعة المحملة فيها».
وأوضح أن «تكلفة نقل البضائع في شاحنة مدعمة بغرف تبريد تقدر بـ 100 مليون سنتيم، من ولاية بسكرة إلى غاية الحدود الموريتانية، فيما تقدر تكلفة شاحنة عادية، تحمل حوالي 20 طن، 45 مليون سنتيم انطلاقا من الجزائر العاصمة إلى غاية موريتانيا».
وأضاف أن ارتفاع تكلفة النقل يعاني منها أيضاً قطاع النقل الجوي، مشيراً إلى أن الخطوط الجوية الجزائرية تقترح أسعاراً «جد باهظة».
وتساءل: «كيف لشركة وطنية بحجم الخطوط الجوية الجزائرية، رغم توقف نشاطها تقريبا، بسبب تفشي كورونا، أن لا تستغل الفرصة لتنظيم رحلات تجارية».
وأشار روبايين إلى أن «معظم المصدرين (الجزائريين) يفضلون استئجار طائرة من دولة أجنبية، عوض نقل بضائعهم عبر الشركة الوطنية لغلاء أسعارها».
وتتزامن تصريحات رئيس المنظمة الوطنية للمؤسسات والحرف الجزائرية، مع إغلاق جبهة البوليساريو لمعبر «الكَركَارات» بين المغرب وموريتانيا، وتوقف تصدير المنتجات الفلاحية المغربية إلى السوق الموريتانية، وهو ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار الطماطم والعديد من المنتجات.