مدير : مركز الموروس للدراسات والبحوث
كم تعداد هذا الشعب ؟ كم هي مساحته ، موارده ، خيراته … أين كل ذلك ؟ كم عدد أشقائه كم عدد عطاياهم ، وهباتهم ، وقروضهم أصدقاؤه تاريخه دوره عطاؤه ؟
كل تلك الأرصدة تنضاف إلى بعض أين حاصلها أين ناتجها ؟ سنظل نسأل ونلح ونفضح حتى تتضح ملامح واقعنا مستقبلنا لن نكون كفلاسفة روما في جدال عقيم .. أيهما الأول الدجاجة أم البيضة ؟
سنثوِّر وننوِّر كل من جهته وعلى جهده حتى نبيّن الحق من ضده
من المعيب علينا أن نرى أبناء بلدنا يعتلون الحمير والأجنبي الغريب ممسك بمقود سيارة مؤتمن على المال، وأم العيال ، وبقية العيال , من المعيب أن نرى أبناء بلدنا يحملون الأثقال وكأنهم عمال سخرة أو محكومون بالأشغال الشاقة بالمؤبد الأجنبي يتعلم في سياراتنا في أجهزتنا في عمائرنا ودورنا ليخرج مؤهلا بخبرة عمل ليس له مؤهل ولا خبرة من قبل لمجرد أنه أجنبي ولو من حزام الفقر والتخلف جنوب الصحراء قدم !
كلمة أجنبي شهادة جودة وتأشيرة عبور.. المواطن عندنا محل نقد وتنقيص نظلمه نجافيه نحرمه ذلك فهمنا للقرابة والرحم ! ” نرتع فيه ” منا.. هو، فينا.. هو، حلال علينا .. هو ،
لن أقول أنصفوا العمال الحمالين ولا غيرهم ولن أقول أعطوهم 1000أوقية ولا مليون أوقية .
بل نمو مناطقهم الأصلية اشتروا منتوجهم الزراعي علموهم أساليب الزراعة والتنمية هؤلاء البسطاء أغلبهم يأتي إلى المدن الكبيرة رجاء أواقي يساعدنه على العيش يبيع قوة عمله البدنية في سوق متخمة بالأجانب لا يمكن أن تنقله إلى واقع أفضل ، وإذا اعتلت صحته أو تعرض لإعاقة ، أو تكسرت فقرات رقبته ، من له ؟ برقبة أي منكم يا حكومة ، يا منظمات ، يا أحزاب ، يا تجار، يا… ؟
بسطاء طيبون ، يحلمون .. ينتظرون التساقطات المطرية يحبون الأرض و ” الرَق المطنطن ” فى شمامه وكل الوطن .. يحمون الوطن بصدورهم العارية وقد خبرتهم الساحات وقت المهمات الصعبة ؛ فكانوا من يعطون الدرس ، ويعلنون أنهم أحفاد أمناء لأولئك الرجال الذين سطروا أروع البطولات في معركة الزلاقة (1086م ) يحدثنا التاريخ أن عددهم في تلك المعركة وحدها ضد جيوش الفونس السادس بلغ أربعة آلاف أسهموا في المعركة بدروقهم اللمطية وسيوف الهند ومزاريق الزان الطوال ، وتميزت هذه الفرقة السوداء باستعمال الطبول عندما كانت تسير إلى المعركة أو أثناء اشتباكها مع العدو ، وقد اعتمد المرابطون في كل الجهات على هذه الفرقة وسميت عندهم بفرقة ” الحشم ” ورئيسها كان من أبناء السودان أيضاً .
وقد أمرهم يوسف بن تاشفين اللمتوني بالترجل من الخيل … ودخلوا المعركة بالمزاريق ، لعجز السلاح عن الخيل الدارعة ، فأثرت فيها بالطعن ، وجعلت ترمح بفرسانها وكان ذلك من أقوى أسباب هزيمة الأسبان الشهيرة .
وقد هاجم أحدهم الملك الإسباني وقبض على عنانه ، وضربه بخنجر في خده هتك درعه ، وشك في خده بعد أن تحوز سرجه .
والقارئ لتاريخ المقاومة الوطنية ، وكل ملاحم الأمة ، واجد بلا شك أنصع وأروع التضحيات ؛ فمن المعيب التنكر والإساءة إلى ذلك التاريخ والعطاء بجهل أو تجاهل إن هؤلاء اليوم يدفعون فاترة موازنات سياسية عاجزة تحاول محاباة و مراعاة الأجانب من دول الجوار على حسابهم وهم يلتقطون لقمة عيشهم المغمسة في عرقهم الذى يرسم سباخ الملح على وجوههم وأسمالهم البالية .
الحكومة مقصرة وغائبة بوزارة عملها وتدريبها الفني وعونها الزراعي والرعوي ورعاية شؤونها الاجتماعية ومكافحة فقرها … صدقاً مكافة من أي نوع يا ترى ؟!
من المعيب على تجار الجملة الموردين عدم شراء رافعة شوكية صغيرة لا تشغل حيزاً من مكان ، ولا تحتاج خبرة ، في سوق وتشغيل ، لإنزال وتحميل البضائع ونحن في زمن الآلة ! بدل استغلال فقر وعوز هؤلاء البسطاء الطيبين أمنحوهم زكاة مالكم أليسوا فقرء أليسوا ذوو رحم ؟
وهم يغرقون في بحر من الحرمان والفقر وطوفان من الهجرة العلنية والسرية يتاجر بهم السياسي قبل التاجر والكل عندنا تجار فقد قيل قديماً ” كل عربي تاجر ” ! رحم الله المجاهد ولد مسيكة فقد تنبه لخطر المستعمر والهجرة قبلنا فهل من وقفة وفاء … أم سنظلمه كما نظلم تاريخنا ورموزنا عجيب أمرنا لو حدث هذا في غير بلدنا لكن الأمر غير ولكن عندنا كل شئ غير… وللغير لا غير !
ولا شك تجري علينا بركة الصالحين وإلا كنا في خبر .. يا خبر!
مرة كنت في دمشق وقال لي أحدهم أثناء حديثنا ليس عن الحمالين أو ” العتالين ” في سوق الهال ولكن في السياسة !! نعم السياسة … وعن الزلازل وقدرة إسرائيل على قراءة لوحة باص ” سرفيس ” منطلق في شوارع دمشق وأن أي صاروخ أو قذيفة واقع لا محالة علينا فقال : ما بيهم سيكون تدميراً متبادلاً وبعدين “ الله حامي دمشق من كتر الصالحين ياللي بيها ” يقصد مقامات ومزارات الصحابة والصالحين .
ولكن حذاري من بركة الصالحين تلك فقد لا تلحقنا يوماً .