نالت الصحة العمومية في موريتانيا نصيبا معتبرا ضمن أولويات البرنامج الخماسي للرئيس محمد عبد العزيز. وشهد هذا القطاع الحيوي العديد من ورشات الإصلاح وإقامة المنشآت الطبية وتوفير الأجهزة والمعدات الضرورية للاضطلاع بالدور الأساسي المنوط به.
وفي هذا السياق، تؤكد المعطيات الرسمية المتوفرة أن العديد من النشاطات تم القيام بها خلال الفترة 2009- 2010، على مختلف الأصعدة المرتبطة بعمل الوزارة المعنية.
في مجال البنية التحتية، تم بناء أكثر من 20 نقطة صحية في مناطق مختلفة من ولايات الحوضين، لعصابه، لبراكنه، الترارزه وآدرار؛ وتمت إعادة تأهيل 7 مراكز صحية في مقاطعات ولاته، آمورج، جكني، تنبدغه، بو امديد، بابابي وامباني.. فضلا عن بناء وتجهيز نقطة صحية في مقاطعة الطويل بولاية الحوض الشرقي، وبناء مركز صحي في الطينطان بالحوض الغربي.
رغبة في تطوير وتعزيز البنى التحتية الصحية، قيم ببذل المزيد من الجهود في مجالات إنشاء وتوسعة وإعادة تأهيل مباني المنشآت الصحية على المستويات المختلفة للهرم الصحي الوطني. كما تم التوقيع مع وكالة تنفيذ الأشغال ذات النفع العام من أجل التشغيل (آمكستيب) على اتفاقية لتأهيل 14 مركزا صحيا من فئتي “أ” و”ب”..
ويجري حاليا تشييد مستشفى الصداقة بعرفات، بسعة 80 سريرا؛ على أن يتم تسليم مفاتيحه رسميا قبل نهاية السنة الحالية.
وتم القيام بتوسعة بعض المؤسسات الاستشفائية، مثل مركز الاستطباب الخاص بالأم والطفل في انواكشوط، حتى يستقبل كل الاختصاصات المتعلقة بصحة الأم والطفل؛ وتوسعة المركز الوطني للأنكولوجيا عبر إضافة مصلحة للعلاج الإشعاعي يجري العمل حاليا على إكمالها.
كما شملت أعمال التوسعة والتأهيل كلا من المستشفى الجهوي بكيفه، والمستشفى الجهوي بالزويرات (شراكة مع شركة “اسنيم”) فيما يجري العمل بشكل متقدم في توسعة وتأهيل مركزي الاستطباب الجهويين في كل من النعمة ولعيون. وتم تأهيل مستشفى “سومسما” القديم في مدينة أكجوجت.
على صعيد المعدات الطبية، كثفت الدولة جهودها الرامية إلى تطوير القاعدة التقنية للمنشآت الصحية، وأثمرت تلك الجهود – على نفقة الميزانية العمومية- إنجازات عديدة ومتنوعة من بينها على وجه الخصوص: تجهيز المركز الصحي بالطينطان، تجهيز 12 نقطة صحية، اقتناء جهازي تصوير طبقي لصالح مركز الاستطباب الوطني ومركز الاستطباب الجهوي بكيفة، اقتناء معدات ولوازم مصلحة غسل الكلى في مراكز الاستطباب الجهوية في كيفة، والنعمة ولعيون، اقتناء تجهيزات المركز الوطني لأمراض القلب، اقتناء جهاز التصوير الطبقي بالرنين المغناطيسي لصالح مركز الاستطباب الوطني بانواكشوط، اقتناء جهاز راديو رقمي، اقتناء معدات ولوازم جراحية لصالح العديد من المؤسسات الطبية، اقتناء لوازم معدات للمختبر لصالح إدارة الصيدلة والمختبرات والمركز الوطني للبحوث في مجال الصحة العمومية وبعض مراكز الاستطباب والمستشفيات الجهوية، تزويد العديد من المؤسسات الاستشفائية بتجهيزات مختلفة (مولدات كهربائية، مولدات لغسيل الكلى، تصوير طبقي، معدات مختبرات سيارات إسعاف طبية) اقتناء معدات التجهيزات الخاصة بمركز استطباب الأم والطفل. إضافة إلى اقتناء هذه المعدات، تسلمت الوزارة هدية من الإمارات العربية المتحدة تمثلت في 10 مولدات غسيل كلى خصص 7 منها لمركز الاستطباب في انواذيب في حين وجهت ثلاثة لمراكز الاستطباب في انواكشوط.
وفي مجال اللوازم الطبية، قامت وزارة الصحة باقتناء 13 سيارة إسعاف على نفقة ميزانية الدولة؛ فيما حصلت على 5 أخريات في شكل منحة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقد تم توزيع هذه السيارات بين المؤسسات والمصالح الطبية (كما يوضحه الجدول المرفق) على المؤسسات والمراكز والمصالح الطبية في كل من انواكشوط، النعمة، انواذيب، افديرك، كيهيدي، امبود، تيشيت، أطار، سيليبابي، تجكجه، روصو، لعيون، كوبني.. وما زال البعض منها في انتظار التحويل.
إضافة إلى هذا العدد من سيارات الإسعاف، تم اقتناء اثنتين أخريين إحداهما لصالح النقاط الصحية في فصالة (الحوض الشرقي) والأخرى وجهت إلى مال (لبراكنه) وذلك في إطار مشاريع المفوضية المكلفة بحقوق الإنسان والعمل الإنساني والعلاقة مع المجتمع المدني..
وبفضل التعاون مع المملكة الإسبانية في إطار البرنامج الوطني للصحة الإنجابية تم اقتناء سيارة عابرة للصحراء.
وعلى صعيد الوقاية من الأمراض والأوبئة، كثف قطاع الصحة عمله ضمن البرنامج الوطني الموسع للتلقيح، الذي يستهدف تحصين الأجيال ضد الأوبئة المختلفة، وتم إعداد خطة لإدخال “البانتافالان” وزودت 12 نقطة صحية بالمبردات والثلاجات الضرورية لحفظ اللقاحات.
وشهدت مكونة صحة الأم والطفل اهتماما بارزا ضمن أولويات البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية؛ مما جعل السلطات الصحية تكثف من أنشطتها في مجال تحسين الحالة الصحية لهاتين الشريحتين الهشتين. خاصة الحالة الغذائية للأطفال، حيث تم في هذا الصدد القيام بأنشطة عديدة أبرزها: الحملة متعددة الولايات لترقية الرضاعة الطبيعية، الكشف الدينامكي عن حالات سوء التغذية لدى الأطفال من 6 إلى 59 شهرا، الحملة الوطنية لإضافة فيتامين “أ” ومكافحة طفيليات الأطفال من 6 إلى 59 شهرا.
دعم المنشآت الصحية من أجل تعزيز التكفل بحالات سوء التغذية الحاد في كل من آدرار، تيرس زمور، إينشيري، داخلة انواذيب، البراكنة، اترارزة، كيدي ماغا.. إضافة إلى تجهيز النقاط الصحية في الترارزة ومصالح الأمومة بها، والتكفل بالحوامل المصابات بالنواسير الولادية..
وفي سياق الرفع من جاهزية المصادر البشرية الطبية يتابع حاليا 870 ممرضا وقابلة تكوينهم في مدرستي الصحة العمومية بانواكشوط وكيفة و32 طبيبا تكوينهم التخصصي في الخارج، وفي مجال تحسين كفاءة الطواقم الطبية يجري الآن تكوين 5 في الطب الباطني، 2 جراح و5 ممرضين في التكفل بضحايا الحروق؛ وذلك لمدة 6 أشهر في المغرب.
وفي مجال الأدوية تم ضمان جاهزية تامة للأدوية على عموم التراب الوطني وبأسعار في المتناول وقد مكنت أنشطة الرقابة التي تتبعت طرق بيع الأدوية من تنظيف السوق من الأدوية المزورة أو ذات الجودة الرديئة؛ كما أن المصالح الصحية قامت بتوفير بعض الأدوية مجانا فيما يتعلق بالسل والملاريا ومضادات الفيروسات؛ إضافة إلى: الكشف المجاني عن فيروس السيدا لدى الأم والطفل، واقتناء مخزون من اللقاحات واللوازم الطبية لتغطية حاجيات حملات التلقيح، وتحيين قاعدة بيانات كافة الأدوية المسجلة في موريتانيا؛ والتي تشمل كافة التخصصات..
نشير في الأخير إلى أن الدولة عبأت خلال الفترة ميزانية استثمار لقطاع الصحة بلغت سنة 2009، بلغت 2797000000 أوقية، فيما رصدت للقطاع ميزانية استثمار سنة 2010 تبلغ 2628000000 أوقية.. (ما مجموعه 5 مليارات و425 مليون أوقية).