عجبت لهم ينسون فضلي عليهم
وتلهيهم الأيام عن خالص الود
يقصون أخباري كأني غريبة
ولو عرفوا من كنت ما ضيعوا عهدي
كأن لم أكن يوما أمانا لخوفهم
ولا انتظمت يوما قوافلهم عندي
ترى هل مزاج الأرض غيره البلى؟!
أهم من بنيها؟ أم ترى ولدوا بعدي؟!
وهل قدري حزن تفشى لهيبه
وألا يفك القوم أحجية المجد
شريف يجوب البيد والعلم زاده
فيبني قلاعي ثم يتركني وحدي
ويسكر بالقرآن رملي فقارئ
بطه ومفتون بفاتحة الرعد
وتفتر روحي عن ضياء بثثته
لتعرج أرواح العباد إلى الخلد
ويعمرني بالخير من كان قاطنا
ويظفر ضيفي بالغنيمة والرفد
فلا تحسبوا جرحي حكاية قائل
ولا تسلموني للحوادث والفقد
ألا رجل منكم يرجى صنيعه
يرمم مكسورا من الألق الفرد
أخاف على الدر الثمين وبوحه
فإن زماني مزق القلب بالصد
وتلك شقيقاتي : ولاتة هل لها
معين على الأيام من صولة الجهد
وشنقيط في بحر الرمال غريقة
ومسجدها المصبوغ بالنور والورد
و وادان مهد الأربعين ، فهل ترى
سوى ذهب لفوه في خرق الزهد
بني وطني التاريخ قبل بقاءكم
عراة، فدون الأمس لا حاضر يجدي