يحنّ على الضعيف ولايتواضع للقوي، ولايرضى المخلوق بسخط الخالق، كان من الذين قال الله فيهم { يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم }، كان إذا قال عدل ولو كان ذاقربى ، لايكن لأحد كراهة ولاحسدا ، ماسمعته قط طول حياته يسب ولايغتاب أحدا، وكان يحسن الظن بمن يعرف ومن لايعرف كان يتحلى بصفة المسلم فى قول النبي صلى الله عليه وسلم ” المسلم من سلم المسلمون من لسانه”.
فى مراهقته وشبابه ، كان مواظبا على صلواته يؤديها بشروطها ، وما أمكن فى وقتها، وبعد روجعه من الدراسة ، كان يعتاد المساجد ، يروح ويغدوا فى الاوقات الصعبة، لايبالى بالبرد القارس ولا بشدة الحر، ولابالظلام الكثيف ، راجيا ان ينطبق عليه قول الله { والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خلدون}
كان رحمه الله من الذين لايريدون علوا فى الارض ولافسادا ، ومن الذين لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله وإقام الصلاة.
فى الدراسة كان مجتهدا متفوقا ،حاد الذكاء ، كان دائما من أوائل الاوائل يحصل كل سنة على إحدى الجائزتين الأوليين .
فى حياته المهنية كان يقتدي به، وكان مثالا في الكفاءة والعدل و الصدق، يحظي بتقدير كبير من طرف زملائه فى العمل ،يحترم معاونيه ،ويردون له المثل ويقدره رؤساؤه ويعتبرونه مرجعا فى العدل لاغنى عنه .
فى علاقاته الاجتماعية اشتهر بحسن الخلق وحسن المعاملة والتواضع مع الجميع ، يعين الضعيف يعطي المحتاج بدون منّ ، يهتم بشؤون أهله بعناية كبيرة.
رفض أن يكون له حارس مخافة أن يمنع أحد من دخول داره فى أي وقت ، كان من الذين يمشون على الارض هونا ، لايتغير بمنصب سام ولاتتدنى معنوياته. إن عفي منه وهمش، متبعا قول جده صلى الله عليه وسلم ،” عجبت من أمر المؤمن إن أمره كله خير ، إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر”.إنه مثال فى كل تصرفاته.
قد يتأثر الانسان من رحيل أخ أوصديق حميم، موضع ثقة أو خليل أوقريب أو جار يحبه ،كان لى رحه الله فى منزلة كل هؤلاء ، فقدانه هو فقدان جماعة كاملة فى آن واحد، فتأثرت أكثر من الاخرين نظرا لعمق علاقاتنا إلا اننى تداركت الامر وتذكرت قول الله عز وجل {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}
راجيا ألا أحرم من جزاء الله للصابرين.