وقعت اشتباكات مسلحة، اليوم الخميس، داخل الأراضي المالية وغير بعيد من الحدود الموريتانية، بين مقاتلين من «تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى» وآخرين من «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» المرتبطة بتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، وفق ما أكد مراسل «صحراء ميديا» في المنطقة.
ونقل المراسل عن مصادر محلية شديدة الاطلاع قولها إن الاشتباكات وقعت بين مقاتلين من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وتحديداً من جناح أمادو كوفا، زعيم جبهة تحرير ماسينا التابعة لنصرة الإسلام المرتبطة بتنظيم القاعدة، مع مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى التي تتبع لأبي الوليد الصحراوي.
وبحسب هذه المصادر فإن الاشتباكات وقعت زوال اليوم الخميس في منطقة «بوفيل» التي تبعد 50 كيلومتراً فقط عن الحدود الموريتانية، قبالة مدينة فصالة الموريتانية.
وأضاف المراسل أن هذه الاشتباكات تأتي بعد أسبوع من مفاوضات سرية جرت بين داعش والقاعدة في تلك المنطقة، إثر خلافات حادة بينهما وصراع أسفر عن احتجاز كل طرف لأسرى من الطرف الآخر في مناوشات سابقة.
وجاء هذا الاشتباك الذي لم تعرف حتى الآن حصيلته، ليتوج «فشل المفاوضات» بين قادة القاعدة وداعش، كان يسعى من ورائها الطرفان لإنهاء الخلاف وتبادل الأسرى.
وكانت المنطقة التي وقع فيها الاشتباك تعد منطقة نفوذ تقليدي لجبهة تحرير ماسينا التي يقودها أمادو كوفا، ولكنها في الفترة الأخيرة شهدت دخول عناصر من تنظيم «داعش» الذي يقوده أبو الوليد الصحراوي، لتبدأ الخلافات بين الوافد الجديد والمهيمن التقليدي.
ويعد تنظيم «داعش الصحراء الكبرى» هو القوة الصاعدة في منطقة الساحل الأفريقي، إذ تمكن في الآونة الأخيرة من شن هجمات مسلحة قوية في المنطقة الحدودية بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وبدأ يتوسع في شبه المنطقة بعد أن تعرض التنظيم الأم في العراق وسوريا لضربات قوية.
وأعلنت فرنسا ودول الساحل الخمس (موريتانيا، مالي، النيجر، تشاد وبوروكينا فاسو) منتصف يناير الماضي، خلال قمة في مدينة «بو» الفرنسية، أن تنظيم «داعش» أصبح هو عدوهم الأول في منطقة الساحل الأفريقي.