
منذ أيام أشعرت السلطات الإدارية في مدينة نواذيبو، شمالي موريتانيا، المزارعين في حي الجديدة، أقدم الأحياء السكنية بعاصمة موريتانيا الاقتصادية، بترحيلهم عن مزارعهم كما رحل الحي سابقاً، وإعطائهم قطعا صالحة للزراعة في مزرعة نواذيبو الجديدة التي تقع عند بوابة المدينة؛ غير أن كلمة الرحيل في ميزان المزارعين القدامى، تساوي الموت جوعا كما أكدوا لصحراء ميديا وهي تزورهم لإعداد ملف حول الموضوع.
لخويدم منت اسليمان، مزارعة بلغت من العمر عتيا، ألفت مزرعتها وأحبتها حبا جما، تلمسه ببساطة عندما تحدثك عن وخضرواتها، عن نخلاتها الباسقات، وطلعها الذى يظل نضيدا، عن قوت يومها وغلات أرضها التي ربت عيالا لا يعرف ضعفه سوى المولى جل جلاله، تقول لخويدم.
وتقول هذه المزارعة: “قسما بالله لا أبرح مزرعتي إلا وأنا ميتة، وإن مت سيواريني عيالي الثري تحت أرضها، لا أريد مساعدة من الدولة ولم يسبق أن طلبت ذلك”، قبل أن تضيف “في هذه المزرعة نزفت كل دمي وطاقتي وشبابي، وإذا رحلت إلى قطعة أرضية أخرى لأزرعها فلا جهد أضحى عندي لتقليب التراب شهورا طويلة وحمل الفؤوس”.
لخويدم أثناء حديثها المنفعل تخلص إلى القول “إن أجل مساعدة تقدمها لي الدولة الموريتانية هي أن تتركني هنا كي لا أموت أنا وعشرة من عيالي وأبناء بنتي اليتامى، فقد رحلت عنهم ولم تترك لهم سوى هذه العجوز التي تري”، داعية “رئيس الفقراء محمد ولد عبد العزيز أن لا يرحل عن السلطة ولا يرحلنا عن مزارعنا التي عليها نقتات وهى وحدها من تمنحنا الحياة وظلت تأوينا كل هذا الزمن”.
لخويدم منت اسليمان، مزارعة بلغت من العمر عتيا، ألفت مزرعتها وأحبتها حبا جما، تلمسه ببساطة عندما تحدثك عن وخضرواتها، عن نخلاتها الباسقات، وطلعها الذى يظل نضيدا، عن قوت يومها وغلات أرضها التي ربت عيالا لا يعرف ضعفه سوى المولى جل جلاله، تقول لخويدم.
وتقول هذه المزارعة: “قسما بالله لا أبرح مزرعتي إلا وأنا ميتة، وإن مت سيواريني عيالي الثري تحت أرضها، لا أريد مساعدة من الدولة ولم يسبق أن طلبت ذلك”، قبل أن تضيف “في هذه المزرعة نزفت كل دمي وطاقتي وشبابي، وإذا رحلت إلى قطعة أرضية أخرى لأزرعها فلا جهد أضحى عندي لتقليب التراب شهورا طويلة وحمل الفؤوس”.
لخويدم أثناء حديثها المنفعل تخلص إلى القول “إن أجل مساعدة تقدمها لي الدولة الموريتانية هي أن تتركني هنا كي لا أموت أنا وعشرة من عيالي وأبناء بنتي اليتامى، فقد رحلت عنهم ولم تترك لهم سوى هذه العجوز التي تري”، داعية “رئيس الفقراء محمد ولد عبد العزيز أن لا يرحل عن السلطة ولا يرحلنا عن مزارعنا التي عليها نقتات وهى وحدها من تمنحنا الحياة وظلت تأوينا كل هذا الزمن”.

يدخل الحوار مزارع آخر في الثمانين من عمره، يقاطع لخويدم ليقول إن اسمه لعريش ولد الوالد ولد أمبيريك، ويضيف “قدمت من انبيكة إلى نواذيبو سنة 1933، حين كان نواذيبو عبارة عن منزل واحد وأكواخ متناثرة، فشاركت في حفر مئات الآبار وأنا في زهرة شبابي، وفي السبعينيات مارست الزراعة مع نشأة حي الجديدة الذى تم ترحيله إلى حي الوفاء”.
وعن قصة الترحيل التي تعيد نفسها بالنسبة للعريش، يقول “إن الأرض التي تغذيك وتمنحك العيش ليست مثل الأكواخ والمنازل، لقد رحلونا يومها مكرهين، لكن مزارعنا هذه لن نفارقها ما دام في الجسد عرق ينبض”.
الغريب أنك وأنت تحدث لعريش يخيل إليك أنه يعيش خارج الزمن، فهو لا يعرف من اسم رئيس الجمهورية الذي يحكم الدولة ولا وزير التنمية الريفية.
يرى مراقبون في المدينة الاقتصادية أن قرار السلطات الإدارية بترحيل المزارعين “جائر وغير منصف”، مبررين ذلك بأن “مئات المزارعين المسجلين زرعوا المنطقة منذ السبعينات ولا يمكن أن يرحلوا إلى قطع أرضية جديدة”.
لتسليط الضوء أكثر على القضية التقينا بحاكم مقاطعة نواذيبو، على هامش استقباله لوزراء في مطار المدينة، حيث قال “سيتم ترحيل جميع المزارعين إلى المزرعة الجديدة وسيمنح كل واحد منهم قطعة أرضية مستصلحة”.
وفي رده على سؤال لنا عن التعويض للمزارعين عن منتوجهم الحالي، قال الحاكم إنه لم يضعوا بعد برنامجاً محددا لذلك”.
وفي انتظار أن تكمل السلطات برنامجها بخصوص القرار، لم يجد هؤلاء المزارعين سوى الانتظار حيث قالت لخويدم وهي تحمل بعض منتوجها “كنت سأقيم عريشا جديداً لتوفير الظل داخل المزرعة، ولكن هذا القرار أرعبنا وأفسد علينا ما كنا نخطط له”، قاطعها مزارع آخر قائلاً: “اصبري فأنت في دولة الجرافات.. وأما رئيس الفقراء فعلى ما يبدو ليس اسما على مسمى”.
وعن قصة الترحيل التي تعيد نفسها بالنسبة للعريش، يقول “إن الأرض التي تغذيك وتمنحك العيش ليست مثل الأكواخ والمنازل، لقد رحلونا يومها مكرهين، لكن مزارعنا هذه لن نفارقها ما دام في الجسد عرق ينبض”.
الغريب أنك وأنت تحدث لعريش يخيل إليك أنه يعيش خارج الزمن، فهو لا يعرف من اسم رئيس الجمهورية الذي يحكم الدولة ولا وزير التنمية الريفية.
يرى مراقبون في المدينة الاقتصادية أن قرار السلطات الإدارية بترحيل المزارعين “جائر وغير منصف”، مبررين ذلك بأن “مئات المزارعين المسجلين زرعوا المنطقة منذ السبعينات ولا يمكن أن يرحلوا إلى قطع أرضية جديدة”.
لتسليط الضوء أكثر على القضية التقينا بحاكم مقاطعة نواذيبو، على هامش استقباله لوزراء في مطار المدينة، حيث قال “سيتم ترحيل جميع المزارعين إلى المزرعة الجديدة وسيمنح كل واحد منهم قطعة أرضية مستصلحة”.
وفي رده على سؤال لنا عن التعويض للمزارعين عن منتوجهم الحالي، قال الحاكم إنه لم يضعوا بعد برنامجاً محددا لذلك”.
وفي انتظار أن تكمل السلطات برنامجها بخصوص القرار، لم يجد هؤلاء المزارعين سوى الانتظار حيث قالت لخويدم وهي تحمل بعض منتوجها “كنت سأقيم عريشا جديداً لتوفير الظل داخل المزرعة، ولكن هذا القرار أرعبنا وأفسد علينا ما كنا نخطط له”، قاطعها مزارع آخر قائلاً: “اصبري فأنت في دولة الجرافات.. وأما رئيس الفقراء فعلى ما يبدو ليس اسما على مسمى”.